منع ومصادرة كتاب بعنوان "راشد الغنوشي .. حرباء السياسة التونسية" للكاتب ياسين بوزلفة.

 

كلما بدأت مواسم معارض الكتب في البلاد العربية بدأت معها أيضا قضية أخرى موازية، وهي قضية منع بعض الكتب من الدخول إلى المعارض في بعض الدول، وبالتالي منع تداولها بين القراء، ومنع إمكانية وجودها فيما بعد على رفوف المكتبات.

تلك المعارض يعتمد عليها الناشرون كثيرا في ترويج كتبهم بسرعة، ويعتمد عليها الكتاب أيضا في الحصول على قارئ يأتي خصيصا لاقتناء كتاب من مكان ليس فيه سلعة سوى الكتب، وأيضا لإقامة حفلات التوقيع التي أصبحت في السنوات الأخيرة من سمات المعارض، حتى ولو لم تجتذب جمهورا للكاتب وكتابه.

نقرأ في العادة قوائم طويلة وعريضة تضم إصدارات في مختلف ضروب المعرفة، خاصة كتب الفكر والآداب، سواء أكانت رواية أو شعرا أو قصصا قصيرة، باعتبارها كتبا ممنوعة من العرض، أي كتبا غير مرغوب في وجودها في هذا المعرض أو ذاك.

الكتب التي تمنع في العادة -حسب اعتقادي- تضم شيئا من المحظورات التي ترى إدارات المعارض أنها خطوط حمر يجب عدم تجاوزها بأي حال من الأحوال، سواء أكانت محظورات دينية أو سياسية أو اجتماعية، وهي بالتالي تقوم بدور الغربال الذي يفلتر الكتب، وبدور الوصي أو ولي الأمر الذي يتيح لأبنائه شيئا، ويمنع عنهم شيئا آخر. 

وهذا ما حصل اليوم بتاريخ 19أفريل 2024 بكتاب  عنوانه " راشد الغنوشي.. حرباء السياسة التونسية " للكاتب ياسين بوزلفة والجدير بذكر أنه لم يتم إشعار المؤلف أو دار النشر عن سبب المصادرة والمنع وقد تم إبلاغهم من جهة القائمين عن المعرض أنه سيتم قراءة الكتاب أولا ومن ثم يصدرون الحكم في امكانية إعادته أو تأكيد منعه. في حين لم تمنع كتب أخرى تم إصدارها عن نفس الشخصية مصاحبة لصورة السياسي "راشد الغنوشي" ولكن هذه الكتب التي لم تمنع هي كتب آتت في مدح "راشد الغنوشي" نأخذ مثال كتاب تحت عنوان " الخطاب الإسلامي بين الـتأصيل والتحديث " عن دار النشر العلوي علما وأن صاحب دار النشر كان نائبا في البرلمان .          

من وراء هذا المنع ؟