باب ماجاء في الرسائل العَجلى :

أما بعد صباح الخير ؛فإن الخير يقابلُهُ الأخير ،والحَسَن يقابلهُ الأحسن ، وقد قالت العرب "وعلى هذا فقِسْ"!

وإني هنا لا أقيس بقدر ما أتمنى أن نكفَّ عن التنظير والخُطَب العصماء وارتجال الكلام ؛ونبدأ بالسير وتكوين القدوات ..

لقد أغرقنا في الكلام في الدين حتى كوّنّاه علماً وبلونا ابن حنبل بفتنة خلق القرآن !

وأسهبنا في مدح الرجولة ورد المظالم حتى وصلنا للهمجية والتعسف ،فما جنينا سوى حرب البسوس !

وأطلنا الحديث عن التحفيز والإيجابية حتى كونّا عالماً مثالياً لايُسمح فيه بالحزن ولا التعثُّر ؛وكأن الحياةَ خُلقت صفواً من الأكدارِ !..

من امتلك حسن الكلام فالأحسن أن يطبقه ،لايكفي أن نُدندن حول مجتمع متعاون دون أن نبادر بمعاونته !

ولايكفي أن نُلهب الإعلانات عن دورات تحقيق الحلم وتطوير الذات دون أن نكون دليلا يمشي ليساعد بشكلٍ عملي..

من أراد أن يُخفّفَ   حِدّة - مايراهُ هوَ إحباطاً - في من يقابله ؛فعليه أن يُخفِضَ   كلماته الرنانة ويمسك بيده لا أكثر !

أمسِك بيده وبدِّل إحباطهُ خططاً -واقعية من تجربتك أنت لاغيرك- ،فإن كنتَ إيجابيا بما يكفي ادعاءك فيُفترض أن لاتتأثر بمجرد كلام مُتعثّر قد لايقصد سوى التخفيف من سوء شعوره لينهض من جديد ؛لكنك -بحسن نية أحياناً- تزيده إحباطاً بمثاليتك ..

-الشطر الأخير :متى ما أردتَ تغيير شيء ما فعليك بنفسك أولاً ،دعنا نرى ما أردتَ تكوينه وافتح يدك لنلحق بركبك ..