لم تفتأ الحكومات المصرية المتعاقبة ومن وراءها الشخصيات المصرية ؛ عن التدخل في الشؤون العراقية بصورة سلبية , والعمل على الاستنقاص من تاريخ وحضارات بلاد الرافدين , وتشويه سمعة العراقيين ؛ فضلا عن دعمهم المنكوس للعصابات القومجية والبعثية المجرمة . 

فقد حرصت مصر على تقزيم العراق وتحديد دوره العربي والاقليمي والتقليل من شأنه , والاساءة اليه بكل الطرق والوسائل المباشرة وغير المباشرة  , فهي وعلى الرغم من عصرها الذهبي ونفوذها الكبير في العراق ؛ اثناء فترة حكم العميل الخائن صدام ؛ تامرت عليه وشاركت الاعداء في شن الحرب على العراق واستهدافه , وساهمت في فرض الحصار الظالم على ابناء الاغلبية والامة العراقية ؛ وقد تواطئ العمال المصريون مع الامريكان في حربهم ضد العراق عام 1991 وفي عام 2003 , وبعدها شاركوا العصابات الارهابية في استهداف العراقيين الاصلاء ؛ فكل مصري في العراق هو عبارة عن جاسوس للمخابرات المصرية  او مجبر على التعاون معها او ارهابي او مخرب  ؛ الا ما رحم ربي .

وكلما طالب احرار الاغلبية وغيارى الامة العراقية ؛ الحكومات الوطنية المنتخبة  باتخاذ مواقف حازمة وقوية تجاه اعداء العراق والتدخلات الخارجية السافرة في الشؤون الداخلية ؛ نفاجئ بقرارات منكوسة ؛  تصب في مصلحة الاعداء والغرباء والاجانب ؛ من قبيل : تخصيص رواتب تقاعدية للعمال المصريين الصداميين , او توقيع عقود عمل واستثمارات مصرية في العراق , او فتح الحدود امام العمالة المصرية ... الخ . 

ومن اخير المكرمات العراقية للمصريين وليس اخرها , احالة مشروع المدينة السكنية ( علي الوردي ) والتي تضم اكثر من 100 الف وحدة سكنية  الى رجل الاعمال المصري  نجيب ساويرس ؛ ويعتبر هذا المشروع الاسكاني الاكبر من نوعه في بغداد ؛ وبحسب بيان صادر عن الشركة المطورة (أورا ديفلوبرز العقارية  )  فإن المشروع يهدف إلى إنشاء مجمع سكني ذكي وصديق للبيئة، ويتضمن وحدات سكنية مختلفة تلبي احتياجات فئات متنوعة من المجتمع، بدءاً من الوحدات الاقتصادية وصولاً إلى الوحدات الفاخرة .

وذكر البعض ان نجيب ساويرس  من الذين استفادوا من سياسات مصر الاقتصاديّة لمُراكمة الثروة، والتهرب الضريبي، مقابل التقرّب من المثقفين بجوائز ترضية... ؛ وشكّل إعلان الكاتب المصري شادي لويس بطرس، تنازله عن جائزة ساويرس الثقافية، صدمة حقيقية طرحت نقاشاً حول الجائزة ومقدّمها وفكرة رعايته الثقافة عموماً... ؛  فبعد دقائق من فوز رواية بطرس “تاريخ موجز للخليقة وشرق القاهرة” بجائزة أفضل عمل روائي- فرع كبار الأدباء، انقسم الرأي العام المصري، بين من يُقّدر دور رجل الأعمال المصري في إثراء الثقافة، وبين من يرى في ساويرس وما يمثله، واحداً من أسباب تردّي واقع البلاد... ؛ وقد  تورط آل ساويرس، على رغم الضرائب الهزيلة المفروضة على رجل الأعمال المصري ساويرس، في عمليات تهرب ضريبي شغلت الرأي العام ؛ . وطالما هاجم الإعلام المصري رجل الاعمال  نجيب ساويرس ومشروعاته... . (1) 

