5 _ زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بخديجة وحديث بنيان الكعبة
وكان في مكة إمرأة نسيبة شريفة فاضلة إسمها”” خديجة بنت خويلد”” وكانت هذه المرأة ذات نسب شريف وذات مال كثير وكانت تُرسِل أمولها على أيدي التجار إلى البلاد للبيع والشراء كانت تاجرة وفي تلك الفترة سألت غلاما لها إسمه”” مَيْسَرَة”” من تعرف للذهاب بالمال للبيع والشراء فإذا بميسرة يُخبِرها عن رجل إسمه محمد إبن عبد الله يُسَمَى في مكة وخديجة تسمع به يُسمى الصادق الامين أشار عليها بمحمد فأرسلت ميسرة إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم يستشيره في الذهاب بمال خديجة للبيع والشراء في الشام فرضي النبي بهذا وقبل بعرضها على أن تكون له نسبة في البيع والشراء فهو حاله كحال غيره وكانت قريش تعمل بالتجارة ومعروفة في القبائل أنها ذات تجارة أخذ الصادق الامين محمد إبن عبد الله عليه الصلاة والسلام أموال خديجة ومعه ميسرة وسار جهة الشام في الطريق كان ميسرة يستغرب منه تظهر علامة على رسول الله إلى الان لم يُعرف لم يُبعث لكن هناك علامة غربية ميسرة يراقبه مالذي يحصل ما الذي يجري كان في الطريق إذا إشتد الحر الغمام يتبعه فإذا توقف توقف الغمام معه في بعض الروايات ميسرة كان يقول ليس ذاك بغمام إنما هي ملائكة تضلله بأجنحتها من هذا الرجل الذي تتبعه الملائكة تضلله من الشمس الحارة بل وصل إلى قرب الشام في مكان وكانت هناك شجرة فنزل النبي تحتها يستضل بضلها وكان عند الشجرة دير مكان للعبادة فيه راهب خرج الراهب من الدير فأخذ ينظر إلى هذه العير التي وصلت وإلى هذه القافلة التي وصلت فلاحظ أمرا غريبا لاحظ هذا الراهب أن هذه الشجرة نزل تحتها رجل فأخذ الراهب يرقبه ويلاحظه ويدقق النظر فيه وينظر إلى هذه العير وإلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم لما تأكد جاء إلى ميسرة وعلم أن ميسرة صاحب لهذا المال غلام لسيدة هذا المال فسأل ميسرة قال من هذا الرجل قال إنه محمد إبن عبد الله إبن عبد المطلب قريشي هاشمي من أهل الحرم فقال الراهب لميسرة قال ماشأن هذا الرجل قال لاشيء جاء يبيع بالتجارة ويشتري فقال الراهب والله مانزل تحت هذه الشجرة إلا نبي من الانبياء كأن الراهب بدأ الان يُبشر ويستبشر بأن هذا سيكون نبي من الانبياء هذا مكان ماينزل فيه إلى الانبياء تقدير من الله جل وعلا والراهب عنده علم من الكتاب ميسرة بعد أن انتهت التجارة وربح النبي ربحا كبيرا ليس كالعادة رجع بالتجارة والقافلة إلى خديجة وأعطاها أموالها فجاء ميسرة يُخبر خديجة بالذي رأى وبالذي سمع قال والله رأيته يمشي والغمام أو الملائكة تظلله تقف إذا وقف وتمشي إذا مشى وأخبرها بخبر الراهب هنا وقع شيء في قلب خديجة من إعظام محمد وإعطائه منزلته
لما سمعت خديجة رضي الله عنها بأخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصِفاته تلك الاخلاق التي إنتشرت بين الناس فهو الصادق الامين وأخبرها ميسرة بما رأى أحبت خديجة أن تتزوج من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الان مابُعِث لكنها سيدة النساء هي أشرف إمرأة في مكة هي أعظمهن خلقا بل هي سيدة نساء العالمين إنها خديجة أرسلت إلى رسول الله أنني لقرابة منك فهي تجتمع برسول الله بأحد اجدادها ولعلم بأخلاقك وثقتك بين قومك فإنني أرغب بالزواج منك مباشرة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أعمامه يستشيرهم إلى حمزة إلى أبي طالب إلى غيرهم من أعمامه جلس معهم فرحبوا بالفكرة فمن من الناس يرغب عن خديجة بل كان سادة قريش وأشراف قريش يتمنون الزواج منها هي الان تعرض نفسها على رسول الله فرحب