"الأسئلة أعلاه، تقع ضمن مجموعة قام بإرسالها الأديبّ السعودي عبدالرحمن منيف لصديقه الرسام مروان، ضمن مراسلاتهم التي جُمعت لاحقًا ونشرت في كتاب أدب الصداقة." .. هكذا جأني في بريدي الإلكتروني من صحيفة ثمانية.
هل تسمع الموسيقا أثناء العمل؟ أي أنواع الموسيقا؟ وماذا إنّ لم تكن موجودة؟
سؤال جميل ... أنا من عشّاق الموسيقى و أعشق أي سؤال يتعلق بالموسيقى ... و نعم أسمع الموسيقى أثناء العمل، برغم أني لا أعمل الان، فأنا لازلت طالباً، فرضاً أن واضع الأسئلة قصد بالعمل، العمل المجازي و ليس الوظيفي، فنعم أسمع الموسيقى أوقات المذاكرة، [ إنما ايه ] عندما اذاكر المواد الرياضية فقط، مثل الرياضيات و الفيزياء و الكيمياء و الإحصاء ... أما فباقي المواد النظرية كالأحياء التي في أغلب الأحيان تتطلب الى حفظ فلا أسمع وقت مذاكرتها أي موسيقى لأنها تشتتني بسرعة.
في أغلب أوقاتي اميل الى سماع الطرب الشرقي القديم، عاماً المصري و الشامي، لكني بين الفينة و الفينة أسمع ما هو جديد و صارخ شرقياً كان و أو غربياً. مؤخراً انغمست في أغاني أوائل القرن العشرين [ ١٩٠٠ - ١٩٣٣] ... أغاني أمثال يا ورد مين يشتريك و ليت للبّراق عيناً و يا مسافر وحدك و وحقك أنت المنى و الطلب و مدام بتحب بتنكر ليه، و غيرها من أغاني مصر العظمى.
أما إن لم تكن الموسيقى الموجودة، فلا أظن أن غيابها سيغير شيء علي ... فرضاً أن الموسيقى لم تكن موجودة من الأساس، أي أن البشرية لم تؤلف قط موسيقاً و لا تعرف ما هي الموسيقي، فبتالي لن نعرف نشوة الطرب و متعة الموسيقى من الأساس، فبتالي غيابها لن يؤثر علينا لأنها لم تكن موجودة من الأساس و لم نكن نعرفها. إما إن اختفت الموسيقى فجأة بعد ما تذوقنها ... [ساعتها يبقى في كلام تاني].
لو كنت في مكان منعزل وصعب كالسجن مثلًا، ماذا تختار أولًا : قلمًا أم كتابًا؟
اذكر اني تخيلت مرة أني دخلت السجن و تخيلت كيف ستكون حياة السجن. وتسألت في خاطري عن إذ ما كانت في سجوننا مكتبات؟ أو هل كانوا سيسمحوا لي بالقراءة في السجن من الأساس ، ففي خيالاتي كنت اقول لنفسي.
دخلوني سجن، و اتركوا لي كتباً، و سأعرف كيف اقضي وقتي.
هل في عائلتك أحد يهتم بالفنّ : الغناء أو العزف على آلة موسيقية؟
عائلتي القريبة و البعيدة، جميعنا نحب الفن و نقدره، صغيرنا و كبيرنا. فقبل بضع أيام وجدت فيديو قديم فيه كنت أغني القلب يعشق كل جميل ... كان ادائي سيئاً جداً جداً جداً و برغم ذلك بعدما انتهيت من غناء الكوبليه الأخير، نعم، صبروا عليَّ و أنا اغني الأغنية كاملة، صفقوا لي بحرارة و منهم ايضاً من صرخ " الله يا أحمد " .
أحب أن اوجه كلمة شكر لهم على تشجيعهم.
ماذا يعني لك الزمن؟
بإختصار شديد، الزمن نسبي .... لا أؤمن بأن الأيام تسري بسرعةٍ أحياناً، و ببطئ أحياناً، زمان الزمن ثابت إنما منظورنا نحن يغير زمنه النسبي، كمثلاً من يقول أن ساعة المعذب بسنة، و ساعة السعيد بثانية.
