الحمد لله المنعمِ المتفضّل .. وبعد :
حينما أقف عند قوله ( وما بكم من نعمةٍ فمن الله ) ، وقوله ( علّم الإنسانَ ما لم يعلم ) ..
أتسمّرُ وَجِلاً خائفاً من أنْ يُدنسَ هذا العملَ ، وهذا الفضل شيءٌ من الرّياء ، أو قلّةِ الإخلاص ..
لكنّ الفضلَ أولاً ، وآخراً ، وظاهراً ، وباطناً لله الواحد المنّان ؛ على توفيقه وكرمه ، وإعانته على إتمام المجموعة السادسة من هذه السلسلة الميمونة ، فكتابُ اللهِ عجبٌ لا يُملُّ تكرارُه ، وترداده ..
إذ العيشُ الهنيّ مع آياته ، والاعتبار بها ..
فله أتمُّ الحمد وأعلاه ، وأوفرُ الشكرِ والثناء وأغلاه ، وغايةُ الحبّ والتعظيمِ ومنتهاه ، على إكرامه لي بأنْ أسبحَ مع آي القرآن ، وها هي وقفاتٌ جديداتٌ ..
١- لا تحزنْ على أمرٍ من أمور الدّنيا !
فـ ( مالك يومِ الدّين ) ؛ هو مالك الدّنيا من بابِ أولى !
فعلامَ الحُزنُ إذن ؟
فسورةُ الفاتحةِ أنسٌ وسلوة ..
٢- الهدايةُ إلى الصراطِ المستقيمِ أهمُّ شيءٍ في الحياةِ ، ولولا أهميتُها ؛ لَـمَا كانت أولَ مطلوبٍ في القرآنِ الكريمِ !
( اهدنا الصّراط المستقيم ) .
٣- مواجهةُ المفسدِ بصراحةٍ تامّة، دون مواربةٍ ، أو مجاملةٍ ؛ منهجٌ قرآنيّ .
قال الله عن المنافقين ( ألا إنهم هم المفسدون )
فنحن بحاجةٍ إلى هذا المنهجِ مع بعضِ قضايانا ..
٤- من عجيبِ القولِ أنّ الله قال
( نساؤكم حرثٌ لكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم ) فهي حلالٌ لك ، ثمّ قال
( وقدّموا لأنفسكم ) قيْل : هو مقدمات الجماعِ من مداعبةٍ وملاعبةٍ تُقدمونها بين يدي بُغيتكم .
٥- لا تغترّ بسعةِ بيتٍ تملكُه ، أو عقارٍ تتداولُه ، فقط تذكرْ ( لله المشرقُ والمغربُ ) .
٦- الحروب القائمة بين المسلمين والكُفّار (من يهود ونصارى ومنافقين) ؛ سُنّةٌ ربانيّة ، اللهُ مُطّلعٌ عليها ، فلماذا القلقُ إذن ؟ واللهُ ناصرٌ جندَه وحزبَه !
( قل يا أهلَ الكتاب لما تكفرون بآيات اللهِ والله شهيدٌ على ما تعملون ) .
ولكنْ علينا تقويةُ العلاقةِ بربّنا !
٧- في الأزماتِ والحروبِ ، هناك شرطان للنصرِ على الأعداء !
( بلى إنْ تصبروا وتتقوا ) بعدها قال اللهُ ( وما النّصرُ إلا من عندِ اللهِ ) .
٨- الوقوفُ عند أوامرِ الرسول ﷺ ؛ وقوفٌ عند أوامرِ الله ، والمخالفُ لرسوله ﷺ ؛ مخالفٌ لله - عزّ وجلّ ! ( منْ يُطعِ الرسولَ فقد أطاعَ الله )
فلنقمْ بأوامره ﷺ خير قيام ..
٩- أعظمُ طريقٍ ؛ هو طريقُ الهدايةِ ، ومَن بحث عن غيرِ هدايةِ اللهِ ؛ فسيجدُ الشقاوة ، بل لن يجدَ طريقاً معبّداً !
( ومَنْ يُضلل اللهُ فلن تجدَ له سبيلاً )
أي غيرَ سبيلِ الهدايةِ !
