يقول د. سلطان العميري " الهدف المحوري للحضارة الأسلامية تحقيق العبودية لله وحده مع مراعاة أنّ لا يتضرر الأنسان "
وممّا يؤكد هذا الكلام قوله تعالى (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) -الأنعام -آية 163,162
ومما لا شك فيه أن حضارتنا الأسلامية سامِيةً في مرادها , وكمالُ هذا السمّو ليس فقط في تحقيق العبودية لله وكذلك النظر في حال الأنسان بعد تحقيق العبودية ودرء كل ما قد يضر بالأنسان.
وأعتقد أن شرط (أنّ لا يتضرر الأنسان) ركز عليه القرآن في غير موضع بقوله تعالى (مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) -النحل-آية 106
وقوله (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) -البقرة-آية 173
والآيات السابقة توضح بأنه بقيت الغاية متحققة -العبودية- رُغم سقوط التكليف لوجود ضررً على الأنسان
الله أعلم...