"أول مرة أشوف فقيه يعمل لايف!" كتبت معلِّقة.
ما نحسبه بديهياً هو عند غيرنا اكتشاف وربما صدمة.
توجد دوائر خالية من التأثير الصالح؛ فحتى لو كان العلماء والدعاة يبثّون الدروس ليل نهار، فستبقى مناطق لا يصلها الخطاب الشرعي، وستبقى فئات من الناس أجنبية عن رسالة الإسلام.
يُلام الجمهور بالطبع على ذلك لأنه لا يبحث عمن يعلّمه دينه، لكن هذا اللوم لا يعفينا من العمل، نحن الذين لسنا علماء ولا متخصصين في العلوم الشرعية، لكن نحسب أن عندنا اهتماما وحرصا على التدين الفردي والجماعي، فدورنا أن نكون سفراء العلماء، حلقة الوصل المفقودة بين حمَلة الخطاب الشرعي وبين الجمهور الذي لا يقضي سهراته تحديدا ينصت لشيوخ معمّمين ذوي لحى وهندام معيّن، فهو يغيّر القناة قبل أن يتكلّموا، لكنه يسمع لزميله في العمل ولمرافقيه في التاكسي ولأصدقائه في المقهى وفي العالم الافتراضي...
إن الجبهة المتنفّذة التي ننتقدها لا تكفّ عن العمل، وتطبق الحصار يوما بعد يوم على امتداد أشعة الهدى، لكن أي دعوة لا يمكن حصارها في نهاية المطاف إلا ذاتيا. نعم الإلهاء يصرف الناس، والتضييق على لقمة العيش يشغل الناس، والبطش يخيف من يفكر في الكلام... لكننا، كما قال حازم، نعتقل ألسنتنا بأكثر مما يعتقلونها لنا.