تعلمت من أمي أن أحبَّ

كلَّ حيٍّ

أن أحمل المزهريّات دوما في يدي

فلربما احتجت أن أذهب إلى المشفىٰ في زيارة

أرافقُ زهرات البيوني مقطوفةً من بين الأعشاب

والنمل الأسود ما زال عالقا في جذورها.

تعلمتُ أن أحفظ دوما أوان زجاجية

كبيرةً, لتسدّ حاجة عائلة حزينة على فقدها

من سلطة الفاكهة

أن أعلّب الكمّثرى والخوخ

وأن أقشر العنب الأحمر وأخرج بذوره برفق برأس سكين.


تعلمت منها أن أشهد مشاهد الاحتضار وإن لم أعرف

المتوفى, وأن أشدّ على يدِ أهله المتعرقة

وأن أنظر في أعينهم وأشاركهم الأسى

وكأنني أتعلم الفقد حينها.

تعلمت أن ما نقوله حينها لا يعني بالضرورة شيئا

فهم لا يتذكرون إلّا مجيئنا.


تعلمت من أمي أن أؤمن بقوّتي على تخفيف

الآلام الشديدة, جسديا كالملاك.

وكالطبيب, تعلمت من أمي أن أجعل

من نفسي عبر آلام الآخرين شيئا مفيدا!

حينها يبلغ الإنسانُ التسليم والرضا.


ادخلوا البيوت حاملين قدرتكم على المواساة

وعلى العلاج

حاملين كعكةَ الشوكولاتة, من صنع أيديكم

وبركات أصواتكم

ولمسةَ طهركم.

- جوليا كاسدورف

مصدر صورة الغلاف : https://14daysamemoir.com/2016/04/14/a-mothers-hands/