وصرح بعض الاعلاميين المصريين بما يلي  : ((  ينسى الكثيرون أو يتناسوا التاريخ الأسود لعائلة ساويرس مع التهرب الضريبي  بالمليارات منذ عام 2013 واستغلال النفوذ السياسي والمالي للحصول على أراضٍ ومناطق سكنية وإجبار أهلها على الرحيل، لتشييد أبراجه العالية، ما رأيته بعيني في جمعية “حماية البيئة من التلوث” في “حي الزبالين” بمنشأة ناصر لا يُنسى، ويشير إلى أن هذه العائلة التي تتغنى بدعم الفقراء وعمال النظافة لا ترعى سوى مصالحها وثروتها على حساب الأكثر فقراً.   )) 

ولابد من تسجيل عدة نقاط فيما يخص سيرة رجل الاعمال المصري نجيب ساويرس وشركاته  :

  • معروف الرجل بتهربه الضريبي واحتياله على القوانين ؛ فقد طالبت مصلحة الضرائب مجموعة ساويرس الاقتصادية بدفع 12 مليار جنيه ضرائب مستحقة للدولة، لكن ساويرس رفض سداد أي مبلغ، فأقامت مصلحة الضرائب دعوى قضائية تتهمه بالتهرب الضريبي، وإخفاء أرباح بلغت 68 مليار جنيه في صفقة بيع شركة "أوراسكوم"... (3) ؛ وقد ساعدت الحكومة المصرية ساويرس، ضمن خطة الخصخصة بداية التسعينات، ممثلة في هيئة السكة الحديد، بالاستيلاء على أراضي يملكها ورثة شرعيون، سعرها 190 مليون جنيه مصري، في منطقة “إمبابة” على امتداد كورنيش النيل، بحسب ما ورد في صحف آنذاك ... ؛ ومُنحت له بقيمة 28 مليون جنيه، باعتبارها استثماراً وثيق الصلة بالأمن القومي ...!! (4) 
  • له انشطة تجارية مع اسرائيل , واشاد بتعاون الرئيس حسني مبارك مع اسرائيل , وبارك الغزو الامريكي للعراق , وحصل على الجنسية الأميركية، وتوطدت علاقته بالحكومة الأميركية بمشروعات عقارية أغلبها ذي طابع “عسكري”، عبارة عن مهابط للطائرات، ومراكز للجنود وتوزيع الذخيرة، ونقاط لتوزيع الوقود، ومراكز لخدمات الطائرات وصيانتها، وتوسعة مركز القيادة البحرية، في  الكثير من الدول كأفغانستان، البحرين ... (4) 
  • للرجل ارتباطات سياسية مشبوهة  ونشاط سياسي واضح , ففي الثالث من أبريل/نيسان 2011: أعلن ساويرس تأسيس حزب المصريين الأحرار بمرجعية ليبرالية، وخاض الحزب أول انتخابات تشريعية في تاريخه متحالفًا مع حزبي المصري الديمقراطي الاجتماعي والتجمع، في ما عرف بتحالف الكتلة المصرية... , كتوبر/تشرين الأول 2015: شارك حزب ساويرس (المصريين الأحرار) في الانتخابات البرلمانية، وفاز الحزب بـ65 مقعدا من إجمالي عدد المقاعد (555 مقعدا).
  • من وقت إلى آخر يخرج رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس بتصريحات مثيرة للجدل، وتتباين هذه التصريحات بين الفن والسياسة والاقتصاد وأحيانا الدين... ؛ وقد رفعت دعوى قضائية ضد ساويرس تتهمه بازدراء الدين الإسلامي . 
