جائني السؤال التالي على حسابي على ASKfm :https://ask.fm/Alghazimh
ولما طال الجواب عنه كثيرًا عن حجم الإجابة المسموح به في الآسك ، قررت تحويله لمقالة ، ونشره هنا. 
السؤال يقول :
 "تخيل الحياه بدون اسلام؟ كانت هتبقي حياه اوروبيه بحته نضيفه مكانش في قتل وإرهاب وتعدد زوجات وحجاب وضرب زوجه ومكنش كل واحد خلفله ٥علي الأقل فكان هيبقي سهل تلاقي فرصه عمل ومكنش هيبقى في الزحمه دى كلها ولا كان هيبقى في نزاع إسرائيلي عربي وكل الناس بتحب وتقدس الحياه بدل ماحنا ماستحقرينها كده." أ.هـ

فأقول بسم الله الحق المبين :

(1) 
في تأسيس الحجة. 
ــ
 دعنا نتفق أنه ما من مشكلة في أن يكون الإسلام هو الدين الحق ، حتى لو كان فيه كل ما ذكرت ، لأن كثيرًا من الناس يهرب عند النقاش من أدلة "صحة" الإسلام ، إلى تشغيبات لا طائل منها ، مثل المذكور أعلاه ، فحتى لو كان الإسلام فيه ما فيه ، فإن هذه القضية تظل بمعزل عن قضيتنا الأصلية وهي : هل الإسلام دين الله حقًا أم لا؟ 
 وبافتراض جدلي : لو توصلنا في يوم ما بأدلة قاطعة ، أن دينًا يأمر أتباعه فور دخولهم فيهم بإحراق نفسهم بالنار نجاة لهم من الدنيا ، وتخليدًا لهم في الآخرة ، لما كان هذا طاعنًا في أنه دين صحيح من حيث الدليل نفسه ، يعني في النهاية : الأدلة الموصلة لصحة دين ما ، بمعزل عن الاحكام الداخلة في هذا الدين من الأساس ، فلا حجة فيما ذكرتَ على أن الإسلام ليس الدين الحق ، إطلاقًا ، وبالتالي : فهذا سؤالك قد انهار من أوله! ، لأنه ما من تلازم بين أحكام دين ما ، وبين كون أدلة صحته صحيحة أو باطلة. 
 هذًا أولًا..

(2)
خطوتان فقط [عن مجد الرجل الأبيض] 
ــ
بالطبع .. بالطبع .. طبعًا ، وما مثل الحياة الأوروبية النظيفة الرائعة الخالية من الإرهاب تلك!
 لكن .. هلّا عدنا لأوروبا خطوتين فقط .. فقط مجرد خطوتين يستطيع أي طالب إعدادية مبتديء أن يعودهما معنا ، لنتذكر كيف قامت النهضة الأوروبية.. 
ماذا مثلًا عن إمبراطورية العالم القديم ، الأقوى عسكريا واقتصاديًا ، بريطانيا العظمى! 
للأسف ، الحياة الأوروبية لم تكن نظيفة في تلك الفترة تقريبًا.. 
 لأن بريطانيا العظمى ، كانت بلدة عادية مثل بلدان الله كلها ، حتى ظهرت موجة استعمارية أوروبية ، فماذا كان رد فعل الحياة الأوروبية النظيفة؟ 
 لقد احتلت بريطانيا - حاول أن تحضر عدادك الشخصي لو صعب عليك الحصر = احتلت بريطانيا : الهند - أستراليا - الخليج العربي - اليمن - فلسطين - الأردن - العراق - مصر - السودان - الصومال - المغرب - ماليزيا - كوت ديفوار - غانا - غينيا - جنوب أفريقيا وما بينهما من دول حوض النيل!
 لكني أعترف .. لقد كان احتلالًا رحيمًا لا إرهاب فيه ، مصر مثلًا كمثال ، كانت في قمة الرخاء ، والغنى ، ولم تكن ثرواتها تنهب أبدًا ، ولا يتم فرض الاحتلال ثم الوصاية ثم الحماية ، لأنه بالطبع كان إرهابًا رحيمًا ، يقتل فقط مئات الآلاف ، فقط. 
دعونا ننتبه للإرهاب الحقيقي الذي يقتل المئات فقط من فضلكم ، هذا هو الإرهاب. 
 آه .. نسيت أن أخبرك ، لقد كان الإنجليز ، من كثرة رحمتهم بالناس ، وقلة إرهابهم ، يسرقون الأفارقة من على ساحل البحر ، ويبعونهم في سوق النخاسة .. ياللإرهاب الرحيم! 
 وكدت أنسى : هؤلاء الرحماء ، أعدموا من قاومهم - يا لوقاحة هؤلاء المقاومين - رميًا بالرصاص ، كما أخبروك في الإعدادية.. 
 وطبعًا ، لن يفاجئك الأمر لو أخبرتك أن سبب إحتلال الهند وتعذيب أهلها وتشغيلهم كعبيد بالسخرة ، كان لغرض واحد رئيس : "تجارة البهارات" ، لم تخطيء .. تجارة البهارات ، الفلفل الأسود والأحمر وهذه الأشياء ، كانت سببًا لإحتلال بلدة كاملة! 
لماذا؟ 
لأنه إرهاب رحيم طبعًا .. ليس كهذا الإرهاب المتوحش. 
 إنها الحياة الأوروبية البحتة النظيفة!

