(أنا زي بابا في الشدة شديد وفي القوة قوي قوي أوي) هذه كانت كلمات صلاح الدين عاشور ناظر مدرسة عاشور بعد وفاة أبيه وتوليه المهمة الملئ طريقها بالعقبات ، الناظر هو أحد الأفلام الرائعة التي قدمها الراحل علاء ولي الدين ولم يلقى الاشادة من النقاد وتم وصفه بالفاشل، لكنه وجد ما يستحق من الجماهير التي تعده حتى اليوم أحد العلامات البارزة في السينما .


بتجسيد ثلاثي مذهل كان علاء ولي الدين يطل علينا بشخصيات عاشور وجواهر وصلاح الإبن بصحبة مجموعة رائعة من النجوم يتصدرهم المخضرم حسن حسني وهشام سليم وأحمد حلمي وبسمة الذين قدموا مشاهد جميلة وحافظوا على سلاسة الإطار الدرامي الممتع للعمل .


هذا الفيلم سلط الضوء على العديد من القضايا التي مازالت تؤرق الشارع المصري حتى اللحظة ، رغم مضي ما يقارب أكثر من عقدين من الزمان بالتمام والكمال على موعد عرضه الأول في صالات السينما عام 2000، على رأسها بالطبع تراجع مستوى منظومة التعليم وانتهاج الأساليب الخاطئة في التدريس والفشل والإنتهازية . 


الرغبة في الإنحراف أو(الصياعة) بالمعنى العامي الدارج كما قدمها العمل، كان لها حصة كبيرة من إهتمام المخرج والمؤلف شريف عرفة والسيناريست أحمد عبدالله، حيث قدموها بشكل بسيط خالي من التعقيد في الدقائق الأولى متمثلة في بحث صلاح (علاء ولي الدين) عن إرتكاب كافة المعاصي والأخطاء لمجرد الخروج من عباءة أبيه الراحل، قبل أن تتحول إلى المدرسة وما يحدث داخلها من أحداث ورغبة التلاميذ في عدم الانصياع للتوجيه ونيل العلم وهنا كان دور حاتم جميل (وائل) حاضرًا رفقة الجملة الشهيرة (محدش هيتعلم هنا) . 


 المشاهد الخاصة بالمعاني السامية كالصداقة والحب جاءت كذلك مرتبة بشكل مميز من حيث العرض وهذا الأمر جعل الفيلم يحصد تركيز وانتباه المشاهدين الذين أصبحوا مع مرور الدقائق أكثر إتساقًا مع الشخصيات الرئيسية ومواقفهم الطريفة .