بمجيء حكومة السوداني استقر الوضع العام نوعاً ما ، وساد الهدوء العراق , وتحركت عجلة البناء والاعمار , وزادت رواتب المتقاعدين وبعض الموظفين , وتم تثبيت العقود , وتحسنت مفردات البطاقة التموينية , وتوسعت رقعة المشمولين برواتب الرعاية الاجتماعية , وانطلقت المشاريع في كل المحافظات والمدن , وشرعت القوانين التي تصب في مصلحة العراق والمواطنين , وسارت العملية السياسية بالتي هي احسن , وحافظت الحكومة على سلامة العراق والعراقيين وسط القلاقل الاقليمية والنيران الملتهبة جهد الامكان , ونأت بنفسها عن مواضع التهلكة ومصارع الهاوية ... الخ ؛ الا ان هذه التطورات والخطوات الايجابية والتي قد تكون هي البداية لمشوار الالف ميل ؛ لا تروق لشراذم الطائفيين والانفصاليين وحمقى الاغلبية المنكوسين والعملاء السلبيين والفاسدين والمخربين والمرتبطين بالدوائر الخارجية والجهات المعادية .
وكالعادة يحاول البعض جاهدا ؛ أن يغطي نواياه السيئة ومخططاته الشيطانية , ويغلفها بالادعاءات الوطنية والشعارات الجهادية , ويصرخ بأعلى صوته مناديا بإحقاق الحق وازهاق الباطل وتحقيق العدالة على طريقة المدينة الفاضلة لأفلاطون او طبقا لمجتمع عصر الظهور الذي يسير فيه الذئب مع الشاة على حب الله ...!! .
والعجيب ان هذه الحملات الشعواء والدعايات الصفراء يقودها اشخاص وتحركها جهات ؛ لا يمتون بأية صلة للقيم والمثل والاخلاق , ولا يأبهون بمصلحة العراق والاغلبية والامة العراقية , وقد اعتدنا على هذه المسرحيات المكشوفة , اذ بين الفينة والاخرى , يقتل شخص ما لأسباب جنائية او سياسية , وقد ينتمي لهذا الفصيل او ذاك او يرتبط بهذه السفارة او تلك , كما يحدث في اغلب دول العالم ؛ والعلة لا تكمن في عملية القتل او شخص المقتول , فوراء الاكمة ما وراءها ؛ فالهدف من هذه الاغتيالات المكشوفة والمعروفة ؛ تهييج الجماهير وتجيّشها كي تنخرط في التظاهرات والاضطرابات والقلاقل والفتن و زعزعة الاوضاع العامة ؛ وتأليب المواطنين على الحكومة والضغط عليها , لإفساح المجال للقوى الدولية الكبرى والمخابرات الخارجية والجهات المشبوهة لإملاء اوامرها على الحكومة الحالية او على الشخصيات الطامعة والتي تعمل على استلاب هذا المنصب بالطرق الملتوية وغير الشرعية .
او أن تقوم الدنيا ولا تقعد من أجل ضرب وكر للموساد في اربيل الانفصالية والتي لا تعترف بالعراق او السيادة والوحدة الوطنية , او خداع المجتمع والرأي العام من خلال اعداد مشاهد مصورة بطريقة هوليودية تظهر فيها بعض العراقيين وهم في حالة يرثى لها , والمبالغة في الادعاءات , او تحجج البعض بشعارات الجهاد والمقاومة الطوباوية والتي قد تتعارض مع الامكانيات الواقعية واراء المرجعيات الدينية في العراق ... الخ ؛ وهذه المسرحيات والادعاءات والشعارات والدعوات وعلى اختلاف اصحابها تتفق في شيء واحد ؛ الا وهو اسقاط الحكومة الوطنية وايقاف عجلة الاعمار وارباك الاوضاع العامة وتعريض العراق والاغلبية والامة العراقية للخطر والاذى والضرر .