أعمامه وذهب معه عمه حمزة إبن عبد المطلب وكان شريفا في قومه سيدا من سادتهم ذهب إلى والد خديجة “” خُوَّيْلِدْ إبن أسد””وجلس عنده يخطب خديجة لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فوافق والدها مباشرة من يرد محمدا سيد الناس بل سيد الخلق أجمعين فإذا بالخطوبة تتم وإذا بالزواج يتفق الطرفان على مهر قدره عشرين بكرة من الابل فيصدقها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعشرين بكرة من الابل وصارت وليمة وزفافا ما أحلاه من زفاف وزواج ما أعظمه من زواج يتزوج فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم سيد الخلق من سيدة نساء العالمين فعاش معها أحلى حياة وأجمل حياة بل ما تزوج عليها حتى ماتت وكان يحبها حبا عظيما ولدت له كل أولاده إلا إبراهيم فقد جاء للنبي من مارية القبطية أنجبت له “القاسم”وكان يُكنى بأبي القاسم بأبيه وأمي عليه الصلاة والسلام “أنجبت له بعد القاسم “الطيب”الطاهر” ثلاثة من الذكور ومن الاناث رقية”و”زينب”وأم كلثوم”وفاطمة ” فسبعة أولاد أنجبت له خديجة أم أولاده أما أولاده الذكور حتى إبراهيم من مارية كلهم ماتوا صغار قبل البعثة أما البنات فقد بقين حتى البعثة وأسلمن وهاجرن معه ومتن جميعا قبله إلا فاطمة الزهراء سيدة النساء بقية بعد وفاته بشهور ثم توفيت أولاده من خديجة حياته أجمل حياة أكرمها وأحسن إليها وأكرمته وأحسنت إليه كان يعيش معها أسعد لحظات عمره بسبب أنها أحب الناس إليه خديجة التي ضحت بنفسها ومالها من أجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أثناء حياتها مع رسول الله تعجبت خديجة فهذا الانسان له أمور غريبة فابلإضافة إلى ماذكر ميسرة من رحلته وما ذكره الراهب في رحلته بل إن خديجة رأت من رسول الله خلقا عظيما لاكخلق الناس وأمور غريبة لاتحصل لاحد الناس فذهبت مباشرة إلى إبن عم لها “”ورقة إبن نوفل “”الذي بقي على التوحيد وتعلم علم الكتاب فقصت عليه القصص وأخبرته بالخبر فقال ورقة قال يا خديجة والله إنني أظن أن محمدا سيكون نبي هذه الامة إنني أعلم أن هذا هو زمان يخرج فيه نبي وهذا زمانه وإني لاظنه محمدا وإني لاظنه محمدا فَصُرَتْ خديجة بهذا واستبشرت بهذا الخبر
حديث بُنيان الكعبة
لما بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الخامسة والثلاثين من العمر لم تكن الكعبة كحالنا في هذه الأيام كانت أقصر من هذا بكثير بل لم تكن أصلا مسقوفة هذه الكعبة وكان في الكعبة بئر فيه كنز الكعبة هذا البئر كان فيه كنز ثمين لا يقترب منه أحد من الناس ولأن الكعبة غير مسقوفة ولأن إرتفاعها كان قصيرا حصل في ذلك الزمان وعمر نبينا خمس وثلاثين سنة أن أتى نفر على حين غفلة من أهل مكة وتصوروا الجدار وسرقوا كنز الكعبة وأصبح الناس في الصباح أصابهم الهم والغم كيف يُسرق كنز الكعبة ونحن سَدَنَتُهَا ونحن حُمَاتُها كيف يحصل هذا فقرر أهل مكة أن يُعيدوا بناء الكعبة بناءا أحسن من هذا حتى لايعتدي أحد عليها لكن كيف يصنعون هذا قدر الرب عز وجل في ذلك الزمان أن تغرق سفينة في البحر لتاجر من أهل الروم فتُلْقِي الشواطئ هذا الخشب خشب السفينة إلى شاطئ البحر فإذا بهم يجمعون الخشب ويأتون به وماذا نصنع بهذا الخشب كان هناك رجل قِبْطْيٌ يعيش في مكة يصنع بالبناء ويعمل بالنجارة وكان يعمل في مهنته عملا يُجيده فاتفقوا معه أن يُعينهم على بناء الكعبة فوافق الرجل الخشب موجود والرجل البناء موجود لكنهم مع هذا هابوا فقد كان في الكعبة كل يوم تخرج منها حية يظن أهل مكة أنها تحرس الكعبة وكان كلما أراد أحد أن يقترب منها صَغَرَتْ فَاهَا وفتحت فاهَا وكان أهل مكة يَهَابونَهَا فلم يستطيعوا