في مدينة تتكسر فيها شواطئها على أمواجها...

و في شارع هجرت بيوتُهٌ سكانها...

و على رصيف إعتاد المارة فيه أن يتجنبوا النمل، رهبةً لا إحتراماً...

سأجلس على حافة الطريق...

و أبكي، لساعات طوال...

و أتعطش لدماءٍ قد سفكها أجدادي ليحظوا بنساءٍ لهم خطورتك...

و أتسائل عن حدود الكون قبل وجودك و بعده...

...

أسامحك عن كل خطأ لم ترتكبينه...

و لكن لن أسامحك لإعطائك لي الأمل بأنك سترتكبينه...

من يغفر لي موتك؟ من سيصدق أني قتلتك لأحميك؟

من سيعيد ترتيب ذكرياتي؟

...

في حقلٍ من السنابل الذهبية، تكاد شمسه تلامس أرضه...

أحفر عميقاً، بعمق معرفتي بك...

و أضع جسدك في وسط الحفرة ببطء...

كمن يضع المولود الحديث في أيدي مولدته...

أقبل شفتاك الباردتان

و مع بدأ هطول المطر...

يسيل التراب ليخفي وجهك...

فيداك...

فجسدك...

فإبتسامتك...

أغادر الحقل خائر القوى...

فدفنك في وسط ذكرياتي لن ينسني إياك أبداً...