تعرضت الامة العراقية لشتى صنوف الاستغلال والظلم في عهد الاحتلال العثماني ثم عهد الاحتلال الانكليزي , وقام الانكليز السراق بتشكيل حكومة جل اعضاءها اصولهم غير عراقية , تعمل بطريقة غير مباشرة لتحقيق المصالح والاهداف البريطانية في العراق , اذ كان الساسة المحسوبون على العراق والهوية العراقية زورا وكذبا ؛ مجرد دمى بيد المحتل الانكليزي .
ونظرا للخدمات الكبيرة التي قدمها العملاء وقدمتها العوائل العميلة للاحتلال البريطاني , قرر الانكليز منح هؤلاء العديد من الامتيازات الباطلة للاستيلاء على الممتلكات العامة والاموال العراقية ؛ فضلا عن النفوذ والسلطة , وساعد هؤلاء الساسة العملاء - وبتوجيه من الانكليز- الاقطاعيين على تملك الاراضي الشاسعة وتسخير الفلاحين للعمل فيها وبأجور منخفضة جدا واحيانا اشبه بالسخرة , بالإضافة الى تشجيع النساء على العمل في دور الدعارة والملاهي الليلية في بغداد وغيرها , واصبح العمل في الدعارة قانونيا ويحظى بموافقات رسمية , والكثير من بيوت الدعارة مرخصة وقتذاك , ولكن تم حظره فيما بعد - اي بعد خراب البصرة - ؛ الا ان ظاهرة الاتجار بالنساء في ميدان الدعارة قد اتسعت وتمددت , وارتبطت بالساسة والمسؤولين , ولم تقتصر على الغجر العراقيين .
واستمرت هذه الظاهرة بالتمدد , واستوطن اصحابها ببعض المناطق السكنية القريبة من المدن والقرى , وحظي هؤلاء بدعم حكومات الفئة الهجينة لاسيما في عهد الحكومات البعثية التكريتية الصدامية , بل وشاع في عهدهم الاسود ممارسة الجنس مع العراقيات من قبل الغرباء - من شذاذ البلدان العربية وغيرهم – الذين جاءوا للعمل او الدراسة في العراق , وبعد ان ازكمت الروائح الكريهة انوف احرار الامة العراقية , ادعى العار صدام ان الكويتيين عيروه برخص سعر العراقيات , وبعد التحجج بهذه الذريعة من قبل اكثر الناس عارا واقلهم غيرة وشرفا , اعلن بدء الحرب لاسترجاع الكويت , و القت الحرب اوزارها , وفرضت امريكا والغرب الحصار على العراق والذي اذل العباد ودمر البلاد ؛ حيث انتشر الجوع والعوز والمرض وسوء التغذية وعم الفقر والبؤس في كل مكان ... , مما اجبر بعض النساء على ممارسة الدعارة داخل العراق وفي الاردن , وشجع طلبة الدول العربية على اغراء الطالبات بالأموال لممارسة الجنس معهن ؛ بسبب فرق قيمة العملة , اذ انحدرت قيمة الدينار انحدارا غير مسبوق , وبعد توسع هذه الظاهرة , وتذمر ابناء الامة العراقية منها وسخطهم عليها وعلى الحكومات الفاسدة التي فسحت المجال امام القوادين وسماسرة الاتجار بالبشر و وفرت لهم الحماية , بل وصل الامر برأس النظام وابناءه وازلامه وزبانيته بارتكاب هذه المخالفات القانونية والانتهاكات اللاإنسانية , ولعل جرائم وفضائح الكسيح العار عدي في هذا المجال اشهر من نار على علم ... ؛ قامت الحكومة الصدامية الدجالة والماكرة وبحجة الحملة الايمانية ولذر الرماد في العيون , بقطع رؤوس بعض ضحايا هذه الظاهرة , من اجل ارهاب الشعب وزرع مشاعر الرعب في نفوس العراقيين ؛ وليس من اجل الحفاظ على عادات وتقاليد الامة العراقية او بوازع الشرف والغيرة والحمية , فالحكومة البعثية التكريتية الصدامية خالية من الشرف ومكارم الاخلاق , وشاذة بكل ما لهذه الكلمة من معنى , بل لعلها اكثر حكومة في تاريخ العراق المعاصر عملت على افساد المنظومة القيمية والاخلاقية العراقية .
و الاموال والامتيازات التي حصل عليها ابناء الفئة الهجينة وابناء الطائفة السنية الكريمة والاغلبية والامة العراقية من الساسة والمسؤولين والاقطاعيين ورجال الاعمال والتجار ... , في العهدين الملكي والجمهوري ؛ استخدمت في مجال الدعارة والاستغلال الجنسي ورفدت هذه السوق السوداء بالكثير من ضحايا الامة العراقية وغيرهم احيانا , و وفرت الحماية لها .
وبعد سقوط صنم الخزي والعار والدعارة والانحطاط الاخلاقي عام 2003 , ابتدأت صفحة جديدة من صفحات الدعارة والاتجار بالبشر في العراق , ولعلها من اخطر الصفحات السوداء في تاريخ العراق المعاصر , فقد اتفق الجميع وبلا استثناء , وتوحد الاعداء والاصدقاء على الفتك بالعراق والاغلبية والامة العراقية وبمساعدة شذاذ الفئة الهجينة وشراذم الطائفة السنية الكريمة والاغلبية والامة العراقية .
فقد دخلت عصابات الارهاب الخطيرة ومافيات الجريمة المنظمة العالمية بلاد الرافدين , ومارست عمليات خطف النساء العراقيات , مرة بحجة السبايا , واخرى بذريعة جهاد النكاح , وثالثة بسبب الاتجار بالأعضاء البشرية , ورابعة من اجل الاستعباد والاستغلال الجنسي - الرقيق الابيض - , اذ بيعت العراقيات في بعض الدول بمساعدة بعض الانظمة السياسية الحاقدة واجهزة المخابرات المعادية .
بالإضافة الى اتساع شبكات الدعارة العاملة في شمال العراق , والتي ترتبط بعصابات الخطف ومافيات الاتجار بالبشر , وكذلك انتشار دور الدعارة والملاهي و النوادي الليلية , والكوفيات والمقاهي والاندية والفنادق والمطاعم التي يتم استخدام النساء فيها للإغراء الجنسي وممارسة الدعارة بشكل خفي واخرى علني , حتى وصل الامر بالإتجار بالشباب والصبيان وعرضهم في سوق الدعارة كما تعرض بائعات الهوى , اذ انتشرت ظاهرة اللواط بشكل لم يسبق له مثيل , نعم جذور هذه الظاهرة -اللواط - قديمة في بغداد ؛ الا انها الان اتخذت ظاهرة الاتجار بالشباب لاستغلالهم جنسيا , واصبح لهم زبائن من دول خارجية , ويتم التواصل مع هؤلاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها , فضلا عن شبكات الدعارة القوية والمدعومة من قبل بعض العناصر المتنفذة الفاسدة التي تأخذ حصتها من اموال هذه التجارة القذرة .
ومع ارتفاع المستوى المعاشي للعراقيين , وتحسن الاوضاع الاقتصادية , وتمتع المواطن العراقي بالحرية , وظهور رجال اعمال , وتعاظم ثروات البعض , وانتشار الاغنياء في كل مكان , بالإضافة شيوع الموظفين والمسؤولين الفاسدين في الاوساط العراقية ... ؛ مع ملاحظة تفشي الفقر بين بعض الفئات والناس ؛ كثر الطلب على الرقيق الابيض , وشاع الاستغلال والاستعباد الجنسي وشمل كلا الجنسين - البنات والشباب - ؛ وانتشرت حالات الاغتصاب وبيع النساء والشباب من اجل الاستمتاعات الجنسية .
نعم نحن من دعاة الحريات العامة والشخصية وعدم التدخل في شؤون المواطن الخاصة ان كانت لا تتعارض مع القوانين العامة , الا اننا ضد استغلال المواطن واستعباده وهدر كرامته , واستغلال حاجته وظروفه لممارسة الجنس معه , تحت وطأة الحاجة والعوز او الاكراه والتهديد او الاغراء المخالف للقوانين ؛ وعليه لابد على الحكومة العراقية من تشريع قوانين تمنع استغلال المواطنين جنسيا , ومراقبة الاماكن التي ذكرناها انفا وغيرها , ورصد المخالفات القانونية وانتهاك حقوق الانسان فيها ومحاسبة المقصرين والجناة .
واما بخصوص اثرياء العراق والمسؤولين والموظفين الفاسدين ومن لف لفهم ؛ نسألهم متى يقلعون عن هذه السلوكيات المنحطة والتصرفات الهابطة , ويوظفون الاموال للنهوض بالوطن والمواطن , والاعلاء من شأن الاغلبية والامة العراقية ...؟!
علما ان اغلب الرساميل العراقية سابقا وحاليا ؛ لم تأت بواسطة العمل المضني والانتاج الصناعي والزراعي , او الابداع والاختراع العلمي , او عن طريق الانشطة التجارية والجهود والمشاريع الاقتصادية الشخصية النظيفة ؛ بل جاءت عن طريق النفوذ والسلطة والامتيازات وأكل المال بالباطل , والانشطة المشبوهة , ونهب الثروات وسرقة الخيرات الوطنية , والرشاوى والفساد والمحسوبيات والارتباط بالجهات المعادية ... الخ .