أن يقتربوا من الكعبة وهذه الحية فيها فأرسل الرب عز وجل في ذلك الزمان طائرا فإذا به يأتي طائر غريب منظره غريب يأتي من السماء فإذا به يأخذ الحية ويذهب بها فعلمت قريش وعلم أهل مكة أن الرب عز وجل يُسهل لهم الامر لاعادة بناء الكعبة لكنهم إتفقوا على أمر فجاء سيد من سداتهم وقال يامعشر قريش تعلمون أن هذا بيت الله الذي بناه إبراهيم هذا بيت الله فإذا أردتم بنائه فلا تُدْخِلُوا في بنائه إلا كَسْباً طيبا لا تدخل فيه مهر بغي ولا بيع ربآ ولا مظلمة لأحد فأخذوا يجمعون المال الطيب لكن المال الطيب لايكفي حتى لبناء الكعبة فقد كثر فيهم الحرام وجاء اليوم المحدد لهدم الكعبة وإعادة بنائها من يجرأ من يجرأ على أن يهدم حجرا من هذه الكعبة فقام ” الوليد إبن المُغِيرة” ورفع المِعول ودعا ربه وقال والناس ينظرون الكل خائف من يعتدي على الكعبة من يجرأ على هذا فقال الوليد” اللَّهُمَ لَمْ تَرَعْ اللَّهُمَ إنَّكَ تَعْلَم أنَّنَا لَمْ نريد إلا الخير” ثم رفع المِعول وأخذ يضرب في الكعبة من جهة الرُّكنين وأخذ يضرب في الكعبة فهدم جزأ منها ولم يقترب أحد من الناس الناس ينظرون إلى الوليد ما الذي سيحصل له فإذا به لما أمسى المساء ذهب إلى بيته ولم يمس أحدا منهم الكعبة قالوا ننظر ما الذي يحصل له في اليوم الثاني في اليوم الثاني فإذا بالوليد يخرج لم يُصب بشيء وذهب لإكمال هدم الكعبة فعلم الناس أن الله عز وجل أذِنَ لهم بِهَذا فأكملوا هدم الكعبة حتى وصلوا إلى أساسها وكان أساسها بعيدا فلما وصلوا إلى الأساس وجدوا حجارة خضراء كالسِّنَام مُتراصة بعضها ببعض فقام رجل يريد أن يُفَرِّجَ بين الحجرين فوضع المِعول ولما حرك الاساس فإذا بمكة كلها تهتز فخاف الناس وتراجعوا وتركوا الأساس على حاله وأتموا بناء الكعبة كل قبيلة أخذت جزأ من الكعبة أتموا بناء الكعبة فقصرت بهم النفقة فلم يُكملوا البناء وتركوا جهة الحجر خاليا وهذا بنائها إلى اليوم وكان في الكعبة بابين فإذا بهم يغلقون باباً ويفتحون باباً واحدا ورفعوا البناء قليلا حتى لا يدخله أحد من الناس وسقفوا الكعبة وأحكموا إغلاقها
لما تم بناء البيت ولم يُبنى على قواعد إبراهيم عليه السلام فقد قصرت النفقة وأخرج الحطيم أو الحِجر من البيت وَبُنِيَ بِنَاءً آخر أخذت كل قبيلة نصيبها من بناء البيت لكن بقي أهم شيء في البيت الآن ألى وهو الحجر ذلك الركن الحجر الذي أنزله الله عز وجل أمر بإنزاله من الجنة يُروى أنه كان أبيض لكن سودته خطايا بني آدم هذا الموضع المهم كل قبيلة تنافست أيهم يضع هذا الحجر فقالت كل قبيلة نحن أولى من غيرنا فاختلفوا فيما بينهم كاد الامر أن يزداد والخلاف أن يشتد لولا أن كبيرهم “أبو أمية إبن المغيرة ” وكان أسنهم في ذلك اليوم جلس بينهم وجمع أشراف القبائل فقال لهم إذا إختلفتم فلترضوا بأول داخل عليكم الآن أول رجل يدخل علينا الآن هو الذي يحكم فينا فانتظروا وبعد قليل دخل عليهم أفضل الناس وخير البشر من إنه محمد صلى الله عليه وآله وسلم فلما دخل قال الناس والأشراف هذا الامين رضينا بِحُكْمِهِ هذا الامين ننزل عند حكمه الكل رضي به فقد كان يسمى الصادق الامين في مكة وما حولها فلما دخل النبي صلى الله عليه وآله سلم وعرضوا عليه الخلاف بين القبائل أنظروا إلى حكمته قال إبسطوا لي ثوبا فبسطوا له ثوبا على الارض ثم وضع الحجر على الثوب ثم أمر كل قبيلة أن تأخذ بطرف لهذا الرداء فإذا بكل قبيلة تأخذ طرفا فحملوا الرداء وتوجهوا به إلى الركن فلما وصلوا إلى الركن رضيت القبائل كلها أن يرفع الحجر ويضعه في مكانه من خير الخلق الصادق الامين الذي رضيت الناس لحكمه فأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحجر