في بداية تحويلي لكليّة الحقوق، كنت أخال بسبب تأثير الميديا، أنني سأقابل أناس كجلمود صخر حطّه السيل من علٍ، حيث كنت أعتقد أن الدكاترة وجوههم متيبسّة تأبى أن تؤمئ بمشاعرٍ أو عاطفة أو تعابير وجه عاديّة ولاحتّى سمايلي فيس أفكورس. الصرامة، النظرات التي تحدجك - مستبعدا الُحّر تكفيه الملامة- كلما هممت بفعل شيء خاطئ. اصطدمت بأرض الواقع، في البداية كان الأصطدام لطيفا، فالدكاترة طيبون ولفرط الطيبة يلقون عليك التحية وكأنك زميل لهم ومبتسمون غالبا إلا إذا كنت معترض على هول كمية الحفظ في تحديد الاختبار. آني ويي، بدأت الدراسة وبدأت الغمامة تنزاح مجلية عن صورة أشّد اتضاحا وآمال أكثر تخييبا.
الغّش، بدأت هذه الظاهرة تتضح باستحياء في البداية، فالصوت هامس والنظرات خائفة تتوجّس، لم يصدر ما يردع هؤلاء القِلّة - عدا التوبيخات الشفهيّة والنظرات المنبهّة- فبدأت هذه القِلّة في التكاثر والظهور بنحو مخجل ومؤسف في آن واحد. لم يعّد يقتصر الأمر على الهمس بل أن الغّش طاله من التخطيط نصيب بل وأنّه لشدّة الـ free في الموضوع صارت اتفاقات علنية ولعلها بشاهدين أيضا، حتى لا يبغي أحدهما على الآخر.
المحامي الحّق هو الذي يكون عارفا لحقوقه ومنتصرا للحق ولو على نفسه. وإلّي يقولوا :"لاتعمّم" ترا هذا غيض من فيض من الغشاشين، أعني تخيّل قضية عمرك -يعني فيها حياة وموت- تهبها للمحامي البطل الذي قضى حياته الدراسية لاهيا وقبل الاختبار بدقائق خطّط بحذاقة ليغّش وينجو من الرسوب بإعجوبة!
الموضوع مُش موضوع درجات أيها الأشاوس، القضية قضية مبدأ قبل كل شيء ثم أنه كيف يمكن إيداع قضايا الأمّة لمن هو فارغ من أبسط أخلاق الأمة.
توضيح ١: " أي ريّال تشوفينه يطالع إلي يمّه ويغّش مُب ريّال".
توضيح ٢: "من غشنّا فليس منّا" يُرجى مراجعة كتاب إسلامية صف أول الجزء الثاني للشرح أكثر.
توضيح ٣: عيب على شنٓبٓك تغّش، يرجى الرجوع للتوضيح ١ لغير الناطقين باللهجة الدارجة.
توضيح ٤: Shame on you لغير الناطقين بالعربيّة.
ختاما، يُمكنك أن تغّش هذا المقال وتقول إنّك كاتبنه، وأيوه مقصودة .