حتى الآن لم تحقق حكومة (النتن ياهو)، حكومة التطرف الاصولي (اليهوداوي) على  وزن (الاسلاماوي)، اي نصر سياسي من حربها في غزة ، سوى كل هذا القتل الوحشي الجماعي للفلسطينيين والتدمير العمراني الرهيب لغزة، وهو بلا شك امر يروي ويشفي غليل حقد الصهاينة على العرب في كل مكان سواء داخل اسرائيل او في الغرب، لكن كل هذه الحرب الوحشية - فضلًا عن انها نالت من صورة اسرائيل الاخلاقية بل وحتى العسكرية - هي حرب خاسرة سياسيًا للاسرائيليين وحماتهم، فهي لم ولن تحقق الاهداف المعلنة منها، فالشيء المؤكد أن (النتن ياهو) حاله كحال (بايدن) سيخرج منها خاسرًا سياسيا بكل تأكيد!
 
أملي ان تتمكن مصر، أم العرب، من خلال زيارة قادة حماس وعلى راسهم (هنية) اقناع حماس بالتعاون مع عباس ومنظمة التحرير في تشكيل حكومة موحدة يكون هدفها الوحيد هو استغلال كل هذا ((الزخم العاطفي والاخلاقي والسياسي العالمي)) المتعاطف مع اهل غزة لصالح القضية الفلسطينية، وهو الزخم الذي، بلا شك، احدثته عملية طوفان الاقصى (7 اكتوبر)، حيث بات (حل الدولتين) المقرر دوليًا حديث العالم ، وهو الحل الذي يرفضه معظم الإسرائيليين بشدة، ويجب على العرب القبول به كمحطة مهمة في رحلة النضال العربي والاسلامي والفلسطيني لتحرير فلسطين، وانهاء مشروع الاحتلال والاستيطان متى تغيرت الظروف الدولية وفقدت اسرائيل حماتها الدوليين، فلا شك أن وجود دولة فلسطينية ذات سيادة -  خلال هذه الحقبة من الضعف العربي - هو مكسب سياسي كبير للفلسطينيين والعرب اكثر بكثير ما هو مكسب للاسرائيليين. 
اتمنى ان يكون هناك اتحاد فلسطيني وعربي واسلامي للاستفادة من كل هذا الزخم الدولي الرسمي والشعبي خصوصًا في الغرب لوضع مشروع الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على ارض الواقع، ونقبل بمشروع السلام والهدوء العام في المنطقة ونترك اسرائيل تتآكل في متناقضاتها ومشكلاتها الداخلية العميقة في انتظار انهيارها من الداخل، او فقدانها لحماتها الدوليين في المستقبل، وعندها سيتمكن العرب، بسهولة، من استئصال هذا الورم السرطاني الخبيث الذي زرعه الغربيون وخصوصًا امريكا وبريطانيا وسط الجسم العربي، وتصبح اسرائيل خبرًا بعد عين ويعود من سينجو من اليهود الى اوطانهم الاصلية في مشارق الارض ومغاربها حيث بلدانهم الاصلية قبل ان يغرهم ويغريهم ويجرهم الأوربيون - كحل لعقدة ((المسألة اليهودية)) التي ظلت تعاني منها اوروبا لقرون - بدعوى ان فلسطين هي الوطن الآمن الوحيد لليهود، وهو امر كذبته الحقائق على الارض، فوجود اليهود في فلسطين وسط كل هذا المحيط العربي الاسلامي الناقم عليهم هو فخ اوروبي كبير!!  فالأوربيون لهم مشروعان للخلاص من يهوديهم، الأول (مشروع المانيا/هتلر) الاستئصالي، والثاني (مشروع بريطانيا/بلفور) التهجيري، وكلاهما مشروع غير مشروع، بل مشروع لا انساني خبيث في حق اليهود قبل غيرهم!!
سليم نصر الرقعي