١٠- الهدوءُ في الحوارِ ، وخفضُ الصوتِ أثناءَه ؛ أمرٌ يحبّه الله ، ويحمدُه الناس !
خاصّةً إذا كان المحاورُ قصدُه الحق !
( لا يحبّ اللهُ الجهر بالسوءِ من القول وكان الله سميعاً بصيراً ) .
تأمّل ..
( وكان الله سميعاً بصيراً ) !
١١- لقسوةِ القلبِ أسبابٌ عديدةٌ ، منها : نقضُ المواثيق والعهود !
( فبما نقضهم ميثاقَهم لعنّاهم وجعلنا قلوبَهم قاسية ) .
١٢- المراقبُ للهِ لا يَبدأ بالشرّ ، وإن بُدئ ؛ فإنّه لا يُبادرُ إليه ؛ لأنّه يرجو مغنماً وأجراً من اللهِ .
( لئن بسطتَ إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يديَ إليك لأقتلَك إنّي أخافُ اللهَ ربّ العالمين ) .
١٣- يتزامنُ - في الغالب - مع معرفة الحقيقة ؛ دموعُ الفرحِ !
فبينَ القلبِ والعينِ حنانٌ ورباطٌ ..
( وإذا سمعوا ما أُنزل إلى الرسولِ ترى أعينهم تفيضُ من الدّمع مما عرفوا من الحق ! ) .
١٤- الإيمانُ والإصلاح ( النفع المتعدي ) ؛ بابٌ من أبوابِ السعادةِ وقلّةِ الحزن !
( فمنْ آمن وأصلح فلا خوفٌ عليهم ولا يحزنون ) .
اللهمّ انفعنا ، وانفعْ بنا ..
١٥- عن النباتِ قال ربُّنا ( نُخرج منه حبّاً متراكباً ) ..
( متراكباً ) ، نأخذُ منها :
- العملُ بروح الفريق .
- السموّ يكون أولُه بذرةً .
- التزاوجُ سرّ التكاثر .
- المجتمع مجموعةُ أفراد .
١٦- ما دمتَ طالباً ؛ فأنت غيرُ مطالبٍ ، ولكنّك مسؤولٌ بعد نضوجك !
فلابدّ من العطاءِ بعد أنْ أخذتَ !
( كلوا من ثمره إذا أثمرَ وآتوا حقّه يومَ حصادِه ) .
١٧- ( وأقيموا وجوهكم عند كلّ مسجد )
من جمالِ العبادةِ ولذّتها ؛ أنْ تجعل وِجهتَك ووجْهك متّجهاً إلى اللهِ ، لا يلتفتُ لغيره .
فــ ( إنّ الله لا يقبلُ دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ ) .
١٨- ضعْ بذرةً طيبةً بنيّةٍ طيبةٍ ؛ تَجنِ ثمرةً طيّبة من دوحةٍ غنّاء !
ومَن زرع الحبوبَ وما سقاها
تـــأوّه نـــادمـاً يَــومَ الحَـصادِ
( والبلد الطيّبُ يخرج نباتُه بإذن ربّه والذي خبُث لا يخرج إلا نكِدا ) .
١٩- الدّينُ الإسلاميّ ، والإيمانُ بالله لا يحتاجُ إلى أعمالٍ كثيرةٍ ، إنّما هو الإيمانُ ، والقيامُ بالأركانِ ، إلا أنْ تطّوّع !
فسحرةُ فرعون قالوا ( وما تنقمُ منّا إلا أنْ آمنّا بآياتِ ربّنا لما جاءتْنا ) .
٢٠- الظالمُ لا ينظرُ كيف يأتي ظلمَه ! بل أهمّ ما عنده تحقيقُ رغباتِه الجائرة !
فآلُ فرعون مرّة ، قال اللهُ عنهم في البقرة ( يُذبّحون ) بطريقةٍ حسنةٍ .
ومرّةً قال في الأعراف ( يُقتّلون ) بأي طريقةٍ !
ولكنّه ينسى أنّه لن يهربَ من قبضةِ الله !
٢١- مَنْ عطّل قلبَه وبصرَه وسمعَه ، وأعملَ يدَه ورِجلَه في الشهوات ؛ صارتِ الحيوانات خيراً منه !
