رثاء الكرامة العربية
---------------
كيفَ الأَماجِدُ أصبحوا أنعاما
وإلى الأعادي أصبحوا خُدَّاما
.
إن الكُماةَ على الثغورِ رباطهمْ
لا يمسحونَ الخُفَّ و الأقداما
.
وإذا الجيوشُ تحوَّلتْ لعصابةٍ
ضمَّتْ لصوصاً سذَّجاً ولئاما
.
كلُّ الجحاجحِ غُيِّبوا واسْتُبْعِدوا
والتافهونَ تصدَّروا الإعلاما
.
واللصُ أصبحَ في البلادِ مقدَّراً
والنّذلُ أصبحَ فارساً مقداما
.
وعلى ابن جلدتِهمْ تفجَّرَ حقدهمْ
صبوا من الحقدِ الكريهِ الجاما
.
ونَسَوا لتاريخٍ عظيمٍ تالدٍ
فجرُ الحضارةِ من هنا قد قاما
.
جعلوا الحدائقَ كاكواكبِ في السما
قد نافسوا مَنْ شيَّدوا الأهراما
.
والأبجديةُ أوجدوها للورى
والناسُ تأخذُ منهمُ الأحكاما
.
عادوا لعصرِ التيهِ بعدَ هدايةٍ
فنسوا الإلهَ وقدَّسوا الأصناما
.
تباً لقومٍ هجَّروا أعلامَهمْ
كي يرفعوا الجُهَّال والأقزاما
.
فانعِ الرجالَ إذا خَلَوا من عزّةٍ
ياليتهمْ لو يصبحونَ عقاما
.
وانعِ النساءَ ولاتكنْ مُتَعَطِّفاً
ما لم يلدْنَ مُحَجَّلاً ضِرغاما
.
كنتمْ أماجدَ من سلالةِ ماجدٍ
فعلامَ ترجونَ الزَّنِيمَ علاما
------
عبدالناصر عليوي العبيدي