قطع العلاقات مع قطر يخلق فراغا  امنيا في المنطقة

قطر ذات السياسة المحنكة، ولها ثقلا سياسيا وتوازنا استراتيجيا في المنطقة العربي بها تعكس بنفوذها عند دول الخليج والعالم العربي وهي تعتبر قوة سياسية واقتصادية لا يستهان بها المرتبطة بالدولة الجوار "الدولة النووية الإيرانية" جمهورية الإسلامية الإيرانية

علاقة قطر مع إيران علاقة شديدة الانضباط والصلابة على مدى طويل من الزمن نتج منها خلافات مع المملكة العربية السعودية بإمكانياتها ومكانتها الريادية في المنطقة، وتعمل المملكة العربية السعودية من استرجعها في محاولة لها عبر مخرجات قمة الرياض "القمة العربية الإسلامية الأمريكية".

لعبت الدوحة دورا هاما في منطقة الخليج الاستراتيجي، فكان لها دور الاحتواء والتمكين حركات إسلامية ذات الطابع السياسي الإسلامي من مثل تونس وليبيا ومصر وسوريا، ودول عربية أخرى مما جعلها قادرة على أن تستخدم وتوظف هذه الجماعات السياسية التي توصف بالاعتدال الإسلامي السياسي لمصلحة منهجية الشرق الأوسط الكبير.

قطر تلعب دور مؤيد مع أنقرة العاصمة التركية، فأنقرة مثلها مثل قطر تدعم وتساند الحركات الإسلامية المعتدلة ذات التوجه الإسلام السياسي، بحكم أن تركيا دولة إسلامية ذات إمبراطورية عثمانية  تدعم وترعى وتفتح أراضيها لتأوي العديد من الحركات الإسلامية لتعيد بها أمجاد الإمبراطورية العثمانية في الحكم والسلطة لتحقيق بها مصالحها الاقتصادية في تلك البلدان العربية الإسلامية.

الإرهاب والتطرف أصبح يجول العالم، يجول من مكان إلى مكان ومن منطقة إلى منطقة ومن دولة إلى دولة ومن قارة إلى قارة، الذي  يعمل ليس فقط على تهديد امن واستقرار الدول العربية بل العالم اجمع.

تطور لافت النظر التي تعرضت إليه  الجمهورية الإسلامية  من هجمات إرهابية من هجوم مسلح على مبنى البرلمان الإيراني و إطلاق نار بمقام الخميني جنوب العاصمة الإيرانية طهران.

تصرفات الدول العربية في قطع علاقاتها مع قطر قد يشكل مزيد من التدهور الأمني ليس عند الدول العربية ولكن كما نرى في هذه الفترة  في الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تعتبر الشريك الأهم والاستراتيجي لدوحة وهي الدولة ذات الثقل الإقليم والإسلامي فلا يمكن أن تتجاهل المركز الاستراتيجي للدولة الإسلامية المجاورة التي كان فيها نوع من الهدوء والأمن والاستقرار.

إيران هم الشعب الإيراني الكثيف بالتعداد السكاني الذي له قوة المليشيات وقوة القوات المسلحة وقوة الحرس الثوري وقوة القوات الأمنية التابعة لنظام السياسي الإيراني وهي الدولة التي تسعى أيضا من إحياء أمجاد " الإمبراطورية الفارسية الإسلامية"، فإيران "الدولة الفارسية" تربط علاقاتها الحميمة مع التنظيمات الإسلامية كلها والإخوان هم الأقرب لهم في تنفيذ أجندات فارس الإسلامية.

اليوم أصبحت إيران تواجه هجمات إرهابية مع متابعة الدبلوماسية السياسية التي تخوضها إيران من خلق نوع من الاستقرار في منطقة دول الخليج العربي، وإيران تحرص أيضا على إقامة علاقات خارجية جيدة وخوصا مع قطر والتعاون معها على مبدأ إستراتجية التعاون بين البلدين والقضاء على التأثيرات الخارجية التي  تدور خلف الكواليس في منطقة الخليج العربي/ الفارسي .

الخلاف مع قطر يعمل على إحداث الكثير من الأزمات السياسية في المنطقة العربية لوجودها كقوة استراتيجة سياسية، خلافات متزامنة مع قرارات السعودية ومصر والبحرين التي تربطهم جميعا بخلافات معها وقطع علاقاتهم واستدعاء سفرائهم.

إن حرص قطر على استمرار نفوذها السياسي والاقتصادي في المنطقة العربية عند تواجد القوى الإسلامية التي تدفع بتضحية دور السعودية للمشهد السياسي الريادي وحسم الخلاف التي تعمل القضاء على مظاهر الفوضى واستقرار المنطقة العربية.

دور قطر ليس دور إقليمي ولكن يفوق الكثير من ذالك لوجود إمكانيات هائلة ومكانتها الاستراتيجي الذي يساعدها على تمكين وجودها كقوى لها وزنها في  منطقة الخليج والمنطقة العربية وصولا بها إلى شمال إفريقيا في دورها الريادي في القارة الإفريقية لان الدوحة لزالت تلعب دورا استراتجيا مع الولايات المتحدة الأمريكية.

قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر جاءت في وقت تداعيات إقليمية جديدة تعمل على إضعاف دور قطر المرتبط بتقوية دور السعودية الجيوسياسي الجديد لمحاربة الإرهاب والتطرف، حين انعقدت قمة الرياض التي احتضنت فيها القمة العربية الإسلامية الأمريكية واقتراح الرياض من إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب تساهم فيها السعودية بمئة وعشرة ملايين دولار تحت مظلة الأمم المتحدة.

ولقد جاءت ساعة الحساب والتصفية كما يضن الكثير من الدول المتضررة جراء سياسات قطر عدده سنين، منها البيت الخليجي  الذي أعطاها مكانة واعتبار،  فأساءت قطر إليهم بالتأمر والمكيدة من اجل أهوى شيطانية تصور لقطر صورة العظمى في دولة قطر العظمى على قطعة أرض صغيرة الحجم.

بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس