ورد سؤال على تويتر منذ ايام بهذا النص هل لديك فكرة عن (عدل الله)
هل الله عادل ؟ فان كان عادلا فما كل هذا الظلم الذي نراه او التناقض فيما نسمعه من العدالة وما نراه من امر الواقع.
تساؤل صعب حقيقة
ساضع ما اعي..
اولا. لدي قناعة ان كل انسان عاقل على الارض لديه تصور ومفهوم خاص جدا عن الخالق والرب...حتى اولائك المنكرون الجاد منهم واللعوب..
ثانيا. وجودنا الذي نحن جزء لا يتجزأ منه قائم ومهندس على التناقضات...والعقل الانساني والفكر اسثناء خاص جدا وقائم على مبدأ عدم التناقض.
فلن يميز العقل الانساني الليل ويعرفه مالم يضع له حدودا وتعريفا يميزه عن النهار..ولن يعرف الشر مالم يضع تعريفا للخير مثلا...لن يعرف الذكر اذا لم يعرف الانثى..
اذا اراد العقل الانساني اسقاط ذلك عن المطلقات..
واراد اسقاط نسبية تعاريفة على مطلقها فانه يقع في مازق...
الحقيقة المطلقة...
الحقيقة المطلقة لا توجد الا في خارج الوعي الانساني..اما ماهو داخل في وعي الانسان فهو نسبي فقط...
لنعطي مثلا لتوضيح هذا الكلام..هناك شخص يقف مبتسما خلف جبل يبعد عنا الف كيلو متر...
هذه حقيقة مطلقة وانا هنا لا اعلم شيئا عنها وهي خارج وعي تماما ولم اتواصل معها..
ربما استخدم تكنولوجيا الاقمار الصناعية مثلا فالتقط صورة للانسان بتكلنولجيا متقدمة..الان بدأ البيانات تدخل الى عقلي لتحليلها فتظهر الحقيقة وتتلاشي الحقيقة المطلقة...
سابدا بالتحليل لهدم التناقضات جميعها التي وردت لادراكي..
هو مبتسم..لا ربنا فقط يبدو كمبتسم ..ربما يكون يحاول ان يكون كمبتسم..هل هذا رجل ام هل هذه انثى اهو ابيض اهو اسود هل هذا انسان ام هو مجسم ...
من مدخل عدم التناقضات ومن مدخل التساؤلات ينطلق الفكر الانساني باحثا في هذا الوجود...
في طريق بحثة وحين ارتقت معرفته رويدا رويدا اخذ يسن التشريعات واخدت المجتمعات في التكون واخذ المنافسة تشتدت وصنع الانسان الاسلحة واحرق ودمر وهدم وبنى وسلب ونهب واصيب ومرض ونشر السموم والافات ومن ثم بحث عن الدواء والعلاج ثم بحث عن الرفاهية...
في الصورة الكبيرة اعطي الانسان الكثير من العطايا ليرتع ويستمتع بها ويصنع جنة الحياة تساوى فيها الجميع...وتنافس فيها الجميع وطغى فيها القوي على الضعيف...لماذا نستغرب فالبقاء للاقوى قانون وجودي صارم اتيح لكل من هم ف هذا الوجود ...
لكن فقط هذا الانسان العاقل...ولما امتاز به من هبه الادراك والتفاعل والعقلانية...
طغى بعضه على بعض...ومن باب العدالة...ارسلت التشريعات الربانية..ومن باب العدالة...ترك للانسان حرية الاختيار...وجرا فيها ومعها انظمة الوجود...فان ساد الظلم...اكل الظالمون بعضهم بعضا في نهاية المطاف..
هذا هو ظلما وهذا هو تعريفنا للظلم تعريف نسبي..
لنأتي للخلاصة...ان معرفة الخالق وعدله ورحمته..كلها من ضمن المجردات والمطلقات اذا اردنا اسقاط فهمنا النسبي على مطلقها نقع في مأزق فادراكنا محدود ومعرفتنا محدودة...
الجواب نعم ارى ان الله عادل...وهنا غذى عقل الانسان بامتداد خارج هذا الوجود..حيث يقتص فيها من الظالمين ان لم يستطع المظلون استنطاق هنا بين الاحياء الدنيوين..
هنا يرتاح فكر الانسان ويسكن لنوع من طمأنية الحياة انه اذا ظلم من انسان ولم ينصف من انسان اخر منصف
فان هناك عدالة مطلقة ستقتص له.
والله اعلم
حسني