أما مثلًا فرنسا أم الحريّات ، فيكفينا مثلًا أن نعلم قائد الحملات الفرنسية ، كان اسمه نابليون بونابرت ، كم كان رحيمًا!! 
 كم كان! ، يحكى أنه قد أسلم ولذا صار رحيمًا - عفوًا عفوًا ، لو أسلم لصار إرهابيًا ، أعتذر - وقد قرر أنه يجب أن يحتل باقي البلدان طبعًا ، لأن الوطن العربي وطن إرهابي وقد جاء ليخلصه من أولئك الأشرار ، فاحتل جيبوتي ، ومصر وسوريا ولبنان ، ولكنه للاسف قد ابتلى بأوروبي رحيم آخر .. ستالين ، رمز النبالة والفروسية .. دعنا نتكلم عنه في وقت لاحق! 
 المهم ، أن من بعده لم يعجبهم هذا الصيد الغث مقارنة بصيد الجارة الحنونة جدًا بريطانيا ، فقرروا احتلال الجزائر ، وتونس والمغرب ، وإن شاء الله ماحد حوّش! 
وطبعًا أنت تعرف ما لقب الجزائر؟ ، إنها بلد المليون شهيد؟ 
تدري من ذبح هؤلاء المليون؟ 
الفرنسيون الرحماء .. ياللإرهاب الرحيم! 
 طبعًا لعلك سمعت الجدل الدائر في الانتخابات الفرنسية الأخيرة عن هل هذه جريمة أم أنها مفخرة للشعب الفرنسي ، أو لم تسمع ، لا يهم ، فمن يعرف شيئًا مثلك عن الحياة الأوروبية البحتة النظيفة!

أما مثلًا ألمانيا ، فاسم "هتلر" يكفي ، كان رجلًا حريصًا ، يخشى الولوغ في الدماء تمامًا ، كما تخشى أنت الكلام فيما لا تعلم ، بالضبط! ، لدرجة أنه أقام محرقة .. (نقطة)

أما البرتغال ، فقد اتجهت للمحيط الأزرق الهادئ عن صراعات الشرق وثرواته ، واتجهت لأمريكا الجنوبية .. طبعًا تعرف البرازيل .. كانت مستعمرة برتغالية ، لماذا؟ 
لجلب : الذهب - العبيد - بعض الثمار اللذيذة للسادة. 
 ما هذه الرحمة الرقيقة؟

أما أسبانيا .. فتلك قصة أخرى.. طبعًا تعرف الأرجنيتن .. كانت .. لن تنتهي القصص هكذا!..

