نقرأ بين الحين والآخر مقالات تتحدث عن الجاليات التي تعيش بيننا تتذمر منها وتطالب برحيلهم .. وذلك بسبب عدم التزامهم بنظام الدولة وتقاليد المجتمع وكثرة جرائمهم وتقوقعهم في ثقافات فرعية معزولة وفي مناطق محددة ..

لكن لنفرق اولاً بين امرين:

الأول وهم المخالفين لنظام الاقامة والعمل الذين تسللوا اما عبر الحدود او تخلفهم بعد اداء مناسك الحج والعمره فهؤلاء يجب أن تطبق بحقهم العقوبات الدوليه في حال المتسللين حيث تعتبر هذه جريمة اعتداء على امن قومي وطني والاخرى جريمة تجاوز المدة المقرره نظاماً حسب التأشيره الممنوحه..

الثاني: وهم الذين ولدوا على ارض الوطن لم يعرفوا وطن غيره ويتحدثون لغتنا وليس لهم دول معلومة بوثائق ثابته فهؤلاء اياً كان سبب وجودهم فقد اصبحوا نسيجاً من مجتمعنا يؤثرون بنا ونؤثر بهم ويحتاجون خدمات مثلنا ..

ونحن امام امرين لاثالث لهما ، اما ان نستوعبهم ونصدر لهم وثائق سعوديه لهم مالنا وعليهم ماعلينا ويحلون بدل العماله الاجنبيه التي استنزفتنا حيث لو منحناهم حقوقهم كامله لاصبحوا اعضاء منتجين وفاعلين ولاصبح وجودهم ضرورياً لتشكيل مجتمع متنوع الثقافات منسجم التكوين مترابط الانساق..

والحل الاخر ان نعمل على اقصائهم وعزلهم ولا نمنحهم اي حقوق لا في التعليم ولا العمل ولا المواطنه ولا الوثائق فمن الطبيعي ان يتجهوا باتجاه طرق لا توافق انظمتنا ويتحايلون عليها لنيل شيء من الحياه فاهداف الانسان ان لم يستطع تحقيقها بالسبل والطرق النظاميه التي يكفلها له المجتمع والا اتجه لطرق غير نظاميه وسبل ملتويه لتحقيقها..

كل المجتمعات المتقدمه تستوعب الهجرات اليها وخصوصا الكفاءات منها لانها تؤمن بالحقوق الانسانيه وان المهاجر اما ان يكون مفيدا او ضاراً فقط ولنا الخيار..

الكاتب : اخصائي اجتماعي عبدالله الشريف