•يقول المروزي إذا زاره أحد وللجليس إذا طال جلوسه: تغديت اليوم؟ فإذا قال نعم، قال: لو لا أنك تغديت لغديتك بغداء طيب. وإذا قال لا ، قال: لو كنت تغديت لسقيتك خمسة أقداح.
•قال ثمامة: لم أرى الديك في أي بلدة إلا وهو لافظ - يعني يأخذ الحبه بمنقاره ثم يلفظها قدام الدجاجة - إلا ديكة مرو فإني رأيت ديكة مرو تسلب الدجاج ما في مناقيرها من الحب. فعلمت أن بخلهم شئ في طبع البلاد وفي جواهر الماء، ومن ثم عمّ جميع حيواناتهم.
•قال أحمد بن رشيد:كنت عند شيخ من أهل مرو وصبي له صغير يلعب من يديه فقلت للصبي - إما ممازحاً أو ممتحناً - أطعمني من خبزكم. قال الصبي: لا تريده، هو مرّ. فقلت: أسقني من مائكم. قال الصبي: لا تريده، هو مالح. فقلت : هات من كذا وكذا. فقال : لا تريده، هو كذا وكذا. إلى أن عددت له أصناف كثيره وكلها كان يبغضها لي، فضحك أبوه وقال: ما ذنبناً؟ هذا من علّمه ما تسمع؟ -يعني أن البخل طبع فيهم و في أعراقهم وطينتهم-.
•وقيل عن أهل مرو أنه كان أناس فيهم يلبسوا الخفاف في ستة أشهر، وكانوا أول ثلاثة أشهر يمشون على صدور أقدامهم، وفي الثلاث الأشهر الأخرى يمشون على أعقاب أرجلهم فيكون كأنهم لم يلبسوا الخفاف إلا في ثلاث أشهر حتى لا تتلف.
•رفع يحيى بن عبدالله رغيفاً من أخوانه بيده و وزنه ثم قال: يظنون أن خبزي صغار! أي ابن زانية يأكل من هذا الخبز رغيفين؟
•زار أبي جعفر الطرسوي قوماً فأكرموه وطيبوع وجعلوا على شاربه طيب فحكته شفته العليا فأدخل أصبعه فحكها من باطن الشفه مخافة أن تأخذ أصبعه من الطيب شيئاً إذا حكها من فوق.
•احتقن عمرو بن يزيد الأسدي بحقنه فيها أدهان فلما حركته بطنه كره أن يأتي الخلاء فتذهب تلك الأدهان، فكان يجلس في الطست - إناء - ويقول : صفّوا هذا فإنه يصلح للسراج.
•أكل أعرابي مع أبي الأسود الدؤلي و كان يأكل بشراهه فتعجب منه أبي الأسود فقال له ما أسمك؟ قال: لقمان. فرد عليه أبي الأسود: صدق أهلك، أنت لقمان.
المرجع: كتاب البخلاء - الجاحظ.