قبل رحيلهم ، خلعتُ ذكرياتِهم ، قذفتها من ذاكرتي، رميتُهم بها من الخلف حينما ولو ظهورهم مدبرين عادة إليّ مرة اخرى، ألقيت بها بعيداً ، ظلت تلاحقني، تنكرت لها وعرفتني هي الأخرى ، في الحقيقة تنكرت لنفسي فقط ، أنا التي لم أعرفني سوى بمطاردة الذكريات لي..تُلاحقني ، تحشرني في زاوية ضيقة، تدهس عليّ ، وكأنها تُريد أن تتخلص مني وتستعد لقتلي وقبل أن ألفظ الرمق الأخير من أنفاسي تسألني
:-هل ما زلتي تُريدين التخلص مِنا ؟
أُجيبهم وأنا أكاد أُجزمبأنني أرى الموت أمام عيني :
-نعم، نعم، أريد التخلص منكم بأيّ ثمن .
ترد عليّ مرة أخرى:-
إذن هذا هو الثمن، حياتك هي الثمن، فموتك راحةً لكِ ولنا ، لن نطرَ بعد ذلك للبقاء في مكانٍ لا يُرحَبُ بنا فيه، بعد الأنلن نطرَ أبداً لفعل ذلك .أنتِ أيضا سترتاحين منا سنُجهزُ عليكِ ، والآن ستودعين هذه الحياة لتنتقلي للحياة الآخرى..ستموتين قبل شروق الشمس، سيشهد القمر موتك، ستشهد النجوم، ظلام الليل أيضا سيشهد ذلك جدران المنزل ستشهد على موتك ، لن يفتقدك البيت لأنك ستظلين فيه ، سيحتضن القبؤ جثمانك، سيشهد كل شيء لك إلا نحن..
تسألُني إحدى الذكريات مرة آخرى بعد أن رأتني في حالة توجس مما هو قادِم، أخاف تكرار موقفٍ قديم وقد كنت مرهقة من التفكير حينها قالت لي :
- الهذه الدرجة نحن نرهق جسدك ؟
- نعم، واكثر من ذلك بكثير ! ، أنتم تُرهِقونني كثيراً .
ردت قائلة : - إذن لماذا عِشتي تلك اللحظات مع أولئك الأشخاص إن كنتِ لا تُريدين تذكرها ؟
ارد عليها وقد أرهقني التعب :
- لأنني لم أكن أعلم أنكم تفعلون كل ذلك، لم أكن أعلم، لو كنتً أعلم لما أدخلْتُ نفسي في معمعةٍ كهذه ، لا أخرج منها خاسرة خائبةً ، أحمل خيباتي المتراكِمة فوق ظهري.
﴿عّـزيـزه؛عبدالقادِر❈.
#ذكريات_خالدة ٢٠١٦
#الخطاطة : خلود
-| https://twitter.com/Kholoud_MQ?s=08|.
#عمائم_ادبية