كثيرة هي التصريحات التي ادلى بها المسؤولون العراقيون والساسة والشخصيات الدينية والاجتماعية والاعلامية ؛ بل وغير العراقيين ايضا بشأن تحرك البعث وعودة البعثيين ؛ والتي اثارت غضب وسخط واستهجان الشارع العراقي ولاسيما ذوي الشهداء والضحايا , وتساؤل ابناء الاغلبية العراقية عن جدوى قانون الاجتثاث .
اذ طالما اثارت الدعوات المنكوسة واللقاءات السياسية المشبوهة التي تدعو للمصالحة مع البعثيين المجرمين والصداميين الارهابيين وفتح الابواب امامهم مرة اخرى ؛ جدلا في الأوساط العراقية , وقد تزامنت تلك الدعوات الشيطانية مع بدء العميلة السياسية والتجربة الديمقراطية , والذريعة التي تحجج بها بعض الدونية و(الغمان) والمنبطحين ؛ ضرورة التمييز بين الحزب نفسه وبين من حملوا هويته , وبين من عمل مع النظام الراهن ومن وقف ضده , والبعض حاول التمييز قائلا : هناك بعثيون وهناك حزب البعث ؛ او ان المفاوضات تتم الآن مع عناصر بعثية بصفتها الشخصية لا الحزبية....!!
وفرق السياسي علي الأديب بين نوعين من البعثيين ، الأول من قال إنهم أسهموا في إنتاج القرار السياسي الذي سبب الكارثة في العراق "والتي لم يكن صدام مسؤولا عنها وحده وهؤلاء لابد أن يحالوا برأيه إلى المحاكم", على حد تعبيره... ؛ أما النوع الثاني فهم الذين دخلوا برأيه الحزب مضطرين لأسباب مختلفة "وهؤلاء ينبغي أن يعودوا إلى الصف الوطني إذا أعلنوا ندمهم"...!!
ليت شعري لماذا يجب علينا افساح المجال مرة اخرى امام البعثيين المتهمين بأبشع جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الانسان بحجة تلك التقسيمات والتمييز الذي لا طائل وراءه على ارض الواقع ؛ نعم قد نجد الكثير من اعضاء حزب البعث السابقين من ابناء الاغلبية العراقية والذين انخرطوا في صفوف البعث خوفا وحذرا من بطشه , ولم يرتكبوا جرائم بحق الشعب العراقي الا انهم اصبحوا الان كهولا وشيوخا وقد اخذوا فرصتهم سابقا وعليه وجودهم في بيوتهم اولى من تواجدهم في الدوائر الحكومية ومنافستهم للطاقات الشبابية الواعدة , فحزب البعث المجرم لا يمكنه العودة بأي شكل من الأشكال إلى الصف السياسي والساحة العراقية لأن ذلك يخالف الدستور، وذلك لأن التنظير الحزبي والأيديولوجية البعثية الهدامة هي التي أوصلت العراق إلى كل هذه الكوارث والفواجع ... ؛ فمن العار ان نتفاوض مع البعثية الملطخة أيديهم بدماء العراقيين او الذين لم تسنح لهم الفرصة بإراقة الدم العراقي ...؛ وتنص المادة السابعة من الدستور العراقي على حظر كل كيانٍ أو نهجٍ يتبنى العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التطهير الطائفي، أو يحرض أو يمهد أو يمجد أو يروج أو يبرر له، وخاصة حزب البعث الصدامي، وتحت أي مسمىً كان، ولا يجوز أن يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق.
وقد حذر السياسي بهاء الاعرجي سابقا من نشاط السياسي الارهابي الهجين طارق الهاشمي الداغستاني , والذي لعب دورا رئيسا في الغاء الحظر عن المرشحين الذي اشتركوا في الدورات الانتخابية السابقة ؛ اذ نصب نفسه مدافعا عنهم ومروجا للبعث والبعثيين , وقد لعب دورا محوريا في هذا الامر حسب وصف السياسي بهاء الاعرجي ... ؛ و سار بنفس الاتجاه المنكوس الكثيرون من المحسوبين على العملية السياسية الجديدة , فقد دعا رئيس الحزب الوطني التركماني في كركوك جمال شان إلى التعامل مع البعثيين بشكل منصف وعادل وإفساح المجال أمامهم للتعبير عن وطنيتهم ...!!
