توقفت للحظات عند أحد المخابز التي تبيع القهوة، في المحطة الرئيسية بمدينة دويسبورغ بألمانيا لاحتساء كوب قهوة دون سُكَّر، وكان صاحب المخبز بشوشًا لا يوافق ما يبطنه من لؤم.

---

"فوجئ المصريون بتوقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، أسفرت عن اعتراف مصر بأن جزيرتي صنافير وتيران (المتنازع عليهما) سعوديتان، في الوقت الذي وقعا على اتفاقية إنشاء صندوق استثمار بـ60 مليار ريـال" جريدة دويتشة فيلة الألمانية.

---

أثناء انتظار القهوة، تلقّى الرجل من إحدى المارّات في الطريق عبارات المؤاساة، أنه مازال يعمل حتى هذا الوقت المتأخّر وبادلها العبارات الطيبة والشكر باللغة الألمانية الممزوجة بوضوح باللهجة المغربية، وأقسمت بداخلي أنه مغربيّ وأسررت نفسي بذلك وارتضيت به، بيد أنّي لم أستطع كبح جماح نفسي أن أسأله عن بلد منشئه، فأجابني أنه فرنسي.

--

"تتخوف القاهرة من تأثير سد النهضة على تدفق حصتها السنوية من مياه النيل (55.5 مليار متر مكعب)، بينما يقول الجانب الإثيوبي إن السد لن يمثل ضررا على السودان ومصر. وحول مدى خطورة الأزمة، أكد أستاذ الأراضي والمياه، الدكتور محمود خفاجي، على خطورة الأوضاع المائية، وقال في تصريح سابق لـعربي21، إن مخزون المياه خلف السد العالي لا يكفي للزراعة لمدة عام؛ لأن ما يصل أقل من المعدل السنوي بسبب ملء خزان سد النهضة، مؤكدا أن المياه الجوفية لن تعوض هذا النقص الكبير” مقال لـموقع عربي21.

--

برغم إلحاحي عليه إلا أنه ظلّ يتنكّر مغربيّته، ولم يبح بها إلا عندما قلت له أنّي مصريّ، فقال لي "كيف تتركون السيسي يبيع أرضكم للسعودية؟ ألم يعد بالمصريين نخوة؟ أليس بكم رجال؟ أين المحافظة على الوطن وترابه؟" لم أدرِ وقتها كيف أردّ عليه، ولم أتصور كيف كان ليرد إن سألته عن وطنه، أهو ما يعيش به الآن أم ما يتنكّر نسبته إليه. كان كوب القهوة قد أصبح جاهزا فأعطانيها ووجهه مسودٌ وهو كظيم قائلا "الله يسهلّك" موشحا بوجهه عنّي.


ألا يستحق هذا الكوب المُرّ كيلو من السكر كي يزيل مرارة ما قيل؟