استالين وحده ، قتل 60 مليون إنسان ، رقم قياسي في الرحمة والحياة الأوروبية النظيفة!

المهم أن كل هذه الدول شديدة الرحمة ، شديدة المحبة للناس ، التي تتبنى الحياة الأوروبية النظيفة الخالية من القتل والإرهاب .. 
قررت أن العالم الضعيف لا يكفيها ، فقررت أن تقيم حربًا عرفت فيما بعد باسم "الحرب العالمية" 
طبعًا كانت حربًا على المعايير الأوروبية ، 7 نجوم ، لا قتل ولا إرهاب ، تلك إدعاءات خرقاء. 
لقد قتل فيها فقط 16.000.0000 (ستة عشر مليون إنسان) فقط! ، ليس هذا قتلًا ولا إرهابًا ،، دعونا نركز على المتوحشين قاتلي المئات! 
أما الجرحى فكانوا 20.000.0000 ( عشرين مليون إنسان) ، ياللإرهاب الرحيم!

ثم لم يعجبهم استقرار أوضاع العالم بعد الحرب العالمية الأولى ، فقاموا بحرب أخرى على الطراز الأوروبي البحت النظيف ، قتل فيها فقط 62.000.000 (اثنان وستون مليون إنسان!) ، فقط! 
 هذه الحرب بالمناسبة هي التي شهدت ولادة القوى العظمى الأمريكية ، بقصف هيروشيما وناكازاجي بقنتبلين نووتين! 
هل هذا إرهاب وقتل بالله عليكم؟! 
 إنها الرحمة المتجردة .. القيمة المطلقة لحب الإنسانية ، الحياة الأوروبية البحتة النظيفة .. تمامًا!

(3)
خطوة واحدة ، بالأحمر والأزرق [عن مجد الرجل الأبيض مرة أخرى]
ــ 
الرحمة الرقراقة تلك لم تتوقف ، فما زالت الحياة الأوروبية البحتة النظيفة تطل علينا! 
 عند الأحمر والأزرق ، علم أشهر وأقوى وأفضل وأنظف دولة في العالم ، إنها أم الحريات ، والحقوق ، والحياة الأوروبية البحتة النظيفة : ماما أمريكا! 
هل سمعت عن الصرح النظيف؟ 
 البريطانيون ذهبوا لأمريكا ، ليجدوا المواطنين الأصليين المعروفين تاريخيًا بالهنود الحمر ، فيقرروا ، من باب "الحياة الأوروبية النظيفة" أن يقتلوهم جميعًا ، إبادة جماعية ، حملة نظافة بمعنى أصح .. 
 لدرجة أنهم من رحمتهم كانوا يخرجون في رحلات صيد ، ليس لصيد الجواميس ،بل الهنود الحمر ، فإذا أشبع الرجل الأبيض النظيف نفسه من القتل ، عاد لبيته فخورًا ، بالحياة الأوروبية النظيفة التي لا يتخللها أي نوع من قتل أو إرهاب ، إطلاقًا .. بتاتًا ... أبدًا! 
ولما انتهوا من الهنود الحمر ، لم يحبوا أن يتركوا لونًا آخر أيضًا ، فاستعبدوا السود .. 
لأن الحياة الأوروبية النظيفة حياة بيضاء ، ناصعة البياض طبعًا.. 
ثم تعنصروا ضدهم ، وحتى اليوم ، يعاني السود الامريكيون من اضطهاد عرقي يومي ، أو شبه يومي. 
 لماذا؟ ، لأن الحياة الأوروبية النظيفة التي لا تحتوي على : قتل ، أو إرهاب ، أو خدش لقلامة ظفر بريء ، اقتضت ذلك! 
 طبعًا ، وياللإرهاب الرحيم! جدًا!