فوضعه في مكانه فتم بناء بيت الله عز وجل ذلك البناء العظيم الذي قُدِّسَ على مَرِّ التاريخ الذي حُفِظ وجعله الله عز وجل آية من آيآته في الارض { إنَّ أوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ للِنَّاسِ } أول بيت وُضِع للناس لِعِبادة الله جل وعلا هي هذه الكعبة { إنَّ أوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ للِنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ } هدايته ليست فقط لأمة واحدة بل للعالمين جميعا { مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّنَاتٌ} هذا الحجر الاسود المبارك من مسه واستلمه كان حقا أن يكون له شاهدا عند الله يوم القيامة {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتُ مَقَامُ إبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً } هكذا تم بناء بيت الله عز وجل الكعبة المشرفة
في هذه الفترة كان علماء أهل الكتاب كانوا يتدارسون فيما بينهم أن هذا هو زمان خروج نبي من الأنبياء كان الكل مُتفق أن هذا هو زمانه بل كانوا يعرفون أوصافه وجاء في بعض النسخ إسمه بالتحديد فالتوراة على نُسَخِهَا واختلافها والانجيل على إختلاف نسخه فالكل كان يتفق أن هذا هو الزمان الذي وُعِدَتْ بِهِ البشرية بخروج نبي يُنقِذها من الظلام ويُخْرِجُها من الظلام إلى النور بل كان بعض أهل الكتاب يتدارس فيما بينه وبين إخوانه من أهل الكتاب أن هذا النبي سيخرج من بلاد العرب حتى ذُكِرَ في بعض النسخ بعض النصوص التي تدل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم كُتِبَ في بعض نسخ التوراة” أقبل الرب من سيناء وأشرق في سعير وتجلا في جبل “فَرَانْ “سيناء” إشارة إلى موسى عليه السلام “وسعير إشارة إلى عيسى عليه السلام “أما جبل” فَرَانْ” فهو جبل مكة “وهذا كان موجودا في العهد القديم ومطبوع عندهم بل ذُكِر النبي بإسمه في بعض النسخ كنسخة ذكر فيها أن الارض سَتُملأ تحميدا لأحمد وأنه سيملك بيمينه رقاب الأمم كل هذه الكلمات كانت تذكر في نسخ التوراة ونسخ الأنجيل وكان الأحبار والرهبان والقساوسة يتدارسون فيما بينهم خروج النبي وإقتراب زمنه بل إن” سلمان الفارسي” رضي الله عنه كان مجوسيا فصار من إهل الكتاب إنتقل من دين إلى دين وجلس مع العلماء والرهبان والأحبار والقساوسة فأخبروه أن هذا هو زمان خروج النبي فلما سألهم وكيف أعرفه قالوا سيخرج في أرض بين حَرَّتَيْنِ وَذاُتُ نخل وصفوا له المدينة حتى جبال ” سَالِع” جبل عند المدينة فإن هذا الجبل مذكور بإسمه في نسخ التوراة القديمة فمطبوعاتهم ونسخهم ونقلهم ومؤثراتهم كلها كانت تؤكد أن هذا هو زمان خروج النبي حتى اليهود في المدينة كانوا يتوعدون الأوس والخزرج بأن هذا هو زمان خروج نبي وسوف نتبعه ونقاتلكم معه كلها كانت تبشر { وَإذْ قَالَ عِيسَى إبْنُ مَرْيَمَ يابَنِي إسْرَآئِيلَ إنِّي رَسُولُ اللهِ إلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولِ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي إسْمُهُ أحْمَدْ فَلَّمَا جَآءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُواْ هَذاَ سِحْرُ مُّبِينٌ)
6 _ نزول الوحى
