أهلاً ، في هذه السلسلة سيتم تسليط الضوء على الجانب الشخصي والتفاصيل التي تميل إلى خارج المستطيل الأخضر رغم تأثيرها المباشر والطاغي عليه ، ستكون الحلقة الأولى مع السير أليكس فيرغسون .


Image title

من إحدى ميزات السير أليكس هي الإنصات .. وكيف كانت هذه السمة مهمة بعمله كثيرا ، بدايةً من استقطاب أسطورة مانشستر إيريك كانتونا .. الذي استشار عدّة شخصيات حول استقطابه كالمدرب الفرنسي جيرارد هولير والصحفي الفرنسي إيريك بيلديرمان لمعرف طبيعة شخصية اللاعب المراد شرائه .. أيضاً تحدّث مع ميشيل بلاتيني الذي قال له عن كانتونا : " يجب عليك شرائه ، شخصيته لا يُستهان بها ، ولكن يحتاج فقط القليل من التفهم " ، بطبيعة الحال في ذلك الموسم قبل كانتونا لعب مانشستر ٦ مباريات وسجّل من خلالها ٤ أهداف ، بعد شراء كانتونا وتواجده بتشكيلة الفريق لستة مباريات تالية .. سجل الفريق ١٢ هدف !


Image title


أيضاً كانت لديه عادة جميلة ، منافسة بينه وبين لاعبي فريقه بغرفة الملابس لتخمين تشكيلة الخصم ومن الذي سيلعب ومن هم أفضل اللاعبين ولماذا .. كان ينصت للجميع ويستفيد من جميع الزوايا .. حتى أنه دائماً ماكان يخطأ بتوقع الـتشكيلة أكثر من اللاعبين أنفسهم !


Image title


في نادي أبردين الدي دربه من عام ١٩٧٨ حتى ١٩٨٦

و تحديداً عام ١٩٨٣ عندما كان سيلعب فريقه الأسكتلندي نهائي الكأس الأوروبي ( دوري الأبطال ) أمام ريال مدريد اصطحب معه " جوك ستين " أحد الشخصيات التي يقتدي بها السير وهو أول مدرب بريطاني يفوز بالكأس الأوروبي وكان ذلك في عام ١٩٧٦ عندما تغلب فريقه سيلتيك على إنتر ميلان ، قال للسير أشياء لا تنسى بالنسبة له : " باليوم ما قبل المباراة احرص على أن تكون الفريق الثاني الذي يذهب للميدان للتدريب ، لأن خصمك سيظن أنك تشاهد عمله ، ثانياً اجلب قارورة ويسكي لمدرب ريال مدريد ( ألفريدو دي ستيفانو ) "

فيرغسون : " عندما قدّمتُ  الويسكي لستيفانو جعلته يظن أننا مرعوبين منه ، فهو الرجل المشهور هنا وهذا الأبردين شعرَ أنهُ هُزم من الآن .".

أيضاً جوك نصحه أن لا يصب جام غضبه على اللاعبين بعد المباراة ، بل ينتظر حتى يوم الإثنين عندما يهدأ كل شيء ..



Image title


القراءة .. كانت على حد قوله من أهم الأشياء في حياته ، عندما كان صبياً .. خيب آمآل والديه بعدم الإجتهاد الدراسي بسبب ادمانه لكرة القدم .. كان مشترك بشبابه بعدة مجلات ولكن كان يفضل الكتب أكثر ..



Image title


الإنضباط ..

سمة اكتسبها من والده ، والده كان منضبط جداً ومجتهد جداً في عمله .. بناء السفن .. من أشق وأقسى الأعمال خصوصا بمدينة مثل غلاسكو .. فشتائها كموسكو ..

والده ممتاز بالتعليم الذاتي ، ترك الدراسة بعمر ١٤ .. وكان يقرأ طوال الوقت .. كان يريد لأبنائه أن يتعلمون صناعته .. لكن اليكس رفض ذلك وأراد أن يتجه لكرة القدم ، من شدّة انضباطه كان يفتش سراويل ابناءه قبل الذهاب للمدرسة في تمام السادسة صباحاً .. وفي تمام الساعة ٦:٤٥ يذهب لعمله ويقف أمام بوابة الميناء قبل انفتاحها .. يحب أن يكون متواجد قبل بداية العمل .. وهذا الأمر انتقل إلى ابنه .. فالسير اليكس كان أول الحاضرين لميدان التمارين قبل أي أحد طوال مسيرته ..

في الرابعة عشر من عمره ، كان فيرغسون يلعب لنادي درومشابيل .. أكبر نادي للهواة في أوسكتلندا ، كان يديره شخص يُدعى " دوغلاس سميث " رجلٌ ثري تملك عائلته ساحةً للسفن .. كان لديه اتفاق مع أحد المطاعم في وسط غلاسكو أن تُقدم لفتيان أنديته وجبة الغداء .. كان يُدير ٥ أندية .. فريق تحت ١٨ سنة - فريق تحت ١٧ سنة - فريق تحت ١٦ سنة - فريق تحت تحت ١٥ سنة - فريق تحت ١٤ سنة ..