فكم جرّت الشهواتُ من ويلاتٍ ؟!
( ولقد ذرأنا لجنّهم كثيراً من الجنّ والإنس لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ، ولهم أعينٌ لا يُبصرون ، ولهم آذانٌ لا يَسمعون بها أولئك كالأنعامِ بل هم أضلّ ) .
٢٢- الأموالُ لا تؤلفُ القلوبَ ، فأحبّ ربّك صدقاً ؛ يُحببْ لك الناس !
( لو أنفقتَ ما في الأرض جميعاً ما ألّفتَ بين قلوبِهم ولكنّ اللهَ ألّف بينهم ) .
٢٣- العدوّ الحقيقيّ يحاولُ إِرضاءَنا بمعسولِ الكلامِ ، وقلبُه أسودُ حالكٌ !
قال اللهُ عنهم ( يُرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبُهم ) ..
وإيرانُ - في هذا الوقت - خيرُ شاهدٍ !
٢٤- كلّ مَنْ فرّط بالأجر والثوابِ ؛ بحثاً عن ذاته ونفسه ؛ لا عقلَ له !
فنبيّ اللهِ هود قال ( إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون ) .
٢٥- الدّاعيةُ أو المُصلحُ ، إذا أيقنَ من غيرِه عدم الانتفاع ؛ فعليه ألا ينظرَ لأفعاله السيئة ، أو تصرفاته المشينة !
( وأوحيَ إلى نوحٍ أنّه لن يؤمن من قومك إلا مَنْ قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون ) .
٢٦- الدّنيا حقيرةٌ ، بلغتْ من حقارتها أنّ اللهَ لم يُسمّها فقال ( وأتبعوا في هذه لعنةً ) ..
تأمّل قولَه تعالى ( هذه ) !
٢٧- إذا وُضعت الطاقاتُ البشريّة الصالحةُ في المناصب العليا ؛ أثمرتْ نتاجاً كبيراً لصالح الدّولة والشعب !
( فلمّا كلمه قال إنّك اليوم لدينا مكينٌ أمين ) ، النتيجة ( إنّي حفيظٌ عليم ) .
٢٨- ( لا تمدّنّ عينيْك ) !
عحبتُ من هذا التّعبيرِ ! هل العينان تُمدّان ؟ لا ..
ولكنّها كنايةٌ عن الغوصِ في وحَلِ الدّنيا ، والاغترار بمناظرها الخلّابة !
لِنحذر منها ، لا نُخدع بها ..
فكم من مُمتّعٍ في الظاهر ، معذّب في الباطن ؟!
٢٩- الأذكار وحدَها لا تكفي !
بل لابدّ معها من العملِ ، فالصوفيّة حينما جعلتْ عبادَتها ترديداً لبعضِ الأذكار ، دون أعمالِ ؛ أصبحتْ في صفّ المُبتدعيْن !
( فسبّحْ بحمد ربّك ) أذكار ( وكُن من السّاجدين ) أعمالٌ وعباداتٌ .
٣٠- العظائمُ والمسؤولياتُ الكبيرةُ لا تُعطى إلا الرجالَ الأشداءَ ..
فإذا وُسدَ الأمرُ إلى غير أهلِه ؛ فانتظر السّاعة !
( وما أرسلنا من قبْلِك إلا رجالاً ) !
لم تُوكل الرّسالة للصبيان والنّساء والضعاف ! .
٣١- نيّةُ الخيرِ وحدَها لا تكفي ! بل لابدّ معها من العمل والإيمان .
( ومَنْ أراد الآخرةَ وسعى لها سعيَها وهو مؤمن ) .
٣٢- وإنّ النّارَ بالعُوديْن تُذكى !
وإنّ الحـربَ مبدأهـا كـلام !
اختيارُ الكلماتِ في الحديث ؛ من خصالِ المؤمن ، ( المؤمن ليس بالطعّان ، ولا اللعّان ، ولا الفاحش ، ولا البذيء ) .
( وقل لعِبادي يقولوا التي هي أحسنُ إنّ الشيطان ينزغُ بينهم ) .
