الفنان الحقيقي هو الشخص المبدئي و الذي يحمل هموم شعبه وبني جلدته معه اينما حل وارتحل ؛ ويطرح قضايا بلاده للرأي العام , ويسلط الاضواء على جرائم الطغاة والمخربين والطائفيين والعنصريين والارهابيين والفاسدين ؛ وسجل الامة العراقية حافل بأمثال هؤلاء الشرفاء كالفنان فؤاد سالم والفنان قحطان العطار وغيرهما الكثير ؛ وفي هذه المقالة الموجزة سأسلط الاضواء على موقف الفنان العراقي الاصيل قحطان العطار من قناة الشرقية ؛ اذ رفض دعوة الشرقية , ولم يقبل اللقاء مع كادرها , او الظهور على شاشة الشرقية ؛ وقد وضح الفنان الاصيل قحطان العطار موقفه من دعوة قناة الشرقية لاستضافته حيث وجّه الاعلامي علي الخالدي دعوة له لاستضافته في برنامج (كلام الناس) ... ؛ وهذا هو رد الفنان قحطان بالنص : "وهل أخلاقي وحبي لشعبي وعراقي وما تعلمته من قيم ومثل ومبادئ في حياتي وبمساعدة الناس تسمح لي أن أمدّ يدي لأعداء وطننا وشعبنا وأصافحهم وأتقبل دعوتهم؟ إلا في حالة واحدة حين أفقد عقلي لأنني إنسان وأعرف الفرق بين دعاة الخير والحب ودعاة الشر والحرب وأدرك جيداً أن هناك كثيراً من الأبرياء وقعوا في هذا الفخ كأغلب هؤلاء الطيبين الذين يعملون في كثير من القنوات الإعلامية ويخضعون لكل ما يُملأ عليهم هذه هي سياسة الشر … ".
من الطبيعي ان يصدر هكذا موقف مشرف من قامة فنية كبيرة من ابناء الجنوب العراقي الابي ؛ فالفنان الذي لم يخشى صدام ونظامه الاجرامي ؛ كيف يخاف من طابور الشرقية الشريرة او يعير أية اهمية لمالكها المشبوه السمسار الهجين البزاز ...؟!
الفنان الوطني الاصيل ؛ ما هو الا ذاكرة وطنية تقيد فيها المواقف الوطنية , وتسجل فيها ملامح البطولات والتحديات والثورات والانتفاضات ؛ ولمثل هؤلاء الغيارى ترفع القبعة , وتقدم اسمى آيات الثناء والاطراء ؛ واما الدونية والحرامية والمرتزقة والمأجورين ووعاظ السلاطين ومرتزقة الطغاة الحاكمين والمخصيين والبعثيين والمنكوسين و( الغمان والثولان ) ؛ فالعار أولى بهم , ومزبلة التاريخ مكانهم الطبيعي , لذا تراهم لا يستحون من الهرولة خلف فاشنيستات وبلوكرات البزاز , واعلاميات واعلاميين الشرقية ؛ و السعي الحثيث والذليل من اجل الظهور في قناة الشرقية والتواجد في استوديوهاتها المشبوهة والمعادية للأغلبية والامة العراقية والتجربة الديمقراطية , وقد ضرب الفنان الاصيل والوطني الغيور قحطان العطار من خلال هذا الموقف الوطني المشرف ؛ اروع امثلة النزاهة والمبدئية والوطنية والغيرة والحمية العراقية ؛ فالفنان الوطني النزيه حين يهضم هموم واقعه والام بني جلدته وتطلعات شعبه وقضايا امته ؛ تتحول تلك المشاعر السامية تلقائيا الي دماء زكية تجري في شرايينه, فدماء الفنان الحقيقي والوطني هي الام اهله وهموم واقعه ومشاكل وطنه ؛ ولا يمكن الفصل بين ذرات هذا الدم الطاهر وذرات تمثله لمشاكل واقعه وهذا كله مشروط بوعيه وثقافته و اصالته الوطنية العريقة وتربيته الانسانية الراقية ؛ ولا يوجد مصداق أدل على هذه الحالة المشرقة الوطنية من الفنان قحطان العطار ؛ الذي عرى بسلوكه الانساني وموقفه الوطني جوقات الدونية ومجاميع ( الغمان والثولان ) والمخصيين والمنكوسين من المحسوبين على الاغلبية والامة العراقية ؛ من رواد وضيوف وزبائن قناة الشرقية الهجينة .