  • طالما تبنى مواقف معادية للشيعة المسلمين بصورة عامة ومنهم الاغلبية العراقية ؛ وقد ادلى بتصريحات معادية للحشد الشعبي العراقي وبارك الضربات الامريكية الغاشمة التي راح ضحيتها العديد من ابناء الامة العراقية ؛ اذ قال في احدى تغريداته : (( لا حاجة .. بقالهم اسبوع بيقولوا هنضرب .. في النهاية ضربوا شوية مباني فاضية بعد ما الكل هرب .. )) وهذا التصريح جاء من سقوط العديد من شهداء الحشد العراقي ؛ و هذا الامر يدل على حقد المدعو نجيب ساويرس وكراهيته للعراقيين الاصلاء , ومساندته للعدوان الامريكي ضد العراق ؛ كما انه معروف بدعمه للكيان الصهيوني  . 
  • هذه المشاريع العملاقة يجب ان تنفذ من شركات عالمية عملاقة ورصينة ونزيهة ؛ ولها انجازات ناجحة في هذه المجالات ؛ كالشركات الصينية او الالمانية او الكورية ؛ لا ان تنفذ من قبل شركة مصرية صاحبها متهم بالفساد والتهرب الضريبي , وله ارتباطات مشبوهة بأعداء العراق والامة العراقية , فضلا عن انه سوف يوظف المشروع لصالح العمالة المصرية ويحرم شباب العراق من العمل في بلادهم ؛ اذ قال في احدى تصريحاته : ((   إحنا مش رايحين نشتغل بره عشان مصر في ضيقة.. لأ، إحنا طول عمرنا عندنا نشاط دولي، فرصة إننا نصدر، ونجيب فرص عمل لأولادنا بره مصر، ويقبضوا بالدولارات ويحولوها لمصر، وإحنا بنحول أرباحنا دائمًا لمصر )) .
  • قيل انه مرتبط بشكل او باخر بشركة عراقنا للاتصالات سابقا , وقد اتهم هو وفريقه بالتجسس والقيام بعدة اعمال ارهابية ؛ وتم اعتقال عناصر مصرية من طاقمه عام 2009 داخل بغداد ؛ كما قيل الا انني لا املك ادلة دامغة عن هذه المعلومات في الوقت الحاضر ؛ وقيل ان احالة المشروع اليه ؛ جاء بضغوط امريكية وغيرها .
  • وعليه يجب على الحكومات العراقية التشدد في احالة المشاريع للمستثمرين الاجانب والغرباء , ومراعاة كافة الشروط والمواصفات المطلوبة والتي تصب في صالح العراق والامة العراقية , وطرد كافة المستثمرين المشبوهين والمنكوسين والفاسدين من الذين يرتبطون بالدوائر الاجنبية المشبوهة والمعادية للأغلبية والامة العراقية , واشراك العمالة الوطنية في كافة المشاريع المزمع تنفيذها  في العراق ؛ والاستفادة السياسية من الصفقات الاقتصادية ؛ فالاقتصاد مقابل الدعم السياسي للأغلبية والامة العراقية والتجربة الديمقراطية والعملية السياسية ... ؛ فأن انطبقت تلك الشروط على نجيب ساويرس وامثاله وخضع للإرادة العراقية فبها ونعمت  ؛ والا فحرمان هؤلاء اولى .

........................................

  • نجيب ساويرس… تاريخ مُختزل للجوائز والتهرّب الضريبي / حسين عطية –
  • عن نجيب ساويرس وامبراطورية النفايات: دعم عاملي النظافة أم تشغيلهم بالسخرة؟ / ريد مطر - صحافية مصرية. 
  • من الدين إلى السياسة والفن.. رجل الأعمال نجيب ساويرس وجدل التصريحات الذي لا ينتهي / 
  • أعطى ساويرس لشخصية بطوط الكارتونية دوراً واقعياً وامتداداً استخباراتياً وبرغماتياً محنّكاً، وورّطه معه في الصفقات، ولوّثه بالسياسة./ محمد رمضان.