د. علي بانافع
على وقع زيارة أردوغان لمصر، لا أدري لماذا لا يريد معظم الصحفيين والمعارضين السياسيين العرب تصديق الحقيقة الدامغة التي لا تحجب بغربال وخلاصتها: "في السياسة لا صداقات ولا عداوات دائمة، وإنما مصالح دائمة". أو على قول ثعلب السياسة البريطاني ونستون تشرشل: "لا عداء دائم ولا صداقة دائمة في السياسة بل مصلحة دائمة".
ولا شك أن بعضا من الصحفيين والمعارضين السياسيين وكثير من الطبالين والمتزلفين وهم من أكثر المتضررين وأشد المفضوحين بعد كل "محبة سياسية تعقب عداوة سياسية "؛ فهؤلاء وبعد كم لا يحصى من المقالات والتقارير والأعمدة الصحفية والتصريحات والڤيديوهات والكاريكاتيرات؛ وكيل الشتائم على مدار الساعة لأحد طرفي النزاع السياسي سيجدون أنفسهم مجبرين وصاغرين لحذف المئات منها؛ تمهيدا لمرحلة الصمت السياسي أو التعريص الايجابي التي أعقبت مرحلة التعريص السلبي.
وبين هذه وتلك سيظل المعارض والسياسي العربي يتوهم بأن أشد الأنظمة عداوة لنظامه هي الأصلح للعيش بكنفها والحديث بحرية مطلقة بظلها، والمسكين - ولا أريد أن انعته نعتا آخر - لا يدري ولا يريد أن يدري بأن "صداق ومهر وفلنتاين" كل صلح سياسي شرق أوسطي بين نظامين متخاصمين إنما يبدأ بتعرية وتجريد وتجميد - وأحيانا - تسليم معارضة كل منهما إلى نظيره كعربون صداقة لطي صفحة الماضي القريب؛ وكان حري بالمعارض السياسي العربي المستجير بعمرو عند كربته ؟! أن يتابع عن كثب ويسأل نفسه - مرارا وتكرارا - هل النظام الذي يستظل بظله ويمدحه صباح مساء، خال من العيوب، طاهر من الآثام، مطهر من الرذائل، نقي من المظالم، التي يهجو بها نظامه من بعيد؛ أم أن الاثنين في الهوا سوا ؟! ولكن وبما أن عين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساويا؛ فإنه سيظل يكابر ويتحايل ويغمض عينيه عن هذه الحقيقة المرة لحين "الصلح بين المتخاصمين" هنا فقط سيصدم بواقع الحال ليكشف بأن استجارته بعمرو عند كربته إنما كانت مجرد "استجارة من الرمضاء ☀️ بالنار 🔥" لا أكثر ولا أقل 🤣😂😅