(4)
الخطوة الأخيرة [عن حروب القرن العشرين والحادي والعشرين]
 لقد أثقلت عليك بذكر الحياة الأوروبية البحتة النظيفة التي خلت طوال الدهر من قتل وإرهاب ، أدري ذلك تمامًا ، لكن من يستثقل ذكر النظافة ، من يكرة معرفة الحياة "البحتة" ووجه مبحوتيتها وتفضيلها للعالمين! 
طبعًا ، القرن العشرين ، والقرن الحادي والعشرين زاخر بالحياة الأوروبية البحتة النظيفة. 
فمثلًا : من أكبر مصنع للأسلحة المدمرة وأسلحة الدمار الشامل؟ 
هل هي مثلًا أفغانستان؟ ، داعش الإرهابيون القتلة - أخطر إرهابيّ الأرض-؟ 
كلا : إنها الولايات المتحدة الأمريكية. 
من شن حرب فيتنام؟ 
للأسف ، ليست طالبان ، إنها الولايات المتحدة الأمريكية! 
من مثلًا دمّر العراق وقتل قرابة 2 مليون مدني؟ ، مثلًا يعني. 
إنها الولايات المتحدة الأمريكية. 
من مثلًا مثلًا ، ارتكب المذابح في البوسنة والهرسك؟ 
إنها روسيا. 
من يقصف سوريا؟ 
إنها روسيا. 
طبعًا حياة أوروبية نظيفة ، جدًا ، خالية من القتل ، والإرهاب .. وظاهرة المبحوتية ، تمامًا! 
 تجري الأمور كالتالي : بع الأسلحة لمجموعة من المتمردين الجهلة المستعلنين باسم الدين ، ثم إذا نشروا الذعر ، اذهب وبع الأسلحة أيضًا للدول التي تزعم أنها تحاربهم ، ويا للبيزنيس الأمريكي! ، ويالكثرة المغفلين! 
(منذ عدة أيام عقد دونالد ترامب واحدة من أكبر صفقات بيع االسلاح في العالم ، بمبلغ 450 مليار دولار!) 
 طبعًا ، حياة أوروبية نظيفة خالية من أي قتل ومن أي إرهاب ..

كدت أنسى .. ليس هذا هو كل شيء ، هل سمعت عن الاغتيال الاقتصادي من قبل؟ 
 في كتابه "الاغتيال الاقتصادي للأمم" يشرح "جون بركنز" كيف تجبر الولايات المتحدة حكومات بعض الدول ، على الاقتراض منها ، واستئجار شركاتها معًا ، فيعطونهم الدين من هنا ، ويقبضونه بالأخرى ويبقى مبلغ الدين كاملًا ، ليملوا سياسات أمريكا الاقتصادية على من شائوا ، وكيف اغتالوا - اغتيالًا حقيقيًا - الزعماء الوطنيين الذين رفضوا مثل هذا. 
 هل تعرف أن سبب الحرب على العراق في نهاية الأمر ، كان هو هذا السبب : رفض السياسات الأمريكية الاقتصادية!
 طبعًا ، حياة أوروبية نظيفة بحتة ، ليس فيها قتل ، ولا إرهاب ، ولا مس لشعر الرأس لأي أحد ، كائنًا من كان! ، وياللإرهاب الرحيم!!

