الحكم الديمقراطي في ليبيا ... تجاه الحراك السياسي

يتناول موضوع ملف الحراك السياسي في ليبيا جماعات سياسية بمختلف مدارسهم وعلاقاتهم الإستراتجية بالدولة الليبية، رؤية وطنية شعبية كاملة  لتعاطي مع الإرادة الوطنية الليبية التي تعمل على فك النزعات بين الأطراف السياسية الليبية المتعددة.

قد ينبع قوة دور الحراك السياسي في ليبيا عند تواجد ساحة سياسية دستورية ملائمة في الدولة الليبية العصرية فتنتشر بأعمالها السياسية ربوع الوطن بعد ثورة السابع عشر من فبراير المجيدة.

 دور قيادي أصيل منذ نشأت الحركات والأحزاب السياسية في الماضي، وقد يستمر هذا الدور ما استمرت مكونات واتجاه سياسات الحركات والأحزاب السياسية الليبية من دعم للحكم الديمقراطي المدني في الدولة الليبية المعاصرة.

وإذ يرجع موضوع الحراك السياسي في ليبيا إلى التاريخ النضالي الليبي عند حركات وأحزاب وتنظيمات وفصائل المعارضة الليبية في الداخل والخارج التي ترتكز على المشاركة  في الحكم وعلاقة الطرفين سلبا وإيجابا في عملية اجتماعية شاملة بالتوجهات ذات الفكر السياسي الديمقراطي.

اليوم أصبحت ليبيا تحاول أن تعيد الشريعة الإسلامية التي هي المرجعية الرئيسية في مختلف الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، إنها المطالبة بخصائص المجتمع الليبي   "الموضوعية" لتحرر الشعب الليبي من العوامل الشخصية التي تؤدي إلي القهر والإلزام من ذوي مراكز السلطة مع تبني نظام سياسي مدني تعددي ديمقراطي متكامل من جميع أطياف المجتمع الليبي.

مرحلة مقاومة الاستعمار الايطالي إلى ليبيا كانت فيها مكونات الحراك القبلي الوطني الليبي عند القيادة الإسلامية بزعامة شيخ الشهداء الشهيد عمر المختار وزعامة السيد أحمد الشريف السنوسي في الحركة السنوسية الإسلامية الليبية، عند حالت السلم والحرب الجهادي الليبي مع تصور القادة الليبيون المجاهدون آنا ذاك خطر توجهات وطموحات ايطاليا في السيطرة على الأراضي الليبية وجعلها قاعدة لها في القارة الأفريقية.

مثلت حركة الشهيد عمر المختار الإسلامية التاريخية رمزا للعقيدة الإسلامية في مكافحة الاستعمار الأجنبي لليبيا والتي تبنها الدستور الملكي الليبي بعد ذالك عقيدة للمجتمع الليبي عند استقلال الدولة الليبية  من المستعمرة الايطالية، فولدت بها أول دولة ليبية عصرية دولة " المملكة الليبية المتحدة" التي ضمت فيها الأقاليم الليبية الثلاثة برقة وطرابلس وفزان تحت راية الاستقلال ودستور ليبيا لعام 1951.

لم يكن استقلال ليبيا في ذالك الوقت مشوه أو ناقص عند الأقاليم الليبية الثلاثة، لان ليبيا أصبحت لها سيادة الدستور في عقيدتها الإسلامية عقيدة الإباء والأجداد التي كانت تمثل كل الليبيون على تراب الوطن الليبي.

خطوة إلى الإمام ومتقدمة عن الكثير من الدول العربية والإسلامية في ذالك الوقت للوصول إلى تحقيق آمال الدولة الليبية العصرية الناشئة عند عمر مبكر من تاريخ ليبيا الحديث، بعيده عن كل الصراعات السياسية والعسكرية التي كانت تدور في المنطقة العربية واستجابة لرغبات الشعب الليبي في الاستقرار والأمان بعد الحقبة الاستعمارية.

كانت ليبيا في مرحلة الانتقال، مرحلة الاستعمار الايطالي إلى مرحلة تمهيدية وانتقال للحكم الذات، عاشت النخبة الحاكمة في ليبيا مع الشخصيات الإسلاميين المجاهدين على قدر كبير من الوئام والانسجام بين الطرفين نتيجة للكفاح المشترك والهدف الواحد المتمثل في الوحدة الوطنية الليبية والسعي إلى تكوين  دولة عصرية حديثة يطلق عليها ليبيا الموحدة دستوريا.

كانت الأحزاب السياسية الوطنية في ليبيا قليلة تطالب بالحرية السياسية ولكن كان الحراك الإسلامية قوي في مجابهة الاستعمار الأجنبي، فكانت درع  الأسد التي زحزحت ايطاليا من على الأراضي الليبية  بالهوية الثقافية الإسلامية لشعب الليبي.

