ارتبط اسم نزار قباني بالشعر , واقترن بالغزل , الا اننا اليوم وفي هذه المقالة , سنتشهد بمقولة من كلماته النثرية ؛ اذ قال : (( اخر مرحلة في صبرك على شخص هي انعدام الرغبة بالكلام معه )) .
من الطبيعي ان تتغير قناعاتك ونظراتك عن الحياة والاشخاص بين الفينة والاخرى ؛ هذا اذا كنت تعيش في مجتمع ايجابي سليم , فما بالك بالمجتمعات السلبية والمأزومة ؟
المجتمعات المأزومة والمريضة بشتى الامراض النفسية والاجتماعية والعقد العنصرية والعرقية والطائفية , مليئة بالشخصيات السلبية والمزاجية والمتقلبة والعدوانية ... الخ ؛ فمن المعتاد فيها ان تصدم بهذا الصاحب وتخيب ظنونك بذاك الصديق , اذ طالما بادلنا الاخرين بالمشاعر الايجابية وقدمنا لهم مختلف الدعم المعنوي والمادي احيانا , وظننا ان هؤلاء سوف يبادلوننا نفس المشاعر , الا ان الايام قد تكشف ما هو مضمر في النفوس ومخبئ في الصدور , وتبين حقيقة البعض وتسقط اقنعتهم المزيفة وتكذب المواقف اقوالهم , والتصرفات ادعاءاتهم , وعندها لا نستطيع الاستمرار بودهم وحبهم واحترامهم , الا اننا وبسبب بعض القيود والارتباطات والعلاقات الاجتماعية احيانا ؛ نجد انفسننا مجبرين على التماهي مع هذه الصداقات المزيفة والعلاقات السطحية , ولكن اكراه النفوس على ما لا تطيقه ولا تحبذه ؛ يؤدي الى نفاذ الصبر , وبالتالي انعدم الرغبة بالتحدث مع هؤلاء او الدخول في نقاشات طويلة معهم ؛ او حتى مجرد الانصات لهم والتواجد معهم ؛ لان صلاحيتهم انتهت في قرارة نفوسنا .