بقي على صلاة العيد ٣٠ دقيقة فقط ، لم استعرض خياراتي في الملبس كثيرًا ، امتلك عقالين وثلاثة ازواج من الاحذية والكثير من الاشمغة والثياب ، واثنا عشر شكلًا جديدًا من الكبكات استلمتها قبل يومين بسرور بالغ ، استحممت على عجل ، ليس لاني من مناصري ترشيد استهلاك المياه ، فانا مؤمن بأن ابا جهل لم يكترث بالاجيال اللاحقة عند استخدامه للمياه في اودية مكة ، وكذلك فعل هارون الرشيد وهرقل وهايدي وهتلر ايضًا ..
خرجت مسرعًا ، ارتديت ثيابي على عجالة ، اخترت الساعة التي اعتدت ان اضعها في الدرج بدلًا من يدي لتكون عنصر مفاجأتي الوحيد ، هممت بالخروج ، رشتان من برفيومي الفاخر ، انتهى التجهيز ..
ركبت سيارتي واتجهت للمسجد ، طفل مبتسم يقف عند بوابة منزله ، انحنيت لاحييه وابادله الابتسام ، حفرة لعينة تتسب بأشياء يعرف تبعاتها جيدًا كل ساكني شبه الجزيرة العربية ..
وصلت المسجد ، اقفلت ياقتي على مهل ، اخذت سجادتي ووضعتها تحت ذراعي ، ترجلت من السيارة بخطوات هادئة وتوتر غير ملحوظ ، ذلك لأني احاول جاهدًا اقناع من يسير بمحاذاتي بأن موضوع اقفال الياقة هو ديدني كل يوم وليس ظرفًا طارئًا على الاطلاق ..
لم ابتسم ، او على الاقل لا اتذكر ذلك ، لاني اريد من الجميع ان يأخذني على محل الجد ، دخل الامام وزأر زأرة عظيمة مع العلم انهم يطلقون عليها " نفخة " لانهم لطفاء جدًا لا اكثر ، صلينا خلفه وبعد ان انتهى من الصلاة بدأ بخطبته العصماء ، شتم الجميع بلا استثناء ثم سمح لنا بالمغادرة ، ابتسمنا لاني اعتقد انه يجب علينا فعل ذلك ، مشيت وعدت الى البيت لانطلق منه رفقة عائلتي الكريمة الى مكان الاحتفال بانقضاء شهر الصيام ..
وصلنا ، سلمت على الجميع ، باركت لهم ، سألتهم عن احوالهم لأني احب بعضهم ، ولأني اكره البعض الآخر ففعلت الشيء ذاته لأن العرف يحتم علي ذلك ، جلست واخرجت هاتفي الغبي ، وهو غبي لانه يعصي اوامري باستمرار ، فتحت تويتر ، لا جديد ، القتل موجود والغزل موجود وعادل بن علي موجود ايضًا ..
الكبار يجلسون دائمًا في مقدمة المجلس ، والصغار في مؤخرته ، عمرك فقط هو من يحدد مكان جلوسك ، لا شيء اكثر ..
انقضت تلك الساعتين ، خرجت واتجهت للمنزل بسرعة ، وصلت ، خلعت ملابسي ، اتجهت لغرفتي وعلى مخدعي ارسلت لكل قائمة الاتصال عندي رسالة معايدة ، مخبرًا كل شخص فيها بأن هذه الرسالة هي ليست اي رسالة ، بل هي رسالة خاصة جدًا له ، بما في ذلك الزملاء في بي ان سبورت اعاذنا الله واياكم من شرورهم ..
نوم عميق او هكذا اظنه ، وجراء ذلك ، سأضطر ان اتوقف هنا لأني لا استطيع ان اكون نائمًا واكتب لكم في نفس الوقت ، مع السلامة ..