أنتجت ليبيا في عهد المملكة الليبية الدولة الوليدة بعد الاستقلال، نظاما سياسيا لا يوجد فيه صراعا على السلطة بل كان صراعا على الحكومات المتعاقبة على بعضيها البعض، لهذا نجحت النخبة السياسية على التداول السلمي للمناصب السيادية في مؤسسات الدولة الليبية بعيده عن النزاعات الحزبية السياسية والصراع على السلطة لتصبح ليبيا أكثر الدول في القارة الأفريقية استقرارا.

كانت حياة سياسية لها طبيعة التحالف والائتلاف بين مكونات المجتمع الليبي والبحث عن الحصول على الأغلبية التي تحتاجها من تمرير القرارات التشريعية في البرلمان الليبي، فلم يكن هنالك أي وجود معاداة لي أي طرف له نفوذ سياسية في البلاد منهم الإسلاميون ذو الاتجاه الإسلامي.

كانت طبيعة الحياة السياسية في عهد المملكة الليبية لا تتسم بالصراع على السلطة والانقسامات السياسية لكن كان هنالك توافق سياسي بينهم عكس ما  كما نشاهده اليوم بعد الاتفاق الصخيرات المغربية.

غياب اليقين الجماعي لحقيقة الأزمة الليبية وغياب التفاوض بين المسئولين والسياسيين وعناصر الجماعات المسلحة الليبية من ضباط وجنود وثوار ونواب وأكاديميين ومثقفين وأحزاب سياسية مدنية يجعل من الحراك السياسي في تعثر مستمر لفك النزاعات القائمة في الدولة الليبية.

تفاوض يقود إلى وصول زخم ووعي شعبي للحصول على اتفاق عام حول الحلول الأزمة  في تفاهم وعمل وطني مشترك من إخراج ليبيا من محنها السياسية والأمنية والمالية التي أصبحت تدفع   بدوران عجلة الدولة السياسية  إلى الوراء.

إن غياب وجود فكرة  وعاء  قومي وطني ليبي واضح المعالم يمثل الفكر الثقافي لشعب الليبي  يضم بها أقاليمها الثلاثة التي تعمل على التخلص من فكرة الانقسام والانفصام والتركيز على أساس دولة ليبيا الكبرى الموحدة التي تزيد من تلاحم وجود مكوناتها السياسية المختلفة.

الرؤية الليبية الشاملة هي التي تقود ليبيا إلى حراكا عاملا والية سياسية عاملة في إشراك الجميع من البذل والعطاء للوطن الليبي في الاتجاه السلمي الغير مسلح نحو تكوين دولة حضارية عصرية شاملة اسمها الدولة الليبية الكبرى.

لهذه الأسباب التاريخية تتميز ليبيا من غيرها بالتسامح والتراحم الديني بين الناس نتيجة لوحدة الهدف النضالي، الذي اخرج المستعمر الايطالي من على الأراضي الليبية ونال بها الاستقلال منه ثم بداء في توحيد ليبيا في ضل دستورا يحكم بالعدل بين الناس وإرساء دعائم مؤسسات الدولة الليبية العصرية.

لم يكن لشعب الليبي له أي بلورات فكرية سياسية قبل الاستقلال بسبب الظروف التي كانت عليها ليبيا، من تعليم وقلة تعداد السكني والمساحة الجغرافية الشاسعة التي تمتلكها ليبيا وقلة الموارد الطبيعية، ولكن العامل الدين الإسلامي الفطري كان أقوى في للملة الشمل الليبية تحت خيمة الوطن الشاسعة ووجود العادات والتقاليد العربية الإسلامية كانت لها الرابط الشعبي القوي.

بعد الاستقلال وتكوين الدولة الليبية تميزت المرحلة بظهور مكونات سياسية  ذات الطابع الإيديولوجي والثقافي والاجتماعي فكان هنالك أصحاب الشخصيات الفكر السياسي الثقافي الليبي.

التنظيمات السياسية والاجتماعية الليبية:

جمعية عمر المختار- الجبهة الوطنية البرقاوية - رابطة الشباب الليبي- المؤتمر الوطني البرقاوي –  حزب الجبهة الوطنية المتحدة - الحزب الوطني - حزب الكتلة - حزب الاتحاد المصري الطرابلسي - حزب العمال – حزب الأحرار - حزب الاستقلال - هيئة تحرير ليبيا - حزب المؤتمر الوطني الطرابلسي.

