📒 تنويعُ المَنبعِ والمُستَقَى

✒فهد بن خميس العبري

📚يجنح الكثيرون منا إلى القراءة في جانب واحد من جوانب المعرفة، فقد تمر ّ علينا سنة بل سنتان ونحن لا نقرأ إلا في كتب التربية مثلا، كما تجد عديدين أيضا لا يقرؤون إلا لكاتب واحد سنوات عدة، حتى صار هجيراهم وديدنهم.👍

📙فمنهم من لا يقرأ في التفسير إلا للطبري، وآخر لا يقرأ في الأدب إلا للرافعي، وثالث لا يطالع في الفكر إلا للغزالي، وهكذا دواليك، وإن لهذا- مع ما فيه من أفضلية على غيره- مآخذَ وملحوظات- أذكر هنا طَرفا منها: 

1⃣   عدم معرفة وجهات نظر مختلفة ومتعددة في القضية والمسألة: 

👈 مِن ثَمَّ رُوي عن الخليل( لا يعرف الرجلُ خطأَ معلمه حتى يجالس غيره)، فأنّى له أن يعرف صواب ما يأتيه الكاتب وما يذره من وجهات نظر مختلفة، أو ربما مناسبة لزمن ومكان محددين إن كان لا يقرأ إلا له، فيراه المبرزَ عنده، والحقيقَ بالصواب غالبا، والجديرَ بالحقيقة عادة.

❌ وليس معنى كلام الخليل أن يتتبع الإنسان عيوب شيخه بل المقصود: 

✅ أنه بمجالسته غيرَه من أساتذة وغيرهم يعرف خطأ شيخه فيجتنبه، كما أنه لا يلزم بمجالسة غيره هنا اشتراط أن يكون جلوسا بمسجد أو حلقة علم عموما كما هو المعروف- وإن كان هو غالبا مقصد الخليل سابقا- لكنه يتعداه- في زمننا- ليطلق على كل طريق من طرق الإفادة من الآخر والتتلمذ على يديه؛ كأن تكون مراسلة بالبريد الإلكتروني، أو نحوها من طرق التواصل العلمي الحديثة؛ فكم من أناس أفادوا من غيرهم حتى صاروا بمنزلة طلاب لهم في الموضوع المتدارس فيه رغم أنهما لم يلتقيا. 

2⃣   التعصب لرأي واحد وفكرة واحدة : 

إذ تجد القارئ لمختلف الكُتّاب، الدارِسَ للعديد من العقول، المجالِسَ لمتنوّع الأطياف؛ بعيدا عن التعصب غالبا؛ لكونه رأى في أمر معين قولا جديرا بالأخذ غير ما رآه في كتاب فلان، أو أستاذه الآخر، وعكسُه من فعل عكس ذلك من قراءة لعقل واحد، وطيف محدد. 

3⃣   الغلو في الكاتب ومن يأخذ عنه:

 🔴فإنه يرى فيه العالم الأوحد، والأستاذ المتفرد، حتى إذا ما خالط غيره وقرأ له علم أن لدى الأول قصورا بجوانب عدة، وأنه كان غاليا فيه مبالغا؛  فكانت المغالاة في المؤلف الذي لا يفتأ الأخذ منه هي الشجرة التي حجبت الغابة، وهي الأمر الذي حجب أمورا، فبعد مخالطة غيره والأخذ عنه لن تلفيَه لمن يأخذ عنه متعصبا وإن كان مخطئا، ولرأيه منحازا وإن خالف الحجج، ولرأي غيره تاركا ولو كان أقرب للصواب. 

4⃣   لزوم طريقة تفكير معينة، فمن يتابع كاتبا واحدا أو يلزم مصنّفا معينا، تجده ملتزما غالبا بطريقة تفكير محددة، ومهيع استنباط واستنتاج واحد، بل طريقة حكم على الأمور لا تتغير؛ لأنه لم يألف سواها، ولم يطرق سمعه وبصره غيرها. 

📝 لذا كان العبُّ من كتب متنوعة الموضوعات، والارتشافُ من منبع أساتذة متعددين؛ دافعا غالبا للاعتدال في الرأي، والوسطية في الحكم، والاتزان في الأفكار.

●°○•●°○•●°○•●°○•●°•°○

✨البرج .. الحقيقة والثقة↑☝

لتصلك رسائل واتس آب البرج📨 الثقافي أرسل (أشترك)📲 لـ91279992