حضرني بمناسبة الحديث عن الزمن هذه البيت الرائع جداً من الأغنية الرائعة هو صحيح الهوى غلاب.
هو صحيح الهوى غلاب ... معرفش أنا و الهجر قالوا مرار و عذاب ... و اليوم بالسنة
في أي اليومين تشعر نفسيًا بأنه يوم العطلة : الجمعة أم السبت؟
لا الجمعة ولا السبت، أكرههما الاثنين، أشعر بأني في عطلة أيام الأسبوع.
هل تشعر بنفس حريتك أثناء وجود أصدقائك؟
لهذا السؤال شقين: ما هي الحرية؟ و من هم الأصدقاء؟
أما بالنسبة للحرية فلو أخذتها بالمعنى الإصطلاحي و المتعارف عليه ... فنعم أشعر بالحرية في وجود أصدقائي.
أما بالنسبة للأصدقاء، فلو أخذتها بالمعنى الإصطلاحي و المتعارف عليه... فلا ... لا أشعر بالحرية في وجودهم.
أفهم تماماً إن ضعتوا في فهم ما قلت، لا أتوقع مِن أن يفهم ما قلت إلا أصدقائي.
وجود الإنسان على الأرض هل فيه معنى من معاني الخطيئة؟
لا أفكر في الأمور أمثال هذه في الوقت الراهن، لعلي أفعل بعد حين! أنا حالياً أحب أن أفكر في الأمور السطحية.
هل يوّلد المطر لديك الحزن أم الفرح؟
بالنسبة لي، أحمد الذي ترعرع في مدينة جدة، و اعتقد بالنسبة لجميع من سكن جِدة ... جدة لا يوجد بها تصريف لمياه الأمطار و السيول لمن لا يعلم، فمنذ أن كنا صغاراً، أو بالأصح منذ سيول عام ٢٠٠٩، كان اقتراب موعد موسم المطر يعني شيء واحداً ... "مافي مدرسة"
اعود لما كنت اقول ... فمنذ أن كنت صغيراً كان اقتراب موسم المطر يعني ضمنياً موسم اقتراب الاجازات و الخروج الغير مبرر من المدرسة أو كثيراً تعليق الدراسة كلها.
فبتالي نعم، وَلَدَ المطر كثيراً من اللحظات السعيدة عندما كنت صغيراً و لا يزال.
كيف تعاملت مع أول راتب استلمته من عملك؟
أنا إنسان أكره التعقيد الزائد و الكلام المنمق الزائف و الأفعال المجازية و المجاملات ... لا اذكر ماذا فعلت بأول راتبٍ استلمتها حقيقاً ... في الغالب صرفته كما صرفت ما كان معي من مالٍ قبل أن أستلم الراتب ... بكل بساطة!
ماذا يعني لك: العنف؟ الجمال؟ الصبر؟ القيلولة؟ قتل الطير؟ الصحراء؟ الشمس؟
العنف: الطبيعة البشرية التي دائما أخاف أن يرجع لها البشر بكامل مقاديرها و أن يمارسوها علناً و يجاهروا بها، حيث أنها موجودة الان لكنها مستترة نسبياً،
الجمال: الجمال كالزمن نسبي جداً، إنما ليس للجمال معيار أبداً على عكس الزمن ... ناس تحب الشاي و ناس تحب القهوة و ناس تحب الهمبرجر .... كله جمال.
الصبر: وصفولي الصبر ...لقيته خيال و كلام في حب؟
القيلولة: لا اعرف القيلولات، اعرف الPower naps.
قتل الطير: لا أحب قتل الحيوانات بلا سبب و هذا ينطبق على الطيور أيضاً.
الصحراء: لا تعني الصحراء لي شيئاً.
الشمس: ذلك النجم الجميل الذي يجعل وجهي متورداً على الشاطيء.
أتشوق لأن أجاوب علي هذه الأسئلة بعد ٥ سنين و أن أرى ماذا تغير!
٥:٣٥ صباحاً، ١٤ مايو، ٢٠١٧، جدة، السعودية