هذا الإنتظار شنيع ..
لم أرى هذا الوجه البائس منهُ قط
أنهُ يتخطى قُدرتي على تحمُله .
لِمَ يُعجزني هِجرانك هكذا ؟
لِمَ مازلت أترقب ..
مجيئكَ
حُبكَ القديم
حماقاتُكَ المُعتادة
دهشتُكَ الدائمة بيّ !
لِمَ عليّ إنتظارك طويلًا ؟
أنا التي لم تعتد أن تكره الإنتظار ..
والأن ؟ أستثقلهُ كما لو أنكَ وضعت جمرًا لا ينطفئ بداخلي..
و لن ينطفئ يا حبيبي إلا بمجيئك .
لِمَ لم أعد أقول حبيبي ؟
لِساني لم يعد رطباً كما كان
أنهُ مُتيبس ،
لم تمرَ عليه كَلِمة أحبك منذُ فترة .
أهي طويلة أم قصيرة ، تلك المُدة التي تحتاجُها كي تكتشف أنكَ غير قادرٍ من دوني ؟
لم يتسنى لي سؤالك عن ذلك ،
من سيُجيبني الأن ؟
أ لحنُ أُغنيتكَ الذي يسعى برأسي ؟
أم ذكرياتُكَ المُنهمرة ؟
أم تلك الليلة ..
حين أخبرتني لأول مرة أنك تُحِب ضحكتي، و أنك تعيش لأجل إبقائها مُذهِلة كما هيَ ؟
أوه يا حبيبي ..لم يتسنى لي إخباركَ !
بأن إبقائي مُذهِلة هكذا لا لأجل شيء عداك .
أنتَ سبب إنذهالي حتى أمام نفسي ،
لِذا أتساءل كم سيطول الوقت و أنا أخشى النظر في المرايا..
أخشى أن أراني أقلُ بهاءً !
أقل إتزانًا ،
و أطول مما أنا عليه بجانبك .
أخشى أن أكتشف أنّي جلبتُ قِصر قامتي بسبب وقوفي المُتكرر بجانب طولكَ المثالي .
كيف ليّ أن أُقنع قدماي أنّهما الأن أطول قليلًا ؟ رُبما كثيرًا !
هل ستعرف أن أطرافي إختلفت عما بَدت عليه من قبل؟
أنها ليست مُزحة كما كنّا نتصور ..
ليست بالأمر التافه يا محبوبي ،
الأمر تَدخّل فيه كيف سأرى نفسي بعدك ..
أ تتخيل أنني سأبحثُ عن معالمي من بعد يديك ؟
بعيدًا عن عينيك ؟
كم أفتقِدها الأن ..لأنها كانت تُراقِبُني كثيرًا .
أ تعلم ؟
نسيت ايضًا أن أسألُك عن سبب ذلك الترقّب !
أ كُنتَ تنحتُني ؟
شعرتُ بذلك بِكُل تلكَ المرات ، لكن لم أستطع سِوى الخجل، والعودة لِلطفولة ،
أ تفهم الأن سبب طفولتي ؟
إنهُ أنت .
عيناك التي تُحدق بيّ كثيرًا ، طويلاً .
أنكَ تُخرجني من عُمق رُشدي و تضعُني بحضنكَ كرضيعةٍ تُنشد خلف الصوت الذي تكرر على مسامِعُها بأول لحظات ولادتِها..
أنا حقًا طفلتك، حتى لو لم تُصدق ذلك يومًا .
لـ #أمل_الخلف ..