نحن نعيش بدماء الشهداء .
رحيم الخالدي
الحرية ثمنها غالي جداً، تصل لحد الجود بالنفس! وهو بالتأكيد غاية الجود، وما تواجد الأبطال الملبين لنداء المرجعية إلا دليل واضح، على إطاعة أمر من الأوامر الإلهية، والتضحيات الجسام التي يقدمها هؤلاء الأبطال في سوح المعارك، ليست سوى البداية للبدأ بالمرحلة الثانية من الحياة الأبدية عند رب رحوم، ولا يمكن أن لا يُثاب عليها عند من لا تضيع عنده ودائع، تاركين الدنيا بملذاتها وذاهبين صوب الشهادة، ولا ينالها إلا ذو حظ عظيم .
أصحاب المنصات ولغة التهديد والوعيد إنخرست وذابت! بمجرد أن نزلت الحشود التي توزعت بين الفصائل المجاهدة، المضحية بدمائها وأرواحها، توزعوا بين الأقليم ودول الجوار! وبقي دواعش السياسة الذين يتربصوا الإنتصارات، ليكيلوا لها التهم وفبركة الأخبار الكاذبة! وقصدهم النيل من الحشد والقوات الأمنية التي تحرر المدينة تلو الأخرى، والقرية تتلوها قرية من براثن الإرهاب الداعشي التكفيري، التي سوقتها لنا دول الجوار، بمساعدة وتسليح الشيطان الأكبر، أمريكا وأعوانها .
قبل بدء الفتوى المدوية، التي قلبت موازين المؤامرة المدبرة، في دهاليز الخيانة بأموال النفط الخليجي، ولوجستيك العثماني أردوغان! وصل الإرهاب لحدود بغداد، وكربلاء وبابل، وكاد أن يستولي على أماكن مهمة، لولا لطف الباري، وإن كان وجود أناس شرفاء، سواء داخل العملية السياسية أو خارجها، لكنه إستطاع التوغل، ولكن عند الإنطلاق بالعمليات من الحشد الشعبي المقدس كانت التوقعات غير النتائج، التي جعلت من أمريكا تتدخل بشكل وآخر، وما تواجدهم في الموصل إلا دليل أن إدارة هؤلاء الارهابيين بيدهم، وإن كان هذا لا يحتاج لدليل، وما إعتراف هيلاري كلتنون علناً الذي أسمع مَنْ بِهِ صَمَمُ !.
مشهدٌ يحوي حالتينْ معاً الحزن، والفرح! أيام الزيارة الأربعينية، والمسير على الأقدام لكربلاء "الحسين"، وأنت تشاهد صور الشهداء معلقةٌ في أعمدة الكهرباء، ولا تنفك من النظر لتلك الصور، التي سيطرت على العيون والعقول، وهذا الكم الهائل من الصور، لم يقتصر على الأعمدة بل المواكب ايضاً، كان لها دور في نشر تلك الصور ومدى التضحيات، والبعض منها كان مكتوب بجانبها العمر، والسيرة الجهادية، وتاريخ الإنظمام والإستشهاد معاً، أقول هل وفينا الشهداء حقهم؟ والكلام موجه للدائرة المعنية بحقوقهم، أو بالأحرى حقوق عوائلهم، وأراملهم، وأبنائهم اليتامى .
مؤكد هنالك تقصير تجاه هذه العوائل، إذ ينشر بعض الأخوة عبر وسائل الإتصال اللإجتماعي، عوز وحاجة تلك العوائل، التي توزعت وتنوعت حالاتهم، بين فاقة السكن والعوز المادي والمعاشي، لأنهم أصلاً فقراء، لكنهم أغنياء بكبريائهم! وشانت عليهم الغيرة ترك بلدهم نهباً للإرهاب، فلبوا الدعوة وإنخرطوا للقتال، ونالوا الشهادة لوحدهم، وبقت عوائلهم، تأن تحت الحالة التي لا يتمناها أي فرد منّا، وهذه إشارة لذوي الإختصاص لأخذ دورهم الحكومي أولا، والإنساني ثانياً، والبحث عن العوائل المنسية، التي لم يصل اليها أحد! ولا ننتظر الأخبار عبر شبكات التواصل .
أيها العراقيون الشرفاء، الشهداء الذين سقطوا في المعارك، وهم يقارعون أقوى وأعتى إرهاب جائت به الأفكار الصهيونية العالمية، بمساندة أمريكا وحلفائها، وأموال الخليج المغدق ليخربوا بلدنا، ينتظرون منكم إنصافهم، عبر الوقوف مع عوائلهم ومساعدتها، مقابل الصمت والشلل من الدوائر المعنية، سوى المنظمات الخيرية التي لا تسد أبسط المقومات، وإن كانت مشكورة بسعيها، لكنها لا تفي حق الدماء والأرواح، ولا أريد أن أذكركم، أنكم اليوم تعيشون بفضل دمائهم الزكية الطاهرة، التي حمتكم وحمت أرضكم وأعراضكم .