____________
إنتشر الشرك بالارض إنتشارا كبيرا فالأصنام التي تُعبَدُ من دون الله والتي يُطاف بها عِبادة لها والذبح الذي كان لغير الله عز وجل ودعاء غير الله جل وعلا والإستعانة بغير الله الشياطين قد إستحكمت في الارض وكذلك إرتفعت إلى السماء هذه الشياطين إتخذت مقاعد في السماء للسمع تسترق السمع من الملائكة فتتعامل مع السحرة والكهنة والعرافين ليكفرالناس بدينهم ويكفروا بربهم جل وعلا هذه أعظم وأفضل مرحلة للشياطين في الارض وكذلك التي إرتفعت في السماء لكن حصل في الارض وفي السماء أمر غريب حكته الشياطين والجن عن نفسها قالت كما حكى الله عنهم { وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا}مالذي حدث السماء تغيرت الكون بدأ يتغير { فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا} إمتلئت الملائكة في السماء تحرسها سيحصل في الارض أمر خطير والارض على موعد لِتَغَيُّرٍ تتغير في البشرية كلها { وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} كنا في السابق نستمع ولا يتعرض لنا شيء إلا القليل لم تكن هذه الحرس بهذه الكثرة ولم تكن بهذه الشدة ولم تُحرس السماء على مَرِّ التاريخ مثل هذه الفترة مالذي يحصل كأن الكون يُعَدُّ لامر عظيم كأن الارض تتجهز لحدث كبير السماء تشتد حراستها والشُهب بدأت ترجم الشياطين في السماء لتمنعها من الوصول إلى السماء { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} الان سترصدكم هذه الشُّهُب سترصدكم الآن وسترميكم هذه السماء التي زُينت بهذه النجوم ستبدأ الان تحرس هذه السماء وبدأت الشياطين تفر من السماء وبدأت تهرب من السماء تتناقل الشياطين بعضها بين بعض مالذي حدث مالذي جرى مالذي سيحصل إنتشرت الشياطين في الارض تبحث ما هذا الحدث الجلل الذي سيحدث في الارض اليوم السماء تغيرت والحراسة إشتدت والشُهب ترمينا من كل مكان إذن سيحصل أمر غريب وسيحصل أمر خطير إنها رحمة الله ستتنزل على البشرية كُلِّها
بدأت تحصل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمورا غريبة منها على سبيل المثال كان ينام النومة فيرى فيها رؤية مثل الحلم لكنها رؤية فإذا قام الصبح رأها كما رأها في المنام تماما وكان الامر غريبا مُستغربا قد يحصل الأمر مرة ومرتين لكن الأمر تتكرر كثيرا مع رسول صلى الله عليه وآله وسلم لِمَ ليتهيأ لأمرعظيم سيرى أمورا أكبر وأعظم من هذا فهذه الرؤية كانت تهيأه صلى الله عليه وآله وسلم وبهذا بدأت المرحلة الأولى في حياة نبينا حياة المُعْجِزَاتْ حياة التَغَيُّرات نوامس الكون ستتغير من أجلك يارسول الله ثم بعدها تغيرت أمور أكثر وأكثر كان أحيانا يُبعد ويعتزل الناس ويذهب بعيدا عنهم لِيقضي حاجة له أو لِغيرها من الامور وكان لِوحده يمشي في الصحراء فيسمع الاحجار تسلم عليه الله اكبر الله اكبر الحجر يسلم عليك يارسول الله الجمادات تعرف قدره عليه الصلاة والسلام الاحجار التي تسبح الله جل وعلا أيضا تعرف حق نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم فتسلم عليه إذا كان الرب عز وجل في السماء يصلي عليه إذا كانت الملائكة في السماء تصلى عليه مابالوا الحجارة لا تسلم على رسول الله يمر بين الاحجار والأحجار تسلم عليه هو خير من يمشي على الثرى هو الذي إصطفاه الرب عز وجل من بين البشر جميعا لم يخلق الله عز وجل بشرا كمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ليس هذا فقط بل كان لايحب الشرك وأهله ولم يكن يرضى أن يرى الناس يفعلون هذه المنكرات وهذه الفواحش وهذه الشركيات فكان يعتزل الناس ويذهب إلى غار يسمى غار “”حيراء”” يجلس فيه الايام والليالي ماذا كان يصنع الله أعلم كان يتعبد ربه عز وجل بتسبيح ربما علمه الرب إياه بتفكر في الخلق ربما أُلْهِمَهُ صلى الله عليه وآله وسلم فقد عاش على الفطرة لم يرتكب فاحشة ولا منكرا ولم يفعل شركا أبدا بل كان يعتزل الشرك وأهله ويجلس في الغار أياما وليالي يختلي بينه وبين ربه عز وجل هكذا كانت بدايات تغير الحياة لرسول الله صلى الله عيله وآله وسلم
كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُحب الخُلوة والإبتعاد عن الشرك وأهله وكان يقضي شهرا كاملا كل عام في غار إسمه غار حيراء يرقى الجبل ويجلس في الغار يتعبد ربه جل وعلا من الذي كان يأتيه بالطعام زوجته خديجة رضي الله عنها كانت تأتيه بالزاد والماء والطعام وأحيانا كان يمر عليه المساكين والفقراء فيعطيهم شيئا من الطعام ماذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الآن مانزل الوحي إلى الان ما بدأت البعثة ليس هناك قرءان يقرأه أو صلاة يصليها لكنه كان يتفكر في خلق الله جل وعلا وكان يذكر الله عز وجل بقلبه { وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}ماذا كان يفعل النبي في هذا الغار هذا سر بينه وبين ربه ما أحلاها من جلسة يختلي فيها العبد بينه وبين الله كل عام شهر كامل يتزود فيها من الإيمان من اليقين بربه جل وعلا وبتوحيده فلم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم طوال حياته يقر الشرك وأهله بل كان يتلذذ بإعتزال الشرك وأهله والجلوس في مكان موحش مظلم لكنه مُضِيئٌ بالتفكر في خلق الله وذكر الله ولوكان بقلبه هكذا كان يقضي النبي أوقاته ويستمر في الجلوس ويتلذذ في هذا المكان في غار حيراء
في إحدى السنوات وعُمْرُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أربعون عاما وكان يتعبد الله عز وجل في ذلك الغار فجأة إذ دخل عليه ورأى شيئا غريبا من جآءه من ورائه فغطاه وظمه ظمة شديدة حتى كاد أن يموت عليه الصلاة والسلام فقال له إقرأ قال ما أنا بقارئ هذه الكلمات هنا أذِنَ الرب عز وجل أن تُرْحَمَ البشرية أذِنَ الرب عز وجل بهذه الكلمة أن يتغير مجرى التاريخ أذن الرب عز وجل أن يرحم خلقه بهذه الكلمة هنا بدأ الوحي ينزل هنا بدأت الرحمات تتنزل إقرأ قال ما أنا بقارئ قال إقرأ قال ما أنا بقارئ وكان النبي خائفا فزعا من هذا الذي دخل علي ماهذا المخلوق الذي جآئني ماهذا الذي يحصل ويقول له إقرأ وما هو بقارئ قال ما أنا بقارئ قال إقرأ قال ما أنا بقارئ فإذا بجبريل عليه السلام الروح الامين يبدأ تلاوة أول
القرءان { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَم الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } سمعها النبي صلى الله عليه وسلم ففزع ما هذا الكلام إنه كلام غريب ليس بشعر وليس بكلام بشر هنا النور نزل في الارض هنا رحمة الله شعت كالنور لِتُغَيِّر تاريخ البشرية كلها هنا نظر الرب عز وجل إلى الارض نظر رحمة { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } الله اكبر يوم أذِن الرب عز وجل أن ينزل الوحي إلى البشر الله اكبر يوم أذن الرب عز وجل أن تُنْقَذَ البشرية من الضلال من وحل الشرك والفساد أن تُرحم البشرية بمحمد صلى الله عليه وسلم الله اكبر يوم أمر الله جبريل أفضل وسيد الملائكة الروح الأمين أن ينزل على سيد خلقه وأفضل خلقه محمد صلى الله عليه وآله وسلم سمع النبي هذه الأيآت فأراد أن يرجع إلى بيت زوجته خديجة فإذا به بالطريق يراه جبريل عليه السلام مرة أخرى ويراه النبي جهاراً يراه النبي له ست مائة جناح يقول كل جناح غطى الأفق فأخبره أنه جبريل أنه الروح الأمين وأنك يامحمد نبي ورسول هذه الأمة { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ } هذه أعظم اللحظات في تاريخ هذه الأمة بل تاريخ البشرية كلها إن الله نظر إلى أهل الارض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب لكن الرب عز وجل الآن أذِن أن يهتدي أولئك الناس الذين إنغمسوا في الشرك ماأحلاها من لحظات وما أسعدها من ساعات يوم يلتقي سيد الملائكة بسيد البشر ولأول مرة يسمعها منه غظة طرية من عند ربه عز وجل قيل أن هذه اللحظات كانت في شهر رمضان وقيل في غيرها من الشهور لكن هنا بدأ الوحي وهنا بدأ القرءان ينزل وهذا أول نزوله سمعه النبي وأسرع قافلا إلى بيت خديجة