(5)
عن المرأة ، وتشييء المرأة ، وتسليع المراة. 
ــــ
 دعنا من الكولونيالية وما بعد الكولونيالية والإمبريالية وكل صيغ الحروب البائسة ، فما من أحدٍ يستطيع أن يضاهي الحياة الأوروبية البحتة المبحوتة النظيفة فيه! ، هم الأسياد في مجال النظافة! 
 ولا أدري كيف نسمح لأنفسنا بكل هذا الحرمان من الحياة الأوروبية النظيفة تمامًا ، وبالذات عندما يتعلق الأمر بالمرأة.. 
الدرة المصونة ، والجوهرة المكنونة ... عفوًا عفوًا .. اندمجت قليلًا.. 
 أقول : كيف نسمح لأنفسنا بمثل هذه الحياة التي ليس فيها من التعامل الأوروبي النظيف مع المرأة شيء! ، أين الإتيكيت ، وتمكين المرأة ، وحقوق المرأة؟
هل تعلم مثلًا أنه في أمريكا وحدها ، فقط في أمريكا ، اعترف 577% من الرجال أنهم قد خانوا شريكتهم بشكل مباشر ، إما عاطفيًا أو جنسيًا ، وبلغت نسبة النساء 54% لنفس الأمر! 
 لننعم بتعدد العشيقات والحياة الزوجية النظيفة! ، أما تعدد الزوجات فلا وألف لا! ، هل تريدنا أن نترك الحياة الأوروبية النظيفة؟!
في الولايات المتحدة نفسها أيضًا ، ولد في العام 2015 : 230.0000 طفل لأمهات "مراهقات" ، أي من سن 15-18! ، هؤلاء الذين أفلتوا من قبضة الإجهاض ، أما عدد حالات الحمل فبلغ : مليون حالة! ، سنويًا! 
في بريطانيا مثلًا : واحدة من كل 10 مراهقات ، تحمل مرة على الأقل. 
 طبعًا ، الحياة الأوروبية البحتة النظيفة التي ليس فيها تعدد زوجات ، لكن فيها أمهات مراهقات وأبناء سفاح .. وياللنظافة البحتة!

أما مظهر النظافة الآخر : التحرش والاغتصاب ، فتلك مسألة أوروبية نظيفة بحتة جدًا! ، جدًا! 
 تصوّر أن النيويورك تايمز ، وهي جريدة إسلامية بالطبع ، تهدف لتشويه الحياة الأوروبية البحتة النظيفة! قد نشرت أن 25% من النساء الأمريكيات في الجامعات قد تعرضن للاغتصاب على الأقل ، وأغلب الاغتصابات كانت من شخص مقرّب! ، بينما في كل 98 ثانية - قرأتها صحيحة - هناك حالة اغتصاب طبعًا ، وفقًا لمنظمة RAINN حياة نظيفة تمامًا ، ليس فيها تعدد الزوجات وأشياء قبيحة من هذا القبيل! 
 يحيا الاغتصاب النظيف!

طبعًا لا أعرف إن كنت تذكر ذلك الفيديو الرائع الجميل ، الذي قام بنشره ثلاثة من الأوروبيين النظيفيين تمامًا ، فيديو "بث مباشر" لاغتصابهم صديقتهم ، أمام الجمهور! ، من أجل نشر الحياة الأوروبية النظيفة على العالمين! 
 تبشير رائع بالنظافة الاوروبية البحتة!

ومظهر آخر للنظافة: 
الموديلز ، ونجمات الشباك ، والبورن استارز.. 
 أي نعم ، إنهم يحترمون المرأة تمامًا ، مثلًا ، الولايات المتحدة هي أكبر منتج في العالم للأفلام الإباحية ، والصور الإباحية والمحتوى الإباحي على ظهر الكوكب المسالم هذا ، لماذا؟ ، لأنهم يحترمون المرأة تمامًا ، وليس عندهم هذا الشيء المسمّى بالحجاب! ، طبعًا ، حجاب؟! ، ياللهول!
 دع النظافة تنتشر من فضلك!

