Image title


كان العرب فيما مضى قبل الإسلام قوم شتات لا خلاق لهم، لكن الله منَّ عليهم وعلى العالمين برسالة خير المرسلين فلمّا تشبعوا بها سادوا على الأمم وانتجوا مع إخوانهم من القوميات الأخرى حضارة عريقة يشهد العالم آثارها حتى الآن، إلى أن تخلوا عن النظام الإسلامي الذي كان يضبطهم ويوجههم عقائدياً وقيميّاً وأخلاقياً، تغير حالهم، لمّا تخلوا عن الدين - سلوكياً - فقدوا النور الذي يرشدهم وعادوا إلى الظلام الذي كانوا فيه!

بعد مئة سنة من تحييد الدين عن المجتمع بوصفه ضابطاً حاكماً له وحصره في الزوايا والحضرات، استعادت الجاهلية قوتها وجمعت شتاتها وعادت بذات المفاهيم بشكل عصري :

فلا نجد من يحج لصنم حجري يدور حوله، لكننا نجد من يدور حول الأصنام المعنوية والأشخاص ذات السلطة ، لا نجد وأد البنات لكننا نجد وأد الإنسان والقيم والأخلاق، لا نجد العبيد بالمعنى القديم، لكننا نجد استعباد الشعوب بكاملها حيث الشعوب عبيدٌ لقادتها وملوكها!

لكن هناك القص واللصق :

عاد البطش وقهر المظلوم، لكن بدون حلفٍ للمطيبين!

عادت العمالة والتبعية للأمم الشرقية والغربية وذي قار حذفت من القاموس

عاد العرب يغزو بعضهم بعضها وضرب الرقاب عندهم من المفاخر!

عادت النياحة لكن ليس على قريب ميت لكن على حال أمة لا تدرك واقعها وتعجز عن التغيير!

والله المستعان

''إن الأفكار التي تتعرض للخيانة تنتقم لنفسها '' - مالك بن نبي