-
لأول مرة أمثّل حتى على نفسي ! في الوقت الذي يجب فيه أن أشعر بالإنهيار مازلت صامدة ، رغم عصف الحياة بي ، رغماً عن رغبتي المُلحّة بالبكاء على كتفِ أحدهم لم أبكِ حتى على وسادتي الرمادية ، هل هذه قوة أم هدوءٌ يسبقُ عاصفة ؟ إن تحدثت وقتها لن يُصمتني إلا تلك العَبرة التي ستخنق حنجرتي ، و سيسمع أنيني الكون بأكمله إلا من تسبب بذلك ، ليس لأنه بعيد و ليس لأنه لا يشعر؟! إلا أنه سيفتخر بإنجازه ! فلم يُبكيني و لم يأخذني أحدٌ من نفسي بقدره ، لم أنتظر شي بحجم إنتظاري لقربه ، أثقل قلبي الإنتظار ، في الوقت الذي يجب أن أيأس فيه من قربه ، إلا أنه مازال هناك صوت بعيد يصدر من داخلي بأنه سيأتي ، لا أعلم متى و كيف و لا أين؟ لكن ذلك الصوت يُحييني حتى و إن كان صوتٌ مُزيف خُلِق لأبقى صامدة ! أنا أحتاج هذا الأمل الصغير فقط لأعيش .