دعنا نبع الأجساد ، ونتعرى ، ونعامل المرأة كأداة للمتعة ، ونعامل جسدها كشاشة عرض مبهرة ، ونبرز مفاتنها باسم التحرر ، دعنا نجعلها تبيع كل شيء ، من أول المنظفات ومعجون الأسنان ، حتى السيارات والطيارات، تلك هي النظافة الحقة! ، النظافة الأوروبية البحتة! 
 أما الحجاب! ، تريد أن تمنع المرأة من أن تعرض جسدها للجميع؟ ، وأن يكون لها زوج ومحارم؟ ، وهكذا أشياء؟ 
يا عدو النظافة!
 ومظهر آخر للنظافة.. لا ، هذا يكفي.

(6) 
حجّة البليد [عن السكّان وفرص العمل والرخاء الاقتصادي]
طبعًا ، الكثافة السكّانية هي مشكلة إسلامية ، أمر معروف لأي مثقف يحترم نفسه طبعًا! 
 فمثلًا ، إذا قال بول سامويلسون - الاقتصادي الحائز على نوبل - : "الحقيقة أن علماء الاقتصاد الذين درسوا التنمية وجدوا أنه لا بد من وضع محرك التقدم الاقتصادي على العجلات الأربع ذاتها ، بغض النظر عن مدى غنى أو فقر هذه البلد - لاحظ الأفكار الإسلامية الخبيثة التي تسويّ بين الغني والفقير - وهذه العجلات الأربع هي : المورد البشري ( توفر العمالة - التعليم - الانضباط - الحافز) ، والموارد الطبيعية (الأرض والمعادن والوقود ونوعية البيئة) ، والتكوين الرأسمالي (الآلات والمصانع والطرق) ، والتكنولوجيا (العلم ، والهندسة ، والإدارة ، والمجازفة الرأسمالية)" 
 طبعًا هنا يعتبر بول سامويلسون العنصر البشري إذا ما توفر له التعليم والانضباط والحافز ، واحدًا من أهم عجلات التنمية الأساسية.. لأنه بالطبع تعلّم هذا الكلام من ابن تيمية ، وليس لأنه يهودي الديانة ، رأسمالي الهوى ، وانظر إلى جزمه بالكلام ، طبعًا لأنه أصلًا كان يعمل بائعًا للبطيخ في سوق الجمعة الأمريكي ، وليس له علاقة بالاقتصاد والعمالة وهذا الكلام ، طبعًا!
 وبالطبع ، فإن دولة عملاقة مثل الصين ، يقطنها المليار ونصف مليار إنسان ، قد تكاثر بهذا الكمّ الهائل لأنه أصلًا مجتمع إسلامي ، تلك مشكلته الرئيسة..

طبعًا لو نظرنا إلى تعدادات سكّان العالم ، فإن كل الدول الأوروبية النظيفة البحتة تحتل مركزًا متقدمًا في تعداد السكّان ، وكثافة السكّان (عدد السكان منسوبًا للمساحة المتاحة لهم) ، بل إن القارة الأوروبية نفسها ، هي نفسها ، واحدة من أكثر أماكن العالم ازدحامًا بالسكان. 
فأمريكا مثلًا تمتلك عدد سكان أكبر من أكبر دولة في العالم الإسلامي بقرابة 4 أضعاف! 
وتمتلك كثافة سكانية أكبر بكثير من أغلب دول العالم الإسلامي!
 طبعًا لو أردنا التعمّق قليلًا وبتخصص أكثر ، فنستطيع القول أن مدرسة شيكاغو والسير ميلتون فريدمان هم في الحقيقة مسلمون متنكرون! ، تخيّل أنهم يقولون أن علاج الاقتصاد في انتشار البطالة وارتفاع التضخم؟ 
 تخيّل ، يبدوا أنهم قرأوها في "كتب التراث الإسلامي"! النيوليبرالية أصلًا اختراع إسلامي ، أشهد على ذلك بنفسي ، وبالمصادر والدلائل! - طبعًا -

