من الأخطاء الغليظة للحافظ عبدالله الغماري -عفا الله عنه- والتي لا تليق بعالم عاش بالقرن الماضي ما ذكره في كتابه قصص الأنبياء وقصة آدم تحديدا، حيث ذكر أمورا تؤخذ من قصة آدم منها قوله:
(الثالث: أن طاعة المرأة تُعقب الندم، ألا ترى إلى آدم عليه السلام حين وافق حواء على الأكل من الشجرة، وقع فيما وقع.
وقد ورد حديثٌ ضعيف عن أنس مرفوعا: (لا يفعلن أحدكم أمراً حتى يستشير، فإن لم يجد من يستشيره فليستشر امرأةً ثم ليخالفها، فإن في خلافها البركة). رواه ابن دلال والديلمي.
وروى العسكري عن عمر رضي الله عنه قال: (خالفوا النساء فإن في خلافهن البركة).
وروي أيضا عن معاوية قال: عوِّدوا النساء: "لا" فإنها ضعيفةٌ إن أطعتها أهلكتك).
ولا أدري كيف يقع في مثل هذا رحمه الله؟! ولن أرد على هذا الكلام الساقط المخالف للسنة النبوية والكتاب الكريم بل سأدع الكلام للإمام #ابن_عبيدالله_السقاف رحمه الله رحمة واسعة حين يقول بكتابه بلابل التغريد ص ٩٥:
(يؤخذ من شأنه ﷺ مع خديجة، وانقياده لها المُصَرّح به قوله في هذا الحديث: فانطلقت به خديجة، ضعف ما يروى أنه ﷺ قال: (شاوروهن واعصوهن) وما رواه العسكري عن عمر: (خالفوا النساء فإن في خلافهن البركة) وما رواه الديلمي عن أنس يرفعه: (لا يفعلن أحدكم أمراً حتى يستشير، فإن لم يجد من يستشيره فليستشر امرأةً ثم ليخالفها، فإن في خلافها البركة).
وقد صرحوا بضعف هذين الحديثين من حيث السند، وهما ضعيفان متنا أيضا، وكيف لا؛ وقد ثبت لهن أصل المشورة بقوله جل ذكره: (فإن أرادا فصالا عن تراضٍ منهما وتشاور فلا جناح عليها) وقد شاور النبي ﷺ أم سلمة يوم الحديبية، وأشارت بالصواب في الحلق).
عوضا عن ذلك فإن الزلة وقت من آدم وحواء جميعا فوسوسة الشيطان كانت لهما فليست حواء هي المسؤولية عليها فقط فهذه خرافة إسرائيلية.
فرحم الله الإمام السقاف وغفر للحافظ الغماري زلته الشديدة!