الناتج المحلي الخام مصطلح اقتصادي مشهور يمثل مجموع قيمة الخدمات و السلع المنتجة داخل دولة ما. على أساس هذا المعيار يتم ترتيب دول العالم بكبر حجم اقتصاداته و كذلك على أساس نسبة نموه السنوية تعرف مدى سرعة نمو او انكماش الاقتصاد. على صعيد اخر،  المنتوج المعرفي هو البنية التحتية الحتمية لأي نهوض إقتصادي و حضاري.

المنتوج المعرفي يتم قياسه بعدد الكتب، المقالات الجادة، البحوث العلمية، الإختراعات و التحسينات التي يساهم المجتمع في إضافتها إلى المخزون البشري. و بالتالي يسهل التنبؤ بمستقبل البلد الإقتصادي و الحضاري من خلال قياس قيمة منتوجه المعرفي. منتوج الجزائر(و الدول العربية عموماً) المعرفي ينحصر للأسف في بعض المؤلفات الدينية، ترجمات غير جادة لأعمال فكرية غربية منتهية الصلاحية أو بعض الأعمال الروائية الهزيلة.  المتتبع للحوار الفكري المحلي بما في ذلك ما ينقل على الشاشات يلاحظ للأسف أنه ينقل صورة دقيقة لما سردنا آنفاً. الشاشات تعجُ بمناظرات سياسية بعيدة كل البعد عن الموضوعية و الإثراء و هي أقرب إلى الهوشات و تصفية الحسابات. الشطر الثاني يتمثل في الحوار الديني و الذي يرتكز على محورين إثنين، هل هذا حلال أم حرام أو أي الفريقين يحتكر الحقيقة المطلقة بغرض تبيان أن المسلم الأخر من الفرقة الضالة.

هل عقمت نساء المسلمين أن تلدن مثل ابن سينا و الخوارزمي؟

يجب على الدولة أن تتبنى إصلاحاً جوهرياً للمنظومة التربوية يهدف أساسا ً لرفع المنتوج المعرفي كماً و نوعاً. و يجب أن يقاس أي نجاح لهذه المنظومة بمدى تطور و نمو المنتوج المعرفي للدولة و على أساسه يكافئ المسوؤلون عن القطاع.