كان فيرغسون وزملائه بالفريق يذهبون في كل إجازة إلى ممتلكاته في دونبارتوشير خارج غلاسكو .. ويلعبون بحدائقه هناك ، كان دوغلاس يتعرّق من شدة غضبه إذا نالت الخسارة من إحدى أنديته ! .. الأمر الذي ترك أثراً كبيراً في حياة السير ..


Image title


السير فيرغسون عانى في بداياته كثيرا ..

الأندية كانت تفتقر للإنضباطية فمثلاً فريق St Mirren الذي دربه عام ١٩٧٤ حتى عام ١٩٧٨ .. ففي أول يومٍ هناك لفيرغسون .. صحيفة Paisly Daily Express أرسلت مصوّر ليلتقط صورة للفريق مع مدربه الجديد ..

عندما ظهرت الصورة باليوم الذي يليه بالصحيفة .. كان هنالك لاعب خلف فيرغسون يؤشر بإصبعين على رأس مدربه كالأرنب .. كان هذا اللاعب كابتن الفريق آين ريد ..

استدعى فيرغسون اللاعب لمكتبه فقال لهُ آين أنها مجرد

مزحة .. ردّ فيرغسون عليه : " لا أحبذ هذا النوع من المزاح " ، لاعب آخر كان جيد جداً على الصعيد الفني جون موّات .. كان يجادل السير بتعليماته أثناء المباراة وحصص التمارين أيضاً ، جمعيهم انتهى بهم الحال بالقائمة السوداء ، لاعب آخر أتى للسير ليخبره بعدم حضوره المستقبلي لتحضيرات الموسم الجديد بسبب أنه هو وصديقته يريدون حضور حفل موسيقي سنوي .. رد السير واضح " تريد أن تذهب لا بأس لكن لا تعد إلى هُنا أبدا !! " .

٣ لاعبين آخرين لايبذلون مجهود كبير في التمارين ، جعلهم يتدربون بالمساء ، وفي ليالٍ بمناطق باردة .. حتى تخلص منهم .




Image title


التسويق .. طرق التسويق كثيرة جداً بالبداية نستطيع القول أنها مسؤولية مالك النادي و المدير التنفيذي للفريق .. تبدأ عملية التسويق من خلال تعاملهم مع الرعاة و التفاوض حول العقود المقدمة من قبلهم ، و توسعة النشاطات المقامة باسم الفريق ، وتنظيم الجولات العالمية لمعسكرات الفريق كالمشاركة في البطولات الودية ، تسخير الأدوات الإعلامية والتسويقية كقناة النادي الرسمية ، موقع النادي الرسمي ، مجلة النادي سابقاً تقريباً والآن تحوّلت المجلة إلى مواقع تواصل اجتماعي كتويتر - انستغرام فيس بوك .. أيضاً تطوير الموارد البشرية .. كل هذه عوامل التسويق للنادي .. الذي كان المشرف عليها بشكل أساسي ومباشر هو السير فيرغسون .. لم يسبق لمدرب باعتقادي أنهُ كان مسؤول عن الفريق بالملعب وخارج الملعب ومسؤول حتى عن الجانب التسويقي ! .. في سنته الأخيرة مع مانشستر ارتفع المدخول إلى ٣٦٣م£ .

ننظر أيضاً للتطور التقني الكبير الذي حل بكرة القدم ، بدايةً مع نظام العشب - Soil technology - الذي جعل تصريف المياه أفضل و الإختزان الحراري تحت العشب أصبح أفضل ، أيضا نوع العشب قوي بحيث لا يتفتت وتكون الأرضية كوحل المستنقعات عند حصول الأمطار مثلاً ..

الآن كرة القدم تلعب على أرضية الميدان أسرع من مباراة قبل ٣٠ سنة ، لعدة عوامل منها مثلا قانون back-pass ( إعادة الكرة للحارس ) .. الذي تم تشريعه عام ١٩٩٢ ..

ولكن كان العامل الأكبر لتسريع عملية اللعب هي البنية التحتية للملاعب .. من الممكن أن اللاعب يجري الآن ١٥٪‏ أكثر مما كان يجري اللاعب في أزمنة الستينات .. وكان مانشستر من أكثر الأندية تقبلاً للتطور التقني واحتضاناً له بسبب السير فيرغسون ..

نظام التغذية ، علم الرياضة وعلم الطب ، الفيديوهات التعليمية والبيانات اللازمة التي من خلالها يتم تطوير اللاعب في شتى الجوانب .. كان لها نصيب من التقبل السريع لإدارة مانشستر .. كل هذه العوامل كان للسير فيرغسون نصيب الأسد فيها .


شكرا لكم ..

 Image title