ثم ماذا؟ ماذا عن البطالة العالمية؟ 
 طبعًا نحن سبب كل هذه الأزمات كما يعلم أي متخصص يحترم نفسه وتخرج من المعهد العالي للدراسة الفينومونولوجية لظاهرة لعب البلي. ، لماذا؟ 
 لأننا أولًا كان عندنا الكساد الكبير ، ونحن السبب فيه ، والذي تسبب في بطالة أكلت العالم كله ، لأن بريطانيا لم تظبط "البهارات" التي أخذتها من الهند كما أسلفنا ، وانهارت التجارة ، طبعًا بريطانيا حينها كانت تدين بالإسلام كما تقول المصادر التاريخية الموثوقة التي يعرفها أي مثقف يحترم نفسه تخرّج من المعهد العالي لفنون الطبخ الأنطولوجي.. تلك هي الحقيقة. 
أما مثلًا أزمة 20088 ، فهي بسبب أن الناس قرروا أن الإسلام دين صالح لكل زمان ومكان وليس بسبب مثلًا أن السوق الأمريكي كان يتاجر في هواء في إناء اسمه الفقاعة العقارية ، تلك كانت مشكلة إسلامية خالصة سببهاا الرئيس الحافظ ابن حجر ، أنا أقول لك هذا الكلام محققًا من مصادره التاريخية الموثّقة!

لو أردنا التعمق أكثر ، فإن النظام النقدي الربوي ، الذي بين ليلة وضحاها يمكن أن تفقد ممتلكاتك ربع قيمتها أو نصف قيمتها باسم "رفع سعر الفائدة" أو "خفضه" طبعًا هذا أيضًا نظام إسلامي ، والإشاعات المغرضة التي تقول أنه اختراع يهودي في الأصل ، إنما هي إشاعات أطلقها اليهود أنفسهم على أنفسهم لأنهم منصفون ولا يقبلون اتهام الإسلام بمثل هذه التهم الظلامية! ، أي نعم! 
 وهذا الذي دفع اللورد جون مينارد كينز - واضع النظرية الاقتصادية الكينزية ومؤسس الاقتصاد الكلّي - ليقول : " سيكون من الأسوأ في عالم فقير زيادة نسبة البطالة ، بدلًا من إحباط أصحاب الدخول الربوية " !! 
 طبعًا معروف أن كينز كان مجرد شيف شاورما عند أبو مازن السوري ، ومسألة أنه اقتصادي تلك ، مسألة مشكوك فيها لدى كثير من المصادر التاريخية ، التي تقع في مكتبة نفس المعهد المذكور أعلاه! 
 والعلاقة بين البطالة وبين النظام الربوي ، هي علاقة استقاها من كتب التراث أيضًا ، وعلى ذلك أدلة كثيرة ، يعرفها أي مثقف يحترم نفسه!
 وطبعًا ، التخطيط العمراني المدني ، الذي يسمح بتكدس عدد هائل من السكان داخل مساحة محدودة هو أيضًا اختراع إسلامي ، جاء مع الاحتلال الإنجليزي - أقصد الفتح الإنجليزي - لمصر ، لهذا السبب تحديدًا أصبحت الطرق مزدحمة!

عالم أوروبي نظيف حقًا ، يصدر لنا مشكلاته الاقتصادية ، وبطالته ، وتضخمه ، وكل شيء ، ثم لا يلقون باللائمة إلا على السكّان! 
 ياللنظافة!

(7) 
عن النزّاع العربي الإسرائيلي. 
ـــ
 طبعًا يا سادة هذه نكتة الموسم ، ما هذه الوحشية المفرطة؟ ، ما الذي يدفع عربًا عزلًا أن يدافعوا عن أنفسهم أمام النظافة الاوروبية البحتة المتمثلة في الصهيونية؟ 
كيف يجرؤون؟ ، يا إلهي! 
كيف تقاوم الفتح الإسرائيلي النظيف أيها الأحمق المسلم أنت؟ 
استمتع يا حبيبي بالنظافة الأوروبية! ، استمتع ، فلم يبق كثير مخلصين لهذه النظافة مثل اليهود! 
 النظافة الأوروبية الأصلية ، صاحبة الإبادات الجماعية والأسلحة المدمرة وقصف المدنيين ، إنها لحظة pure تمامًا ، استمتع! 
أيها العربي الإرهابي الأبله! 
 لا تقاوم النظافة!

