ذابتْ سعادُ ودربُ البينِ مجهولُ
مخبأٌ في حجابِ الغيبِ معزولُ
ذابتْ سعادُ فما أبقتْ لها طَللاً
أبكي عليه إذا ما أجدبَ الغيلُ
ذابتْ سعادُ فطرفي ساهمٌ وجلٌ
كأنه من جحيمِ الوجدِ مسمولُ
ذابتْ فحُلْمي مُسَجَّى في سُرادِقه
تُــدار فيه الـمــراثي والمــواويـلُ
كأنَّ قـلـبي ونابُ الفقدِ ينهشه
طــريـدةٌ أثخـنت فيها الـرآبيـلُ
سَقتْ فؤادي كؤسَ الوصلِ مترعةً
قُـبيل إزمـاعـها والفكـرُ مــذهولُ
تقول لا تحرِمَنِّي من دعاك وكنْ
جَـلـدًا إذا زُوِرتْ فيك الأباطـيلُ
فقلت لا تقلقي يا فيضَ أخيلتي
مادام حبلُ المنى بالودِّ موصولُ
لم أدرِ أنّي على وعدٍ بفاجعةٍ
وأن قلـبي ستغزوه العـقـابـيلُ
لله صبري ويُتم القلبِ يعصفُ بي
من بعد ما أُطفئت فيه القناديلُ
ما أحقرَ العيش في دنيًا لذائذها
كنشـوةِ الــرَّاحِ تأثيـمٌ وتـغـفيلُ
ليس السعيدُ بها سامٍ أخو قِيَمٍ
إن السعيدَ بها نـذلٌ و"عنتيلُ"
من عُهرها يحتسي الأفاقُ لذَّتَه
والـزور أُدمٌ له والمكـرُ إحـليلُ
في عالمٍ شادَ للإصلاحِ مقبرةً
فيها الضحايا تواريها الأكاليلُ
يَسُنُ للـعـدلِ سكــينًا مسمـمةً
وفي مـواخيره ضــمٌّ وتقبيلُ
يُبادُ شعبٌ فلا يسعى لنجـدته
فردٌ وإن مات عِلجٌ هبَّ أُسْطولُ
وجوقةُ الزورِ أحلاسُ النفاقِ لهم
في حِرفةِ الحَرفِ تزييفٌ وتضليلُ
بئس الزمـان زمـان تُستــرَقّ بـه
روس الكــرامِ وتَخـتالُ الثـآليـلُ
يا رب رُحماك من ذلِّ الذنوبِ ففي
حشايَ من جمرها ويـلٌ وتنكيلُ
أدعوك دعوة عبد آبَ منكسرًا
والعفو منك إلـهَ الكونِ مأمولُ
راضــــ ✒ ــي
19 شعبان 1438هـ