في احدى الامسيات الرمضانية , ألتقيت بأحد الاخوة المسؤولين عن حملة التبرع ل (غزة) , ودار ناقش بين الحضور حول تفاصيل هذه الحملة ونتائجها والعقبات والعراقيل التي واجهتها الحملة -والتي اشرف عليها التيار الصدري- , واختلف الحضور فيما بينهم قبل مجيء المسؤول الصدري عن هذه الحملة , حول عدد الشاحنات الكبيرة التي ذهبت الى الاردن لمساعدة اهالي غزة … ؛ البعض قال : 1700 شاحنة بينما قال البعض الاخر : 4000 الاف شاحنة , وقال البعض الثالث : 13 الف شاحنة ..!!

وعندما دخل المسؤول الى مكان الحضور , اخبروهم بما دار في النقاش ؛ فقال : ارسلنا 70 شاحنة فقط محملة بمختلف المساعدات الغذائية بل وحتى ( حفاظات الاطفال ) … ؛ اذ لم يسمح لنا ملك الاردن بإرسال المزيد , وقد اعترض في بداية الامر ولم يقبل , وعندها تحرك السيد مقتدى الصدر و ذهب الى مكتب المرجع الاعلى في النجف الاشرف , واجرى العديد من الاتصالات التي تكللت فيما بعد بقبول ملك الاردن ولكن بشروط عدة ومنها : اولا : تحديد عدد الشاحنة ب 70 شاحنة فقط ؛ ثانيا : اشترط ان تكون الشاحنات حكومية وتابعة لوزارة التجارة العراقية وليست اهلية وكذلك السواق ؛ وغيرها من الشروط … ؛ وقد اقتربت الشاحنات العراقية من الحدود الاردنية الفلسطينية , وصور ملك الاردن لنا كيفية ارسال المساعدات الى اهالي غزة عن طريق الطيران الا انه ارسل لنا صور مساعدات 40 شاحنة فقط , وقد رفع العبارات المكتوبة على المساعدات ( مساعدات الشعب العراقي ) …!!

واكمل المسؤول قائلا : ان هذه الشاحنات تمثل 2 % 100 من كمية المساعدات الموجودة لدينا في المخازن , وقد اوقفنا الحملة بسبب امتلاء المخازن في بغداد / منطقة الاورفلي / معمل السكائر سابقا , وبسبب امتلاء المخازن اخرجنا بعض المساعدات الى خارج ( الجملونات ) المخازن , وعندما هطل المطر , تضررت المساعدات الغذائية في الخارج وقد تلف 100 طن منها , مما اضطرنا الى تقديمها لأصحاب احواض تربية الاسماك ..!!

واستطرد قائلا : ان المساعدات التي قدمناها لأهالي غزة تعادل الحصة التموينية السابقة والتي كانت تعطيها السلطات الفلسطينية سابقا للشعب الفلسطيني وبما يعادل حصة 8 اشهر كاملة , وقال : ان العراقيين من اهالي الوسط والجنوب قدموا مختلف المساعدات بما فيها الادوية والملابس وحتى العسل ..!!

واعترضته قائلا : لماذا لا توزعون ما تبقى على فقراء الاغلبية والامة العراقية , فقال : لا يجوز لان المتبرع قصد بها اهالي غزة فقط وهي اشبه بالوقف , فقلت له : ملك الاردن لا يسمح بمرور المزيد من الشاحنات , وان سمح سرق نصفها و جير النصف الاخر دعاية له ولشعبه ولم يذكر الشعب العراقي والشيعة بخير قط , او ان تبقى هذه المساعدات في المخازن وتتلف كما تلف ال 100 طن من المواد الغذائية بسبب المطر؛ الا انه قال لي فيما بعد انهم ارسلوا 3 شاحنات الى الموصل واخرى الى ديالى ؛ كمساعدات للفقراء العراقيين … !!

علما ان ملك الاردن ؛ قد صور مشاهد هوليودية وهو في الطائرة ؛ يلقي من خلالها المساعدات الشيعية العراقية بنفسه , محاولا ايهام الناس والمشاهدين بأن هذه المساعدات هي اردنية وبمباركة العائلة الهاشمية المالكة , اذ قام برفع كل العبارات المكتوبة عليها والتي توضح هوية المتبرع الحقيقي للشعب الفلسطيني الا وهو الشعب العراقي في وسط وجنوب العراق ؛ ولم يضع العلم العراقي عليها كما فعل مع البعض , وهذه ليست المرة الأولى ولا الاخيرة التي تمارس فيها مملكة الاردن النفاق والكذب والخداع والتدليس .