تصارعك نفسك أحياناً كثيرة. تخوض معارك و نزاعات و تتعالى الأصوات و تشعر بالألم و ترغب بالهرب. لكنك لا تستطيع أن تبارح مكان المعركة لتنقذ نفسك لأن كل ما يحصل هو داخلك.
يغيب عقلك عن واقعه وما حوله، ليهيم صارخاً و شاتماً كائنا خيالياً كان في الماضى أنت في موقف مؤلم حصل لك. وربما تجد صوتاً يعلو بداخلك موجهاً لك كلمات تتعظ بها في مواقف مستقبلية لن تحصل أبداً. لتجد نفسك قد أشبعت لحظتك و لحظات آتية بمشاعر قلق وحزن وخوف.
فتجدك تقاوم شعور عضوي يؤلم مساحة ما بين قلبك و رئتيك لا تعلم موقعه بالتحديد لأنك وقعت في مصيدة عقلك. وحين تستحيل لحظة المستقبل واقعاً حاضراً، تتفاجأ بعقلك يأمرك بأن تستعد لما حاكه لك في الماضي لتواجه مواقف ينبغي عليك أن تكون في لحظة دفاع وهجوم في آن واحد لها.
حينها فقط تبهت خيالات عقلك وتبطل أخباره الماضية المستقبيلة، لتجد نفسك في واقع جميل لا تشوبه شائبة. حياة كريمة في زيادة كل يوم، تنعم بها وتتعلم منها أن لا تعيق لحظاتك الماضية قدماً بمخاوف لا أساس ولا صحة لها. وأن تقاوم الأصوات العالية التي لن تقدم ولن تؤخر طالما أن قلبك معلق دائما بقوةٍ هي أقوى من عقلك. هذه القوة تكمن في كينونة الله الواحد القهار.