بعد مجي ثورة الفاتح من سبتمبر من عام 1969 (بانقلاب عسكري) على الشرعية الدستورية، أعلن فيها إسقاط النظام السياسي الملكي، نظام "المملكة الليبية " وإعلان " الجمهورية العربية الليبية" التي دخلت بليبيا حقب أنظمة سياسية متعددة منها نظام سياسي جمهوري إلى نظام عصر الجماهير عند صفحات الكتاب الأخضر، عند "الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى" فتم في عصرهما الغلاء جميع الأحزاب السياسية تحت شعار " من تحزب خان" ثم انتقلت ليبيا بعد ذالك بثورتها الشعبية إلى ما سمي اليوم   "دولة ليبيا".

الأحزاب والحركات السياسية:

تحالف القوى الوطنية - التجمع الوطني الليبي - حزب العدالة والبناء - حزب الوطن - حزب الجبهة الوطنية - حزب ليبيا المستقبل – حزب ليبيا الديمقراطية - حزب الوفاق الليبي – الحزب الوطني الليبي - حزب التنمية والرخاء الديمقراطي - حزب الوسط الليبي - حزب المحافظ، - حزب التنمية - حزب شباب ليبيا - حزب التيار الوطني الوسطي - حزب التضامن الليبي -  حزب التغير - حزب الليبيين الأحرار -  حزب التحرير.

الجماعات المسلحة في ليبيا:

بروز الحركات والجماعات المسلحة الناشطة في أوائل الثمانيات إلا أن أفكارهم ترجع إلى فترة السبعينات والتي تنقسم إلى الجماعة الإسلامية المقاتلة والحركة الإسلامية الليبية التي تعمل على أزالت الأنظمة السياسية التعددية وإقامة نظام سياسي إسلامي على أساس نظام متكامل في الدين والدولة الواحدة.

الحركات الجهادية ... تطبيق الشريعة الإسلامية

تنظيم الدولة الإسلامية داعش – تنظيم القاعدة – جماعة أنصار الشريعة – مليشيات البنيان  المرصوص – مجلس شورى المجاهدين.

بعيدا عن القضايا السياسية المتفق عليها بين الشعب الليبي جميعا، فقد اشتد الصراع بين الأطراف  السياسية الليبية في الهوية الوطنية والثقافة الأيدلوجية، وبين أصحاب الثقافتين الوافدة من المهجر والأخرى من داخل الوطن عند النظام الجماهيري السابق في حكم دام أربع قرون من الزمن، وبينهما من جهة وبين أصحاب الثقافة العربية الإسلامية من جهة أخرى.

طبيعة النظام السياسي:

إذ ظهرت في المرحلة الأخيرة ما بعد إسقاط النظام  الجماهيري خمس اتجاهات في مسالة الحكم والسلطة السيادية في النظام السياسي الليبي.

1- النظام السياسي الإسلامي التقليدي: يرتكز الإسلاميون في منهاجهم على عدم فصل الدين عن السلطة،  سلطة سيادية واحدة  في نظام سياسيا متكامل تحت غطاء الشريعة الإسلامية.

2- الفصل الكامل  بين الدين والدولة تحت مقولة " أعطوا ما لقيصر لقيصر وأعطوا ما لله لله" علمانية المذهب السياسي.

3- ثاني الحزبية أو التعددية الحزبية : وجود الحكم البرلماني أو الرئاسي الجمهوري التمثيلي الدستوري.

4- النظام السياسي البسيط:  وجود العشيرة والقبلية الليبية تحت سلطات شيخ القبيلة الذي يستعين بمجلس الشيوخ في المشاورة والقرارات.

5- النظام السياسي المركب نظام سياسي متمدين يمثل جهاز الدولة السياسي للمجتمع الليبي ،إما  ديمقراطي ليبي – استبدادي عربي – جمهوري ليبي – ملكي ليبي–  أم العودة إلى النظام الجماهيري الليبي في "سلطة الشعب" دون وجود دستورا للدولة الليبية والرجوع إلى الحكم القانون الطبيعي للبشر.

النظام السياسي الليبي هو الذي يعمل على المحافظة على هوية ليبيا العربية الإسلامية في وجود مكوناتها الاجتماعية المختلفة لما تلعب من دور كبير يعمل على الدفاع عن مصالح ليبيا السياسية والاجتماعية والاقتصادية  التي تتخذ من اللغة العربية لغة رسمية واحدة لدولة مركبة.

 الحكم المدين الليبي يعود إلى جمع الجماعات المسلحة الليبية إلى الجيش الوطني العربي الليبي وإعدادهم إعداد جيد من تعليم في فنون العسكرية الحديثة  في دول العالم التي تحمل أفكار حماية الوطن الليبي من أي قوى خارجية تعمل على زعزعة استقرار وأمان تعمل على حماية مكتسبات الدولة الليبية المعاصرة.

بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس