" أتجنب الكلام

أتجنب الوجوه والأسئلة ..

لأنّي يالله اضجرُ من اعتياد الناس على حزني .

لأن لا أحد يستطيع أن يستوعِب مقدار حُزنك وسر عذابك ..

حتّى وإن كانوا يجيدون الأستماع يوماً لن يفهمون أبداً كيف لهذهِ العذابات أن تُغيّر مابداخلك وتُشكلك من جديد ..

مثلي الآن ؛ يشعرُ البعض بأن قلبي فولاذاً لأن لا أحد غير الله يسمعُ بكائي عندما استيقظ ليلاً لألمس الفجوة التي في قلبي ، اتحسسها وأعود للنوم رغبةً منّي في نسيان كل شيء .

لا أحد غير الله يعلُم كيفَ تدور في رأسي الأسئلة والأحتمالات وتنهشُ   ماتبقّى من ذاكرتي المهترئة ..

لا أحد غير الله يعلمُ كيف تتآكل روحِي من فرطِ حُزنها وخيبتها ..

لاأحد يفهم هذا الحُزن ، الحُزن الذي يباغتك عندما يسقطُ  المطر فتبكي على دعواتِك التِي تغيّرت ، وأمنياتك التِي تخليت عنها في سبيل أن تنسى فقط ..

الحُزن الذي يزورُك من الشباك ، وفي الشارع ، تراهُ في كوبِ  القهوة ، يتسلل لجلدك مع أشعةِ الشمس ، تتذوقهُ مع عصيرِ البرتقال ، وتنامُ معهُ في سريرك ..

الحُزن الذي يؤلمك في أعماقك ، كأنهُ شجرة صبارٍ نبتت بين رئتيك وتحاول أن تعيشَ  معك ..

يالله ، أنا لستُ  حزيناً فقط ! لأن الحزن محضُ  حالة مثل الحُب ، مثل المرض ، مثل البكاء ، أنا شيئاً أكبُر من الحزن ربما كان اسمهُ : صدأ .

يالله ، هذا الصحو قاسٍ  ، وأنا استعصى عليّ المنام فلا أجِدُ شيئاً آخر أفعله سوى أن أقتُل هذا الألم الذي يجتاحُ صدري بِقلم وورقة .

لأن الكتابة قتالي الوحيد والوجه الخفّي للكلام"

-أثير آل واكد