((وما أبرئ نفسي إن النفس لإمارة بالسوء إلا ما رحم ربي)) يوسف:53
تداول الكلمات والعبارات عن الفساد في ليبيا عند الناس والجهات الدولة الليبية الرسمية بمعاني صحية ودقيقة يستوي في ذلك من الفساد عند الأفراد والدول والأحزاب والجهات الرسمية.
غير أن الفساد في ليبيا أصبح مألوف مآله مثل مآل الكسب الشريف لم تتغير الحقيقة في وجده مكانتها الاجتماعية الليبية شيئا.
يحتاج الفساد إلى ارض خصبة؛ ليمتد في حياة البشر مزعومة بأكاذيب الحياة القاصية، وضعف قوة نفوس بشرية مصنوعة لتفسد في الأرض، فتنتشر بذلك عند مؤسسات الدولة اللبيبة وقنوات فضائية وصحف وإذاعات مسموعة ومرائية ليبية، وحتى يكون الفساد ما هو إلا رواجا وعدم مصداقية؛ مشترية بأموال تعمل على صانعة وزيادة الفساد في ليبيا!
يتلقف الفساد بأموال المصنوعة، والعبارات المنفوخة، عبر بعض من شريحة المجتمع الليبي بسبب ضعف في وعيها، وشريحة أخرى تتستر عليها ، فتروج بالعبارات عن الفساد المنفوخة، وتسوق الوهم بالعنة المستعارة، والأكاذيب عن وجود الفساد المستشري في أركان المجتمع الليبي.
وإذا كانت شريحة الفساد في ليبيا معذورة من الفساد نفسه بسبب ضعف وعي الأفراد ، فإن الشريحة الأخرى ليست أكثر منها في وعاء التستر عن الفساد المستشري في أركان الدولة الليبية وهى مستأجر بالأموال المسروقة والمنهوبة.
قد يحمل النقيضين من الفساد في تبديل للمواقف الوطنية، من الإصلاح إلى الفساد ومن الفساد إلى الإصلاح في مدة وجيزة، فتكون إستراتيجية خاصة بها؛ وإن كانت إستراتيجية تخصصها دائما بالفساد الدائم.
شريحة الفساد لديها الاستعداد في تروج وتدليس وقلب وطمس الحقيقة بوصف النهار ليلا، والأبيض أسودا، والحق باطلا... والمهم نوعية هذا البشر في كيفية التحصل على المال الذي افسد به أنفسهم.
لا يحتاج منا أن نعرف ما هو الفساد المستشري في البلاد فهو فساد لا غير فيه، فضلا عن الترويج والتسويق والفرقعات الإعلامية الممجدة للأعمال والأفعال الفساد، فالشمس لا تحتاج إلى ثرثرة إعلامي يثبت للناس بوجودها:
إن العمل في مكافحة الفساد لا يحتاج إلى عبارات منفوخة، وإشادات مصنوعة، كما أن النفس السوية هي التي لا تستطيع طمس الحقيقة التي يوجها المجتمع الليبي كما أننا لا تستطيع أن نجير تلك النفس فعل الخير للمجتمع الليبي.
بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس