العطرُ ينقلني إلى جنّة ،إلى ذكرياتي المقدّسـة وأيّامي الصّافية صفاءَ الماء. تضيعُ ثلثُ ذكرياتي إن تخلّيت عن العطور ،ثلثها الثاني في دفاتري ،الثلثُ الأخير مخزنٌ بحرصٍ في دماغي.
شخصٌ متشبثٌ بالماضي ،يعيش يومًا بيوم ،لا يباغتُ المستقبلَ بتوقعات. من سطرٍ كهذا يدركُ البعض شخصيةَ المعنيِ بالوصف. جليةٌ جدًا رقته ،لُطفه ،خوفه ،خجله ،قوّته الظّاهرة ،ضعفهُ المُستَتِـر.
قالت بشرى عن كلامي ذاتَ محادثةٍ أنّه: "غريبُ أطوار". الاستبيانُ الذي أرسلتهُ عهد أمس أظهرَ أنّـي: "غامضة كالمحاق". هنادي تحشّ فـ شخصيتي ثمّ تُردِف: "لكن قلبك طيّب وعيونك حلوة". قبل مدّة أرسلت لـ مريم أسئلة أعدّتها آسيا للكشف عن شخصيتي ،كانت الإجابة: "عن المكر" ،قالت آسيا لاحقًـا بإنّها إجابة العارِف هههههه.
نعود للعطور ،ما العِطر الذي لا يكادُ ينتهي حتى تتلقّونـه بجديد؟ سِر. لئلّا أُتخمَ ذكرياتٍ كلّما قابلتُ إحداكنّ.
و لأهميّـةِ حاسّةِ الشمّ عندي كما تَبيّن; أهتمّ برائحةِ مُحدّثِي قبل كلامه وقبل شكله وقبل لِبسه -قبل أخلاقه؟ لا صعبة ذي-.