(8)
يحبّون الحياة! 
ـــ
 طبعًا ، كل الناس في الغرب يقدسون الحياة ويحترمونها ، فبغض النظر عن مسألة الحروب المعاصرة وغير المعاصرة وكل هذه الإبادات. 
 فإنه وعلى المستوى الفردي ، ووفقًا لأحدث إحصائيات منظمة الصحة العالمية ، أصدرت قائمة بأعلى الدول في معدلات الانتحار على مستوى العالم لعام 2015 
تخيل كم دولة إسلامية في المائة الأولى؟ 
الإجابة : صفر .. صفر دولة! 
رغم الفقر والدمار والاضطرابات السياسة والحروب .. إلخ. 
كم دولة من الحياة الأوروبية النظيفة إذًا؟ 
خذ عندك ، في أول 500 ، تظهر : بولندا - السويد - المجر - بلجيكا - اليابان (أيقونة الحضارة) - فنلندا (أفضل نظام تعليمي وأفضل مستويات المعيشة)! - الولايات المتحدة الأمريكية! (لا بد طبعًا ، ماما أمريكا لابد أن تظهر) 
فإذا زدنا 50 أخرى؟ 
تظهر في المقدمة : فرنسا ، ثم كرواتيا - أيسلندا - النمسا - التشيك - كندا.. 
ثم أخيرًا ، أخيرًا ، تظهر أول دولتين عربيتين في القائمة : اليمن والسودان!! 
كم هو رائع هذا الإقبال المحموم على الحياة من البلاد الأوروبية النظيفة! 
 وياله من حب وتقديس!

(9) 
ظلمات [عن الحياة بلا إسلام حقًا]
ــ
هل بعد كل هذا ، الحياة بلا إسلام جميلة حقًا؟ 
أين تجد يا مسكين مثل رب العالمين؟ ، الذي يقبلك ما تبت وأنبت ، ويغفر لك ما دعوته!
أين تجد في حياتك أن كل حركة وسكنة وهمسة في حياتك تكون مأجورًا عليها؟ 
 أين تجد مثل القرآن؟ ، مثل حلاوة القرآن؟ ، مثل روعة أن تشعر أنك عبد لله ، ولله فقط ، فتعتز بهذا نفسك ويسمو معدنك! ، فلا تحمل في رقبتك عبادة أو تذلل لقسيس أو كاهن؟ 
أين لك مثل جوابات القرآن عن الله ، والحياة ، والبشرية؟ 
أين أنت من النور؟
هل تألمت من قبل؟ ، أين أنت من أن لك بكل "شوكة" تشاكها أجرًا او انحطاط خطيئة؟ 
أين أنت من الحقيقة؟ ، والأخلاق؟ ، والأمانة؟ ، والعلم؟ ، والخشية؟ ، وإنسان التقوى؟ 
 أين أنت من رب يقول كل ليلة : هل من تائب فأتوب عليه؟ ، هل من مستغفر فأغفر له؟ ، هل من داع فأجيبه؟ 
هل مثل هذا الرب يكفر به؟ 
 الحياة بلا إسلام حقًا حياة مظلمة! ، ليس فيها إجابات عنّا وعن من نحن ، ولا عن مصيرنا وإلى أين نحن ذاهبون؟ 
ليس فيها "لا فضل لعربي على أعجمي ، إلا بالتقوى!" 
 "أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ"
 ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور!

(10) 
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين ، وأتمّ علينا النعمة ، وجعلنا مسلمين! 
 اللهم لك صُمتْ!