يروي أحداً لي حادث سرقة تعرض له فيقول : كنت ذاهب لصديقٍ لي يسكن في عقار بجوارنا بالطابق الحادي عشر ، وذهبت فركبت المصعد انا وامراه عجوز ورجل يبدو اكبر مني بقليل ،وبعدما تجاوزنا الطابق الاول تعطل بنا المصعد فأصبح الظلام يعم ارجاء المكان ، فلم نعد نري بعضنا البعض .

أول ما جاء بخاطرنا هو انقطاع الكهرباء ، ثم لم تمر سوا نصف دقيقه وتحرك ثم تعطل بعدها بلاحظات مره اخري ،لكنه تعطل هذه المره بحيث يمكن أن يمر احدا يده من باب المصعد الذي كان مفتوح ،وهذا بالفعل هو سبب تعطيل المصعد ..

فبينما انا احاول الاتصال بصديقي ،والرجل الذي بجواري ينادي لعلا احداً يساعدنا ،فاذا بشخص يقول لا تقلقوا انا مهندس الصيانة واحاول إصلاح شئ ولكني احتاج الي كشاف ..

وبحكم انني بجوار الباب وبيدي الهاتف كنت احاول الاتصال بصديقي وبكل تلقائيه دون أي تفكير أشعلت كشاف الهاتف وبدأت أمد يدي من الفتحة الضيقة التي تظهر من باب المصعد ، محاولاً بذلك أن أنُير له لكي يُصلح العطل كما يدعي ، فأذا به يقول لي لا أري جيداً واستأذنني واخد مني الهاتف لكي يضُي هو لنفسه ..

وما هي إلا ثواني وقد سرق الهاتف وذهب .. نعم قد ذهب وتركنا في هذا الظلام الداكن .

والسؤال الان ما الهدف من سرد هذا الحادث فهو ليس بجديد أن نسمع مثل هذه الحوادث ؟!!

الهدف هو دهاء وذكاء هذا اللص وغيره من اللصوص ، فهنا مثلا اذا فكرنا سوياً سنجد كيف فكر في اختيار الطابق المناسب للهروب وهو الطابق التاني ، وايضا في اختيار الكلام عندما قال أريد كشاف وليس الهاتف ، وايضا في اختيار المكان بحيث جعلنا في موقف يمنع كل تفكير أو حتي شك في أي أمر يتعلق بالسرقة .

لم لا يفكر مثل هؤلاء الأشخاص في أن يستثمروا فكرهم وذكائهم هذا في شئ حلال ،والله اني لاتخيلهم مبدعون !

وفي النهاية لا املك إلا أن أدعو الله أن يهديهم ويهدينا جميعاً .