و أشار علاوي - في وقت سابق - خلال لقاء مع صحيفة «الجريدة» إلى أنه يواصل حديثه مع البعثيين والعسكريين الصداميين السابقين والخصوم الحاليين ، من أجل وحدة العراق وإنقاذه من حمّام الدم، مؤكداً أنه لم يكُن الوحيد الذي يفتح حواراً مع البعثيين، لكنه كان الأكثر جرأة وصراحة في ذلك ؛ علما ان قوائم اياد علاوي الانتخابية كانت تضم العديد من الشخصيات البعثية ...!!
ومن الواضح ان ديدن السفلة البعثيين والاوغاد الصداميين الارتماء في احضان المخابرات الدولية والتعاون مع الاجانب والغرباء , والتنسيق مع الانظمة المعادية , ضد الاغلبية والامة العراقية , فقد تعانوا مع الانظمة الاقليمية وتنظيم القاعدة وانشئوا داعش ... الخ ؛ وشنوا ابشع العمليات الاجرامية واقذر الهجمات الارهابية ضد العراقيين , وقد كشفت صحيفة نيويورك أن الثوار الليبيين عثروا على وثائق سرية تفيد بأن القذافي كان متورطا مع أعضاء سابقين من قيادات كبيرة من الجيش العراقي السابق وكذلك أعضاء من حزب البعث المنحل بهدف إسقاط حكومة المالكي ... ؛ فيما أشارت الصحيفة إلى أن علاقة البعث العراقي مع النظام السوري ساءت كثيرا بسبب موافقة الأسد على تزويد حكومة المالكي بأسماء قيادات البعث المتواجدة في دمشق... ؛ واخر المؤامرات البعثية سعيهم الحثيث في مد يد الخيانة والعمالة مرة اخرى للأمريكان والانكليز , وقد أكد السياسي بهاء الاعرجي ذلك من خلال لقاءه الاخير في برنامج (في المتناول ) مع الاعلامي حسام الحاج / فضائية عراق_24 : (( لا استبعد وجود دعم امريكي ودولي لإعادة حزب البعث الى السلطة تحت مسمى اخر )) .
فضلا عن احتضان حكومة بارزاني قيادات بعثية "حالية"، تقود اجندة الفوضى والتخريب في العراق، و زعامات "سابقة" من نظام السفاح صدام البائد، وكوادر لجماعات ارهابية مختلفة ومتعددة وكلهم وجوه لإرهاب واحد ، يسعى الى تقويض العملية الديمقراطية في العراق التي يشترك فيها مسعود بارزاني، لكنه يحشّد العملاء والمأجورين المرتبطين بالأجنبي لإسقاطها... ؛ اذ يعْمد مسعود بارزاني الى جذب المعارضين للعملية السياسية في العراق، لاسيما البعثيين، معتقداً ان تحشيده للمعارضين للحكومة العراقية، يجعله يمسك بأوراق مهمة يمكنه المناورة بها في مفاوضته مع أي حكومة عراقية في بغداد، جاعلا من اربيل منبرا اعلاميا يعج بالفضائيات والاعلام المعادي المضاد ، الا ان الشعب الكردي، يعتبر ذلك خيانة لضحاياه الذي سقطوا بالآلاف من جراء سياسات البعث التطهيرية لاسيما في مدينة حلبجة التي جعلها نظام صدام ، مقبرة جماعية للآلاف من الكرد ... ؛ في حين يمنع الدستور العراقي، بارزاني من استضافة المطلوبين ، حيث يُعتبر ذلك من المخالفات الدستورية .
يجب على الشرفاء من مسؤولي الحكومات العراقية وقادة الاغلبية واحرار الامة العراقية , وابناء الشهداء والضحايا والسجناء ؛ العمل على احباط كافة المخططات البعثية , وحجب كافة الانشطة الاعلامية لزمر الارهاب والبعث , وحضر الترويج لصدام و زبانيته , والضرب بيد من حديد , وقطع يد كل بعثي وصدامي تسول له نفسه بالإخلال بالأمن العام والسلم الاهلي وارباك الاوضاع العامة واسقاط التجربة الديمقراطية .