Image title


أعلن نادي بكين جوان في منتصف يونيو الماضي عن توقيعه مع المدرب الألماني روجر شميدت، أخيرًا وصل شميدت للعاصمة الصينيّة في الثاني من يوليو كمدرب رسمي للنادي.

بعدها بيوم وفي مؤتمره الصحفي الأول صرّح قائلًا: نطمح في المستقبل بالعودة للمنافسة بالبطولات والتأهل لدوري أبطال آسيا. قال أيضًا بأنه سيمنح شباب الفريق فرصًا أكبر للعب.

لكن الشيء الأكثر أهمية الآن بالنسبة لشميدت هو دوري السوبر..لديه أكثر من النصف من مباريات الدوري في هذا الموسم.. لكن لسوء حظّه (أو لحسن حظّه؟) مباراته الأولى صعبة وصعبة جدًّا أمام حامل اللقب نادي جوانزو ايفرغراند تاوباو.

في هذا الوقت القصير؛ يتطلب على شميدت صُنع نظرة مغايرة للفريق في مباراته أمام جوانزو، ليست نظرة نحكم منها على عمله وعمل الفريق بالطبع، ولكن نظرة تُعطينا نبذة عن جودة تدريبات لاعبو الفريق وحالتهم الذهنية. إن استطاع غوان الحصول على نقطة واحدة.. بالتأكيد يجب القول بأنها نتيجة جيّدة.

بلا شك إذا كان بإمكانك أن تحقق نتيجة تاريخية بالفوز على جوانزو على أرضك بعد 4 سنين من الهزائم وفي نفس الوقت تلحق به الخسارة الثانية على التوالي في الدوري (جوانزو خسر في الجولة السابقة من أمام تيانجين كوانجيان) للمرة الأولى منذ سنة 2009 فهذا شيء خيالي ورائع جدًا.

يبدو ذلك صعبًا جدًا، صحيح؟ حسنًا.. شميدت فعلها.

بقيادته.. وبأقل من دقيقة واحدة من بداية المباراة.. افتتح فريق غوان النتيجة بهدف في الثانية 50 عن طريق المهاجم الإسباني سوريانو الذي يعرف شميدت جيدًا عندما لعب تحت قيادته سابقًا وقتما كانا في نادي ريد بول سالزبورغ النمساوي.

وفي الشوط الثاني.. استمر غوان بالسيطرة على مجرى اللعب. تمريرة من تشانغ زيزهي للمهاجم سوريانو ليضيف الهدف الثاني له ولصالح فريقه لتصبح النتيجة هدفين نظيفين لصالح غوان.

في نهاية المباراة.. فاز فريق بكين غوان بهدفين نظيفين ضد فريق جوانزو ايفرغراند. شميدت وفريقه ألقى الهزيمة الثانية على التوالي لجوانزو للمرة الأولى منذ عام 2009. أيضًا إستمر شميدت بإختصاصه وهو الفوز في مباراته الأولى مع جميع أنديته التي دربها.

فمنذ أن بدأ مشواره التدريبي الاحترافي سنة 2011 وهو ينتصر في مباراته الأولى مع جميع أنديته الثلاث (غوان الرابع) التي دربها. بدايةً مع نادي بادربورن الألماني، وقَع أمام اختبار ضد نادي هانزا روستوك وفاز بنتيجة هدفين لهدف ليصنع بداية جميلة بالثلاث النقاط الكاملة.

بعد ذلك بموسم، ذهب روجر من ألمانيا إلى النمسا لتدريب نادي سالزبورغ النمساوي، استلم زمام الأمور بعد أن لعب سالزبورغ مباراته الأولى في الموسم في بطولة الكأس وفاز بسهولة بهدفين للاشيء. بعد مباراة الكأس بأسبوع، مباراة روجر الأولى كانت بالدوري ضد الخصم الصعب نادي شتورم غراتس.. فاز سالزبورغ 2-0 وشميدت مرة أخرى يفوز في مباراته الأولى.

في موسم 2014، عاد روجر شميدت إلى ألمانيا عن طريق بوابة باير ليفركوزن.. مباراة ليفركوزن وشميدت الأولى في الموسم كانت في الكأس أمام فريق من الدوريات المنخفضة المستوى ليفوز بنتيجة 6-0. مباراة الدوري الأولى لليفركوزن كانت ضد نادي بوروسيا دورتموند.. فوز آخر بنتيجة 2-0 وبداية موسم ناجحة للباير ليفركوزن.

وأخيرًا.. سِحر شميدت إستمر في العاصمة الصينية بكين وتحديدًا في ملعب العمال بعد أن فاز 2-0 ضد جوانزو.

تصريحات روجر شميدت بعد المباراة: "ليلة لاتُصدق. فخورون بما قدماناه في هذا اللقاء. بدأنا الضغط منذ الدقيقة الأولى من المباراة لإظهار طاقتنا لجمهورنا. جميع من في الملعب شاهدوا أدائنا. أنصارنا أعطونا أفضل دعم. حصلنا على هدفنا في وقت مبكِّر جدًّا، هذا أعطانا ثقةً أكبر. واصلنا الهجوم وخلق الفرص حتى في الثلث الأخير من زمن الشوط الأول، الإيقاع كان سريعًا جدًّا. بدأنا الشوط الثاني بشكل رائع، تمريرة تشانغ زهي للمهاجم سوريانو أهدت لنا الهدف. بذلنا جهدًا كبيرًا، خاصةً في خطّنا الدفاعي. حتى في الخط الهجومي، لعبنا بشكل جيد. نحن نستحق هذا الإنتصار."

يتحدث عن التغييرات التي حدثت في الفريق منذ توليّه المنصب: "صعب علي أن أجيب على هذا السؤال. قبل هذه المباراة لم أكُن أعرف أيّ شيء إلّا بمشاهدة مقاطع الفيديو. بدأنا التحضير من يوم الإثنين. أردنا منذ البداية تغيير المسار. الفريق متّحد، أنا مُعجب بلاعبي فريقي."

يكمل روجر حديثه عن المباراة: "أنا أعرف سوريانو جيّدًا. عملنا معًا في نادي سالزبورغ. هو لاعب يتأقلم سريعًا مع طريقة اللعب. يجتهد في التدريبات، أظهر ذلك في المباراة. يستحق تسجيله للهدفين."

"أداء جين بنكسيانج (مدافع غوان) كان رائعًا. أنا أريد تزويد الدفاع بلاعبين ممتازين في الكرات الهوائية. هو لعب في هذا المركز مع ناديه السابق. رأيت مقاطع فيديو له."

يكمل: "أتمنى بأن يلعب الفريق بشكل أفضل، وأن يستولي على المباراة في وقت مبكر، لإخماد حماس الخصوم ودفعهم لإرتكاب الأخطاء. من خلال تدريبات الفريق هذا الأسبوع، أثبتنا قدرتنا على لعب كرة قدم جميلة. الفوز اليوم مهم جدًّا لإعطاء اللاعبين ثقة أكبر بأنفسهم. سنأخذ معنا هذه الثقة لنضاعف جهودنا في مباراتنا القادمة."

آمال عالية تضعها جماهير بكين غوان في مدربهم الجديد، يتطلعون لما هو قادم.. آملين بعودتهم للواجهة.

ننتظر مابحوزة المدرب الألماني.. وأن تبدأ بفوز غاب لسنين وأمام أكثر من 50 ألف مشجع يهتف خلفك، بالتأكيد لاتوجد أفضل من هكذا بداية.