في لحظة من لحظات الفرح والترقب، تتنافر المشاعر في عالم طفل صغير لا يزال في بطن أمه. لا شك أنه لم يخطر بباله يومًا أن يجد نفسه في هذه الوضعية المحرجة، فهو يقضي أيامه في حضن دافئ ومحمي، يأتيه رزقه رغدًا من مشقة، لكن الأمور بدأت تتغير عندما تبدأ أمه بعادة قبيحة ألا وهي التدخين.
نعم إنها عادة قبيحة أن تدخن أم حامل، حيث أن جنينها جزء منها، يتأثر بما تشرب وبما تأكل.
يبدأ الطفل في الشعور بالضيق والاختناق، كأنه يجلس في غرفة مليئة بالدخان، ولكن الغرفة هذه مساحته الصغيرة في بطن أمه. يتأرجح بين الرغبة في البقاء والخوف من الاستمرار في هذا البيئة الضارة.
يبدأ الطفل في وضع خطط للهروب، لكن أي محاولة يقوم بها تبدو بائسة وفاشلة، فهو لا يملك سوى جدار بطن أمه ليحميه من هذا العالم الخارجي المليء بالمخاطر.
يقوم الطفل بمحاولات يائسة للتواصل مع أمه، يحاول توجيه رسائل صامتة من اليأس والخوف، لكن لا يبدو أن أمه تفهم لغة الحركات داخل بطنها.
يبدأ الطفل في الشعور بالإحباط واليأس، يعلم أنه لا يمكنه فعل شيء لتغيير الوضع، فهو فقط طفل بريء في عالم لا يفهمه، بينما أمه مستمتعة بدخان سيجارتها دون أن تدرك الآثار الضارة عليها وعلى صغيرها.
وفي النهاية، يبقى الطفل في بطن أمه، ينتظر بفارغ الصبر اللحظة التي يتم فيها إخراجه إلى عالمٍ أكثر أمانًا، حيث لا يملأ الدخان السماء، وحيث يمكنه التنفس بحرية دون خوفٍ أو قلق.