أسرع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيت خديجة بعد أن رأى ما رأى فزعا قلقا ما هذا الذي رآه يشتكي لمن إلا خديجة إنها زوجته إنها التي كانت رفيقة دربه فحدثها بما رأى قالت أخبرني يا أبا القاسم ما الذي رأيت ما الذي جرى فقص عليها القصص قص عليه ما رأى وقد كانت بُشِرَّتْ قبل هذا بأنه ربما يكون نبي هذه الامة فلما أخبرها بالخبر قالت أبشر يا أبا القاسم أبشر فإن الله لن يُضيعك إنك تصل الرحم وتُقرِي الضيف وتحمل الكَلْ وتُعِين على نوائب الحق أبشر فإن الله لن يُضَيِّعَكَ ثم قالت له بعد أن هدأ ما رأيك أن نذهب إلى إبن عم لي ورقة بن نوفل رجل كبير بالسن ضرير صار أعمى وكان قد تعلم الانجيل والتوراة وعلم أهل الكتاب رجل عنده علم وقد كان بَشَّرَ خديجة بزمن أن هذا زمان خروج نبي وأرجو أن يكون محمدا كان قد بشرها قبل هذا الآن تذكرت خديجة كلام ورقة إبن نوفل فإذا بها تأخذ زوجها وحبيبها محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن هالَهُ ما رأى وأفزعه ما رأى فذهبت به إلى ورقة فقالت يا إبن عمي إسمع من إبن أخيك إسمع ما يقول قال قل لي ما رأيت يا محمد فإذا بالنبي يُخبره ما رأى في الغار وما حصل له في الغار وهو ذاهب إلى بيت خديجة كل ما رأى بالدقة والتفاصيل فقال له ورقة أبشر يا محمد إنه “”النَّامُوسْ””يعني الْمَلَكْ الذي نزل على موسى هذا نفسه الْمَلَكْ الذي نزل على موسى نزل عليك الآن نزل على من على آخر الانبياء وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وعلى وآله وسلم الان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل هذه الاخبار أخبار ليست بالهينة صحيح أنه مُهَيَّأ ومُؤَهَّلٌ لهذا لكن الخبر عظيم فجأة يُقال له إنك نبي هذه الامة الامر ليس بالسهل ثم قال ورقة وقد كَبِرَ بالسن يآليتني كنت جذعا يآليتني كنت شابا إذ يخرجك قومك لنصرتك نصرا مؤزرا فتعجب النبي ماذا إذ يخرجك قومك ولِمَ يخرجوني أنا الصادق الامين أنا سيد الناس أنا إبن أسيادهم وسادتهم لِمَ يخرجوني قومي ماذا فعلت لهم فقال له ورقة يهيئه لهذا الامر قال ماجاء أحد بمثل ماجئت به وقد قرأ ورقة علم أهل الكتاب وقصص الأنبياء يعرف قال ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عُودِي { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ } كل نبي وله عدو من المجرمين من الطواغيت من الكفرة {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} من الذي ينصر الانبياء والرسل إلا الله عز وجل إي إطمئن يامحمد سينصرك الرب جل وعلا { { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} تلقى النبي الخبر هذا الذي رأيت ليس شيئا من الجن وليس رِاْياً من الشيطان وليست تهيئات ولا أحلام يا محمد إعلم أنك من اليوم نبي هذه الامة الخبر ثقيل والامانة ثقيلة والامر ليس بالهين يفاجئ الانسان ويُخْبَرُ بأنه نبي لهذ الامة وأن الذي سمعه وحي من ربه جل وعلا خديجة أرادت أن تتأكد أن هذا الامر مَلَكْ من الملائكة في يوم من الايام سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم زوجها ألى زال الذي يأتيك تراه قال نعم أرآه قالت إن رأيته فأخبرني فجاء جبريل إلى النبي وهو جالس عند خديجة قال جآئني فقالت له إجلس عن يساري جلس قال لازلت أرآه إجلس عن يميني قال لازلت أرآه إجلس بين يدي قال لازلت أرآه قالت بعد أن نزعت خمارها قالت أترآه الان قال لا والله لا أرآه قالت أبشر هذا مَلَكٌ وليس بشيطان هذا مَلَكٌ وليس بِشيطان من مثل خديجة بعقلها وحكمتها وإيمانها بدأت نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم
كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غار حيراء كعادتة يتعبد ربه عز وجل كما يحكي عن نفسه في إحدى المرات كان راجعا إلى بيته وكان يمشي في الطريق لوحده إذ سمع مُنَادٍ يُنَادِيه أن يامحمد يقول فالتفت عن يميني فلم أرى أحدا ثم إلتفت عن شمالي فلم أرى أحدا نظرت أمامي نظرت من خلفي فلم أرى أحدا سبحان الله في ذلك المكان والنبي لوحده ولا أحد معه وصوت يناديه بإسمه من هذا الذي يناديني فنظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء فوقه فإذا به يرى جبريل عليه السلام بصورته إنه جبريل الذي له سِتُ مائة جناح كل جناح منها يغطي الافق كله إنه جبريل الذي نزل على إبراهيم وموسى وعيسى وزكريآء ويحي وإسماعيل وسائر الانبياء إنه جبريل بنفسه أمين الوحي { ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى } جبريل يُوحي إلى النبي بإذن الله عز وجل ما يريده الله جل وعلا فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأول مرة أسرع إلى بيت خديجة يقول لها”” زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي”” دَثِرُونِي دَثِّرُونِي”” فأنزل الرب عز وجل{ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ وَلَا تَمْنُنتَسْتَكْثِرُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِر}الله جل وعلا سماه المدثر وسماه المزمل على حاله ووصفه بأبيه وأمي صلى الله عليه وآله وسلم تتابع الوحي والوحي للانبياء والرسل على طرق أرادها الرب عز وجل فما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا فالرب لايكلم البشر مباشرة إلا بطرق إما أن يوحي إليهم مثل المنام فرأيا الانبياء كلها حق أو ينفث في روعهم فيوحي بإذنه ما يشاء أو من وراء حِجاب أو يُرسِل رسولا { : وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء} كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستمتع بالوحي الذي يأتي إليه لِمَ كلام الله جل وعلا فكيف لا يتلذد به إستمر الوحي فطرة طويلة من الزمن إستمر الوحي وتتابع الوحي وحمي الوحي حتى جاء فطرة فانقطع الوحي عن رسول الله إنقطع الوحي عن رسول الله أياما وكان النبي صلى الله عليه وسلم فبداية الامر يسمع به الذين حوله بين مصدق ومكذب فجائته إمرأة تستهزئ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم تقول له أين شيطانك الذي ينزل عليك تستهزئ على من تقصد جبريل عليه السلام جبريل الذي بطرف جناحه قلب أمة من الامم جبريل الذي بصيحة واحدة صعق أمة من الامم جبريل إنه سيد الملائكة تصفه هذه المرأة فتقول أين شيطانك ما أرآه إلا قد قلاك يعني هجرك يعني تركك فانتظر النبي يوما ويومين وثلاثا وأربع ينتظر جبريل لكن جبريل عليه السلام مانزل فإذا بالنبي يُصيبه الهم عليه الصلاة والسلام أصابه الهم والغم لأن جبريل مانزل عليه كان يتلذذ بالوحي يأتيه من رب عز وجل فإذا بالقرءان ينزل يُطمئن قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقسم الرب{وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى}ماهجرك الرب عز وجل يامحمد فأنت خير البشر فأنت سيد الانبياء أنت سيد ولد آدم أنت سيد الأولين والآخرين كيف يهجرك الرب عز وجل {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}أي يا محمد سوف يُعطيك الرب عز وجل وما هجرك وما إنقطع الوحي هذه الفترة إلى لحكمة عَلِمَهَا الرب عز وجل وهكذا كان يستمتع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بوحي جبريل إل