الوحدة شعور غريب سخيف لا اعلم كيفية وصفه لكن يوجد غصه في داخلي لا اعلم سببها, ولا حتى علاجها, غصة تفقد الأيام طعمها لا شيء يشعرك بالفرح و السعادة, لا شيء يخلق بداخلك إحساسا بالرضا أو بزوغ شغف جديد, هي بروده الروح والمشاعر رغبه في البكاء أو النوم او حتى لا شيء, فقدان البوصلة والإحساس الفعلي بالزمان والمكان وكانك تستقيل سحابه لوحدك.
أقصى أنواع الوحدة هي وانت بين الناس, وسط اصدقائك, عائلتك, مجتمعك, محاط بالأشخاص الذين تنتمي اليهم دون احساس فعلي بالانتماء, هي ذلك الشعور اللعين الذي ينتابك حين يسألونك "ما بك لست على سجيتك" فتجد ان اي جواب او كلمه منك لن تفسر احساسك الداخلي, لا شيء يفسر حالتك وكربك, ثم تجيب "لا شيء أنا بخير" جواب براجماتي لعين أيضا تحس بغصه البكاء وانت تنطق به على شفتيك لأنك في الأصل لست بخير, لانك في الأصل تمتلك الآلاف من الكلمات والصيحات والانكسارات بداخلك لم تجد لها صاغن, لم تبح بها لمن حولك لانك على دراية بانه لن يتم فهم ولا تقدير حزنك, أفكارك, وحدتك, ولا أخطاءك بالطريقة الصحيحة, فتضطر إلى سكوت المميت القاتل وقول "نعم انا بخير".
لن انكر حاولت في الماضي مع نفسي بالبوح بالكلام بالتعبير عما في داخلي وما يلوج في صدري لكن كل مره كنت اعود خائبة, على الرغْم من كلامي وتمردي على السكوت لم يستطع احد فهمي والوصول إلى روحي ووجداني, فهم مغزى كلماتي وكسر وحدتي, مع الوقت تعلمت تقدير كرامة وحدتي وكياني وان أتعايش معهم بشفافيه و تقدير كاف, فهذه انا وهذه مكونات شخصيتي, ذكرياتي,واحلامي المؤجلة منها و المتبخرة, انه صمتي العنيف الذي اصبحت احبه من شدة كرهي له, انها تجاربي في الحياه وتاثير السنين على شخصيتي هذه انا ببساطة