٣٣- الزمْ غرزَ هذا الكتابِ (القرآن الكريم) ، فعلى قولِ مجاهدٍ أنّ الإمام هو القرآنُ الكريم ( يوم ندعوا كلّ أناسٍ بإمامهم ) .
ألا تريدُ أن يكونَ كتابُ اللهِ هو إمامَك ؟!
٣٤- يا للَعحب !
( فأرادَ أن يستفزّهم من الأرض )
تأمّل ( من الأرض ) ، الطّغاة والظلمة ؛ قدرتُهم ( أرضيّة ) لا ( سماويّة )
والغَلبَةُ للمتقين .
ففرعون لم يملك إلا إخراجَهم من أرض مصرَ !
أما موسى فكان اللهُ معه ؛ فقال عن فرعون :
( فأغرقناه ومن معه جميعاً ) .
٣٥- من الحكمةِ مراعاةُ الناسِ - أحياناً - لنسيانِهم ، أو عدم قدرتِهم - خاصّةً إذا كانوا صادقين !
( قال لا تُؤاخذني بما نسيتُ ولا تُرهقني من أمري عُسراً ) .
٣٦- قال اللهُ عن أهلِ الجنّة ( ولهم رزقُهم فيها بكرةً وعشيّاً ) !
قد يؤخذ منها أنّ الطعامَ اليوميّ الصحيّ وجبتان !
( في البَكور والعشيّ ) ..
و ( المعدةُ بيتُ الدّاء ) ..
٣٧- أهلُ الباطلِ في غُرفِهم الخاصّة ، وجلساتهم المنعزلةِ ؛ يتنازعون ويَتشاجرون في الحقيقةِ !
وإذا ظهروا أمام الملأ ؛ أبدَوا التلاحمَ والتكاتفَ فيما بينهم !
فسحرةُ فرعون قال اللهُ عنهم
( فتنازعوا أمرَهم بينهم وأسروا النّجوى )
تأمّل ( وأسروا النّجوى ) !
٣٨- الوالدانِ بأمسّ الحاجةِ لدعاءِ ونفعِ الأولاد في الحياةِ ، وبعد الممات !
فزكريّا قال : ( ربِّ لا تذرني فرداً وأنت خيرُ الوارثين ) .
٣٩- كلّما كان القلبُ قليلَ الإيمان ، استحكمت فيه الشهواتُ والشبهاتُ ، وكان ذلك أدعى لقسوةِ قلبِه !
( ليجعلَ ما يُلقي الشيطانْ فتنةً للذين في قلوبِهم مرضٌ والقاسيةِ قلوبُهم ) .
٤٠- حينما تأكلُ طعاماً ؛ اِنوِ به التقوّي على طاعةِ الله ، والعملِ الصّالح !
( يا أيّها الرسلُ كلوا من الطّيبات ) بعدها قال ( واعملوا صالحاً ) ! .
٤١- ما من مؤمنٍ إلا وله ذنبٌ ، أو خطيئة ! لذا أمر الله المؤمنين جميعاً بالتوبةِ !
( وتوبوا إلى اللهِ جميعاً أيّها المؤمنون لعلكم تُفلحون ) .
اللهم تبْ علينا، واغفر لنا خطايانا ..
٤٢- أصحابُ المبادئ يُضحّون بمادّيتهم على حساب مبادئهم ، والمادّيون يُضحون بمبادئهم من أجلِ مادّتهم !
فسحرةُ فرعونَ سألوا عن المادّة أولاً ( فلمّا جاء السحرةُ قالوا لفرعون أئنّ لنا لأجراً إن كنّا نحن الغالبين؟)
٤٣- حين تدلهمّ الظلماتُ ، وتحينُ الكُرَب ، يبقى الأهمّ هم الأهلُ والأسرة !
فلوطٌ لمّا أنذرَ قومَه ، ولم يَرعووا ؛ قال : ( ربِّ نجني وأهلي مما يَعملون )
٤٤- المعاصي والذنوبُ ؛ تحجبُ عنك العبادةَ وطاعةَ اللهِ ، فبلقيسُ صدّها الشركُ عن اللهِ ( وصدّها ما كانت تعبدُ من دون الله إنّها كانت من قومٍ كافرين ) .
٤٥- مع العملِ الصالحِ ؛ طمأنينةُ القلب في الدّنيا ، والأمانُ في الآخرة !
ومع المعصيةِ ؛ حسرةُ القلب ، والخوفُ في الآخرة !
( من جاء بالحسنةِ فله خيرٌ منها وهم من فزعٍ يومئذٍ آمنون ) .
٤٦- قد تظنّ بأمرٍ خيراً ؛ فيكون عليك شراً ووبَالاً ..
( فالتقطه آلُ فرعون ليكونَ لهم عدواً وحَزَناً ) .
٤٧- إذا نصحتَ ؛ فليكن همّك الموعظة ، لا التّشفية !
فلقمانُ الحكيمُ قال الله عنه ( وإذا قال لقمان لابنه وهو يعظُه ) .
ولم يكن متشفيّاً ، بل واعظاً ..
٤٨- مما يجعلُك تخشى الله وتتقيْه قراءةُ القرآنِ في بيتك !
فالله قال لزوجاتِ النبي ﷺ ( واذكرن ما يُتلى في بيوتكنّ من آياتِ الله والحكمة ) .
٤٩- كلُّ مَنْ وجدَ ضيقاً في قلبه ؛ فليُفتّش عن إيمانه وقوّته ، فــ
( الذين لا يؤمنون بالآخرةِ في العذابِ والضّلالِ البعيد ) .
٥٠- لا تعجبْ من قسوةِ بعضِ البشر ! فمنهم من كِبْرُه وغلظتُه حجبتْه عن الحق - نسأل اللهُ السلامة - :
( واضربْ لهم مثلاً أصحابَ القرية إذ جاءها المرسلون * إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذّبوهما فعزّزنا بثالث ! ) .
٥١- إشراك الأبناء في الرأي ، ولو كان ضدّهم ؛ نتيجته أن يُذعنوا ؛ لأنّك احترمتَهم !
( قال يا بُنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى ؟ قال يا أبتِ افعل ما تؤمر ) .
٥٢- إذا أُعطيتَ أمناً ، وسقفاً وبيتاً يُؤويك ، وصحةً ، وطعاماً فماذا تريدُ ؟
فهذا هو النّعيمُ كلُّه !
تأمّل آية غافرٍ ؛ تجدْ هذه الأربع !
( آية ٦٤ ) ..
فالحمدُ لله ربّ العالمين ..
٥٣- فكّر في عاقبةِ الأمور قبل أنْ تُصرّ عليها ، أو تُمارسها .
فالتمنّي لا يُزيلُ المشكلةَ !
( وقال الذين كفروا ربّنا أرِنا الّلذَين أضلّانا من الجنّ والإنس نجعلْهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ) .
٥٤- من أيقنَ حقّ اليقين ؛ بشهادة اللهِ عليه في كلِ شيء ؛ لم يجرؤ على معصيته مهما كان .
( أوَلم يكفِ بربّك أنّه على كلّ شيء شهيدٍ ؟ ) .
٥٥- إذا كان لك كَنَفٌ تأوي إليه ؛ فممَ تخاف أو تحزن ؟
( ذلك بأنّ الله مولى الذين آمنوا وأنّ الكافرين لا مولى لهم ) ..
المهمّ تابع إيمانك ..
٥٦- ليست العِبرةُ بالادّعاءات في المجالس ! وإنّما الأفعالُ والحقائقُ هي التي يُعوّل عليها !
فالمنافقون قالوا ( سنُطيعكم في بعض الأمر ) ردّ الله عليهم بقوله
( والله يعلمُ إسرارَهم )
( فأحبط أعمالَهم )
(أم حسبَ الذين في قلوبِهم مرضٌ أنْ لن يُخرجَ الله أضغانهم ) .
٥٧- مما قاله شيخنا الدكتور محمد أبو موسى :
إنّ تسمية ( ق ، ن ) بهذا الاسم ؛ لأنّ السورة تدور حول هذه الحروف .
قلتُ : تأمّلتُ سورة ( ق ) ؛ فوجدتُها تكررتْ ( ٥٦ مرّة ) !
٥٨- ترك اللهُ في قومِ لوطٍ عبرةً ، ليستْ لكلِ أحد !
فقط للمتأمّلين ( وتركنا فيها آية ) يبحثُ عنها كلُّ مَنُ يخاف العذابَ الأليم .
٥٩- احذرْ أنْ تَتمظهرَ عند النّاس بالتديّنِ ، وباطنُك خلافُ ذلك !
واسألْ ربّك حسنَ المظهرِ والمخبرِ ..
( إنّ ربّك هو أعلمُ بمن ضلّ عن سبيلِه وهو أعلمُ بمن اهتدى ) .
٦٠- مع العبادةِ تكونُ الرأفةُ والرحمةُ !
فحواريو عيسى ﷺ مدحهم اللهُ بقوله ( وجعلنا في قلوب الذين اتّبعوه رأفةً ورحمةً ورهبانيّةً ) .
٦١- العاطفةُ الدّينيّة وحدها لا تكفي لدعوةِ النّاسِ ؛ بل لابدّ معها من
( العِلْم ) !
"هو الذي أرسلَ رسولَه بالهدى (العلم) ودينِ الحق ليُظهره على الدّين كله " .
فالعلمُ سلاحٌ في الدّعوة ..
٦٢- رتّبْ حياتَك لآخرتك ، وخطّط لهما ، فشريعةُ الله كلّها مبنيّةٌ على التنظيم ( أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى ؟ أمّن يمشي على صراط مستقيم ؟ ) .
٦٣- قبلَ أن تدعو على طائفةٍ ، أو فرقةٍ ؛ قدّم بين يديْ دعائك عليهم أسباباً وتعليلاً ! .
( وإذا رأيتهم تُعجبك أجسامُهم وإنْ يقولوا تسمعْ لقولِهم .. .. هم العدوّ فاحذرهم قاتلهم اللهُ أنّى يؤفكون ) .
٦٤- في القرآنِ إذا جاءتْ ( وما أدراك ) ؛ فانتظر الجواب !
وإذا جاءت ( وما يُدريك ) فلا جواب !
( وما أدراك ما الحاقّة * كذّبت ثمودُ وعادٌ بالقارعة ) .
( وما يدريك لعلّ الساعة تكونُ قريباً ) لا جوابَ ، فهو بعلمِ الغيب !
فتأمّل ..
٦٥- التعلّق بالمخلوقِ - أياً كانت قدراتُه - يزيدك رَهقاً وتعباً !
أما التعلّق بالخالقِ ؛ يزيدك ثقةً وأملاً !
( وأنّه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجنّ فزادوهم رَهقاً )
( فمن يؤمن بربّه فلا يخافُ بخساً ولا رَهَقاً ) .
٦٦- يا مَنْ جرّدَ نهارَه من الصلاةِ ؛ لا تفرّط ، فله صلاةٌ كصلاةِ الليل !
( إنّ لك في النّهار سبحاً طويلاً ) .
٦٧- يا للجمالِ والتناغمِ البديع !
( الذي خلق فسوّى ) فلا عيبَ ولا تشويه .
( والذي قدّر فهدى ) فلا نقصَ ولا زيادة !
فسبحان الخلّاق العليم !
٦٨- كيف ..
هي أداةُ استفهام ، وصيغةُ تعجبٍ ؛ لِينتبه القارئ لما يُقال !
( ألم ترَ كيف فعل ربّك بعاد ؟ )
( كيف تكفرونَ بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ) ..
٦٩- في حياتِك لا تعلمُ شيئاً ؛ لولا فضلُ الله عليك !
فكلّ علمٍ تفوّقتَ به ؛ هو من تعليمِ اللهِ لك ، فلا تغترّ وتُعجبْ بنفسك !
( علّم الإنسانَ ما لمْ يعلم ) ..
٧٠- المُعوّل في كلِّ أعمالِك ؛ على ما في قلبك من الصدق والإخلاصِ !
( وحُصّل ما في الصّدور * إنّ ربّهم بهم يومئذٍ لخبير ) .
أبوجهاد العييدي
١٤٣٦/٧/١٣هـ