ان العبيد والدونية والبعثية في بلادي يعيشون (( متلازمة ستوكهولم  أو ستوكهولم سندروم )) وترمز هذه المتلازمة في علم النفس  إلى المجاميع البشرية التي تعيش حياتها معجبة بمن يضطهدونها ويُضيقون عليها الخناق ، ويسلبونها حريتها ، ويعاملونها بتعالٍ واستهتار... ؛  فتلك ظاهرة مَرَضية استوجبت التحليل والمعالجة ، إذ كيف يحظى الظالم بموالاة  المظلومين , والجلاد بمحبة ضحاياه ؟ ومن أين تنشأ مثل هذه المشاعر الخاطئة والشاذة ؟!

والظاهر ان دونية العهد الجديد مصابون بهذه المتلازمة , اذ لم يكتف هؤلاء الجبناء والعملاء بتعطيل المواد القانونية التي تخص مجرمي البعث وعناصره ومحبيه , بل عطلوا هيئة المسالة والعدالة , وضلوا ضلالا بعيدًا ؛ بتعيين البعثيين والصداميين والطائفيين والارهابيين في دوائر الحكومة العراقية , بما فيها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي , وقد ذكر لي بعض الاساتذة ان الكلام عن البعث وجرائم صدام في اروقة الجامعات والكليات محرم , فالكل يتحاشى الخوض في جرائم ومجازر النظام البائد بحق الاغلبية والامة العراقية , بحجة الابتعاد عن الطائفية , بل راح البعض يترحم على صدام وزبانية النظام الدموي , بذريعة ان الميت يستحق الرحمة , حتى وصل الامر ببعض الطلبة برفع صور السفاح صدام في اروقة الجامعات واثناء حفلات التخرج , ففي كلية الرافدين / قسم تقنيات المختبرات المرضية ؛ ظهرت احدى الطالبات واثناء اقامة حفلة التخرج , وهي ترتدي قبعة وقد وضعت فوقها صورة المجرم صدام . 

 إن الاستهزاء بمشاعر الضحايا وملايين العراقيين ؛ والاستهتار  بتضحياتهم ودماءهم ودموعهم واهاتهم ؛ من خلال الاشادة بالبعث السافل وصدام المجرم ؛  جريمة مدانة لا تبررها دعوى الحرية والتعبير عن الرأي او التسامح او التراخي في تطبيق القانون , اذ ان الاشادة بالظالم تعني الاساءة للمظلوم  ؛ و الإساءة أيا كانت صورها وطريقتها تشكل استفزازا خطيرا  للأغلبية والامة العراقية ؛ لذا فمن الواجب على  العراقيين الاصلاء وشرفاء وغيارى الامة العراقية أن تكون لهم كلمة وفعل حقيقي في وضع حد لمثل هذه الانتهاكات والاستفزازات التي بدأت تنشط وتأخذ أبعادا مختلفة... ؛ ونرجوا من وزير التعليم العالي متابعة الامر واحالة المخالفين الى التحقيق . 

والعجيب ان الحكومة العراقية قد تعتقل الناشط الفلاني او الصحفي الكذائي لمجرد تصريح قد يتعارض مع سياسات البعض او يسيء لبعض الساسة ؛ بينما تغض الطرف عن الانشطة البعثية في وسائل الاعلام ودوائر الدولة ؛ بل ان بعض الدونية  وبكل أسف ، يعمل على شرعنتها وتأييدها , واحتضان البعثيين والصداميين وايوائهم وتوفير الحماية لهم ...!! .