ناقش بعض الأحبة موضوع الخلافة ردا على ما يفعله "المهابيل" الدواعش وما رأيت من الاخوة من شفى غليلي في المسألة فأحببت ان أسجل هذه النقاط التالية:

١) الخلافة تعني خلافة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يعني أنها تشمل كل ما كان يفعله النبي من أمور حياتية وليس فقط السياسة الشرعية.

٢) خلق الله البشر وسن فيهم سنة الخلافة أي أنهم يخلفون بعضهم البعض وهذا تفسير رجحه العلامة عبدالرحمن حبنكة في كذا موضع بينما يرى العلامة الأمين الشنقيطي أن هذا وجه من التفسير وأن هناك وجه اخر وهو أننا كمسلمين خلفاء الله في أرضه. وفي كلا القولين يكمن الصواب إن أحسنا الفهم، فالقول الأول صائب حينما نعي أن الأيام دول بين الناس حيث أن هذا يصدقه قول الحق: "وتلك الأيام نداولها بين الناس"، كما أن القول الآخر يشرحه قوله تعالى: "وكذلك جعلناكم أمةً وسطا لتكونوا شهداء على الناس".

٣) بما أن الخلافة هي خلافة النبي فهذا يعني أنها لا تكون إلا واحدة ولكن هذا لا يعني نفي فكرة تعدد الإمارات الإسلامية وتكوين الخلافات الناقصة كما كانت فكرة السنهوري باشا وهي تكوين دول إسلامية يربطها رابط ما مع استقلالية لكل دولة بشرط تطبيق أحكام الشريعة، وقد عضد هذا المذهب كلا من الشوكاني في ذهابه لتعدد الخلافة ومالك بن نبي ثم ابو زهرة والشاوي.

٤) الإيمان بالنسبية في تطبيق الإسلام مهم فبالرغم من طموح المسلمين لبلوغ هدف الخلافة الراشدة إلا أن هذا لا يبرر الغلو في نقد التاريخ الإسلامي، حيث أن الخلافة الراشدة كانت في ال٣٠ سنة الأولى بعد وفاة النبي الأكرم، إلا أن ما جاء بعدها يبقى خلافة للنبوة وإن شابها أمور إلا أنها أبقت على أمور أخرى كالوحدة والجهاد والدعوة والحريات بشكل عام والولاء ودليل ذلك أن رسول الله قال: الخلافة بعدي ثلاثون ثم تكون ملكا ثم .... والضمير واضح أنه يعود للخلافة في قوله تكون وهذا ما ذهب إليه ابن تيمية. فالأمور ليست إما أبيض أو اسود وإنما نسبية يحكمها النظر إلى النموذج الراقي وهو الخلافة الراشدة ونصوص السياسة الشرعية ثم محاولة التطور قدر الإمكان وحتى البلوغ للهدف الممكن وواقعنا المعاصر يبين أننا تحت الصفر ولذلك فالديمقراطية هي الكلمة السواء وهي التساوي بين الجميع في ظل الدولة وبدلا من التعالي بالسلاح يكون التعالي فيها بالكلمة والقانون وحكم الأغلب.

٥) على ما بينت فإن إقامة الخلافة واجب شرعي لابد منه في كل مجالات خلافة النبوة بدليل أن الله قال: "وتعاونوا على البر والتقوى" وقوله: "إن هذه أمتكم أمة واحدة" وقوله: "يا آدم انا جعلناك خليفة في الارض" وللأحاديث الواردة في شأنها كما أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. فلا إشكال من تسميتها خلافة أو أستاذية العالم أو التوحد لأجل السلام وغيرها من مسميات.

طبعا قضية المجانين يجب ألا تناقش لأن أفعالهم واضحة على جهلهم.

#تذكرة_الفقيه_والمتفقه