بمرور الايام ترتفع وتيرة جرائم العمالة الاجنبية في العراق وتتعقد السلبيات وتتنوع المشكلات الناجمة عن تواجدها , فما مِن يوم يمر الا وترتكب فيه جريمة او تحصل مخالفة قانونية من قبل العمال الاجانب في العراق , بل وصل الامر بهؤلاء الغرباء والدخلاء انهم لم يكتفوا بارتكاب الجرائم الجنائية والمخالفات القانونية والموبقات الاخلاقية , اذ انخرط البعض منهم في الارهاب والعمليات الاجرامية ذات الطابع السياسي , ومن هذه الجرائم ما قام به المجرم المدعو شعيب الباكستاني - والذي ينتمي للطائفة السنية ويعمل في احدى مناطقها - , وقد أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، العميد مقداد ميري - في يوم السبت المصادف 16/3/2024 - :  إن مفارز الوزارة تمكنت من اعتقال باكستاني مسلح ، أطلق النار ليصيب منتسباً بجروح متفاوتة... ؛ وقال ميري في بيان تلقته وسائل الاعلام  إن " شخصا يحمل الجنسية الباكستانية رفع مسدساً، قرب جامع أبو حنيفة النعمان في منطقة الاعظمية شمالي العاصمة بغداد"... ؛ وأضاف ان "أحد المنتسبين المتواجدين هناك شاهده وحاول اعتقاله، إلا أن الباكستاني لاذ بالفرار مما أستدعى مطاردته من قبل دورية تابعة لوزارة الداخلية"... ؛ وأشار إلى انه "عند مطاردته من قبل المفرزة أطلق الباكستاني النار على الدورية، ما أسفر عن إصابة أحد المنتسبين بجروح متفاوتة جراء العيار الناري"... ؛ وتابع ان "المفرزة تمكنت من اعتقاله والآن الباكستاني يخضع للتحقيق، وحتى الآن لم يتم معرفة دوافع الباكستاني ما اذا كانت جنائية أو إرهابية"... .

فقد فتح  العامل  الباكستاني  النار على مواطنين عراقيين  أثناء إفطار جماعي في جامع ( أبو حنيفة )  وبعد هروبه , طاردته الشرطة  - فوج طوارئ الأعظمية  - وفتح النار عليهم ايضا ... ؛ و تمت ملاحقته داخل الأزقة وأثناء ملاحقته قام بإطلاق النار وإصابة أحد المنتسبين ... , و تم إلقاء القبض على المتهم وتسليمه أصوليا إلى مركز شرطة الأعظمية , وقيل ان الاهالي طاردوه والقوا القبض عليه بمعية الشرطة ايضا ... ؛ وحسب التسريبات تبين ان المجرم المدعو شعيب هو أحد أفراد شبكة مكونة من 5 متهمين ، نفذت عمليات سطو مسلح وسرقة ضمن منطقة بغداد الجديدة  ؛ وأكدت الاجهزة  الامنية العراقية اعتقال كافة أفراد الشبكة  وبحوزتهم دراجة ومسدس ، مبينة أنها دخلت بغداد عن طريق التهريب ولا يمتلك أفرادها أي أوراق ثبوتية ...!!

واغلب هؤلاء يدخلون العراق عن طريق شمال العراق , وعن طريق الحدود العراقية الايرانية , اذ يستغلون مناسبة الاربعينية من كل عام , وينخرطوا بين الزوار الايرانيين ويدخلوا الحدود بهذه الطريقة من دون تصريحات رسمية . 

تعودنا على سماع جرائم التجارة بالمخدرات والاعضاء البشرية والسرقات والدعارة والقتل من قبل العمالة الاجنبية , لكن الخطورة تكمن في ان تنخرط هذه العمالة الاجنبية بارتكاب جرائم الارهاب وتنفيذ مخططات سياسية تستهدف الامن المجتمعي والسلم الاهلي ,  من خلال اثارة النعرات الطائفية .

ان  استمرار مسلسل جرائم السرقة والتسول والدعارة وغسيل الاموال والتهرب من الضرائب والرسوم والتحايل على القانون العراقي وعدم التقيد به , تؤدي الى الاخلال بأمن الدولة واستقرارها ... ؛ لان وجودها بأعداد كبيرة ، وزيادتها عن الاحتياج الفعلي هو سبب من اسباب انزلاق  تلك الايدي والتي قدمت للعمل إلى ارتكاب الجرائم والانخراط في الاعمال الممنوعة والمضرة بالاقتصاد العراقي ؛ فضلا عن مضايقتها للعمالة الوطنية ومنافستها غير المتكافئة , اذ يقبل هؤلاء الغرباء بالأجور المتدنية , بل وصل الامر بالعمالة البنغلادشية من الذين يعملون في شورجة جميلة في مهنة الحمالة الى طرد الحمالين العراقيين ومضايقتهم ...!!  

مما لاشك  فيه , أن استقرار المجتمع ورعايته والرقي به والعمل على تطوره من أهم السياسات التي تعمل الحكومات الوطنية الناجحة على تحقيقها ؛ اذ ان وظيفة الحكومة العمل على حماية الوطن والمواطن من كل الاخطار المحتملة  ؛ ولما كان المجتمع هو أساس الدولة ولأجله تشكلت الحكومة ؛ وبما ان الشخص هو عماد الاسرة , و الأسرة نواة المجتمع ... ؛ وعليه يجب على الحكومة ان تسخر كل إمكانياتها وطاقاتها في خدمة الفرد و الأسرة و حمايته وحمايتها من كل ما يهدد كيانهما.. ويزعزع أمنهما واستقرارهما ويعرضهما للخطر ...؛ واصبح من الواضح ان المواطن العراقي والاسرة والمجتمع يواجه تحديات امنية واقتصادية واجتماعية كبيرة , ومن اخطرها وجود العمالة الوافدة وما نتج عنها من سلبيات اضرت بالعراقي والعراق ؛ بدء من التحويلات المالية الضخمة وبالعملة الصعبة وانتهاء بالجرائم ومنافسة العمالة الوطنية .